حاوره/ مجد محمد
أكد اسمر العثمان إن التحرك الذي تقوم به فصائل المرتزقة السورية المدعومة تركيا، هو توقيت مشبوه يدل على أن هذا التحرك هو بمباركة ودعم أميركي تركي، جاء لإشعال الساحة في الشرق الأوسط على خلفية هدنة إسرائيل ـ حزب الله.
دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل حيز التنفيذ فجر الأربعاء المنصرم، في وقت قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن من أهداف الاتفاق فصل الساحات، وعزل حركة حماس في غزة، حيث أنه مضى أكثر من شهرين على بدء إسرائيل واحدة من أعنف حروبها في لبنان، فقتل وأصيب الآلاف من المدنيين وعناصر حزب الله الذي تلقى ضربات قوية تمثلت باغتيال امينه العام وقادة صفوفه الاولى، قبل أن يتوصل طرفا الحرب أخيراً إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وفي ذات اليوم الذي تم فيه إعلان وقف اطلاق النار في لبنان، أعلنت الحركة الإرهابية الأشهر في سوريا بعد داعش “هيئة تحرير الشام” عن بدء عملية “ردع العدوان” وهي هجومها على حلب في ضربة استباقية للحكومة السورية حسب زعمها وهذا ما يثير التساؤلات والجدل.
وبهذا الخصوص وللاطلاع بشكل أوسع عقدت صحيفتنا “السوري” حواراً مطولاً مع الحقوقي اسمر العثمان.
*لو وضعنا هذا الاتفاق في ميزان الربح والخسارة، أي كفة سترجح لصالح حزب الله ولبنان؟
في موضوع الربح والخسارة أعتقد إن الشعب اللبناني قد ربح هذه المعركة بسبب صمود المقاومة ومنعها للعدو من التوغل في الأراضي اللبنانية وتحقيق أهدافه التي أراد تحقيقها، فحزب الله أيضاً تكبد خسائر فادحة وراح منه مئات الضحايا في هذه المعارك، فتقريباً الذي حدث هو إعادة تفعيل قرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١ الذي كان عام ٢٠٠٦ مع بعض الإضافات والتفاصيل له على هذا المستوى.
*بنيامين نتنياهو يتحدث عن فصل الساحات وعزل حركة حماس، هذا الاتفاق كيف يؤثر على الحرب في غزة؟
المقاومة اللبنانية شكلت جبهة إسناد للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بمواجهة إسرائيل، نتنياهو فشل فشل ذريع في هذه الحرب ودائما ما يعتمد على الحرب الإعلامية وحتى الداخل الإسرائيلي يقف ضده، فهو مجبر على توقيع اتفاق التهدئة مع لبنان بوساطة أمريكية وفرنسية، فبكل تأكيد يعتبر هذا خسارة ولو بسيطة لإسرائيل التي اخطأت بحساباتها واذعنت لشروط المقاومة، فالحديث عن فصل الساحات ما هو إلا تغطية لاتفاق الإذعان الذي وقعه نتنياهو.
*تم الاتفاق أيضاً بين الطرفين على وقف إطلاق النار عام ٢٠٠٦، ما العوامل التي تجعل الاتفاق الجديد أكثر استدامة؟
أعتقد بموضوع الالتزام، إن الجيش الإسرائيلي سوف يلتزم بشكل جدي هذه المرة، لأنه كما أعلن الرئيس الإسرائيلي أن المهمة الأولى والسبب الأول الذي دفعه بأن يقبل بوقف إطلاق النار هو إعادة لملمة شمل الجيش، فقد تعرض إلى خسائر كبيرة خلال مدة ١٤ شهر التي خاض فيها المعارك في لبنان وغزة، لكن الخوف أنه خلال ال ٦٠ يوم أن تكون هذه مرحلة لأعاده تشكيل القوى من أجل استمرار المعركة والصراع لاحقاً، وأعتقد أن جيش الاحتلال سيقوم خلال مدة ٦٠ يوم بالتفرغ للضفة الغربية، وليس لحماس وليس لغزة لأن الإدارة الأمريكية المقبلة يعتبرون جميعهم ليبراليون ويؤمنون ويجاهرون بأن الضفة الغربية هي يهودا والسامرة وهي تابعة لدولتهم.
*في نفس يوم إعلان وقف إطلاق النار، بدأت فصائل ما تسمى المعارضة السورية بهجومها، ما رأيك بذلك؟
أن انطلاق عمليات ردع العدوان من قبل المرتزقة على حلب، بعد قرار وقف إطلاق النار في لبنان يعني فتح جبهة داخلية وعمليات عسكرية في سوريا، وهي رسالة للنظام ولقادة الفصائل وإيران بأن وجودهم انتهى وإن لم ينته فسيجبرون على الدخول في صراع وحرب داخلية لكي يكون الكيان في مأمن، فالخوف ليس من الروسي العالق في أوكرانيا ولا من الإيراني الغارق في لبنان والعراق واليمن، وإنما الخوف من العدو الإسرائيلي الذي لا يستبعد أن يتحرك هو بنفسه لحماية الأسد ومنع سقوطه.