لكل السوريين

في السويداء.. انتشار الجراد خطر داهم.. والتقليل من شأنه خطأ فادح

أثار انتشار الجراد بالريف الشرقي لمحافظة السويداء قلق المزارعين من خسارة موسمهم الزراعي، وسط مخاوف من توسع انتشاره، حيث نشرت وسائل إعلام محلية، وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، معلومات مرفقة بصور قالت إنها لأسراب جراد جديدة غزت منطقة السويداء الشرقية، ووصل بعضها إلى محيط مدينة شهبا شمالي السويداء.

وبعد تحديد مواقع انتشاره، سارع أهالي القرى الشرقية في محيط قرى الهويا والشعاب والحريسة، إلى مواجهة الجراد منذ ساعات الصباح الباكر، باستخدام ما تيسر لهم من المبيدات والمرشات اليدوية، بالتعاون مع مديرية الزراعة بالمحافظة.

وكانت أعداد الجراد التي انتشرت في المنطقة كفيلة بالقضاء على المزروعات القليلة أصلاً بسبب قلة الهطولات المطرية في المنطقة، وفي المحافظة عموماً، لولا التصدي المبكر لها.

وقال معاون وزير الزراعة خلال جولته الميدانية في ريف السويداء الشرقي، إن المسؤولين في قطاع الزراعة سعوا لمكافحة موجة الجراد التي هاجمت قرية الهويا في ريف السويداء على طول جبهة بحدود 7 كم.

موضحاً أن عمال الزراعة، بالتعاون مع الأهالي، تمكنوا من التخلص من أعداد كبيرة من الجراد باستخدام المبيدات الحشرية، فيما ساعد اتجاه الرياح على منع تقدمها باتجاه الأراضي الزراعية، مما أدى لعدم وقوع أضرار كبيرة في المحاصيل الزراعية،

وأشار إلى أن الرصد مازال مستمراً لمنع قدوم موجة ثانية من الجراد.

عملية مسح حقلي

نفذت دائرة الوقاية في مركز البحوث العلمية الزراعية بالسويداء عملية مسح حقلي لتقدير كثافة الجراد في الشريط الحدودي الشرقي للمحافظة، وشملت العملية أراضي قرى سالة وشعف والحريسة والهويا وبهم، ومنطقة تل اللوز مرورا بمناطق الجبل في بساتين سهوة الخضر وميماس والكفر، حيث تبين وجود حشرات متفرقة قليلة الكثافة في بساتين الكفر وميماس والسهوة، وتبين ايضاً وجود نوعين من الجراد الصحراوي في منطقة القصر بقرية الهويا، وقد وجدت كثافة متوسطة من الحشرات تقدر بثلاث حشرات في المتر المربع الواحد، منها ما هو حي، ومنها ما هو ميت نتيجة المكافحة الكيميائية التي طبقت قبل يوم من تنفيذ الجولة من قبل فلاحي المنطقة بالتعاون مع مديرية الزراعة بالسويداء.

وزارة الزراعة السورية تبسط الأمر

وكانت وزارة الزراعة السورية قد نفت ما يشاع من أخبار وصور عن كثافة أسراب الجراد الصحراوي الواصل إلى بعض مناطق البلاد.

وقالت إن أعداد الجراد قليلة ولا يمكن وصفها بالأسراب.

وأشارت إلى أن الصور التي يجري تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي عن كثافة الجراد الصحراوي الواصل إلى بعض المناطق السورية “هي صور مأخوذة من الانترنت، وهي صور قديمة وليست في سوريا”.

بينما تمثل موجة الجراد الحالية مخاطر كبيرة على البلاد، لأن خطر تكاثرها في المنطقة بات وارداً، بعد احتمال ترك بيوضها فب المنطقة.

وإذا لم يتم الإسراع بمكافحتها وتتبّع حركتها، ورصد ما إذا قامت بترك البيض، ومعالجة هذا الأمر الخطير، ستتعرّض البلاد لأزمة جديدة تهدّد أمنها الغذائي، في ظل الظروف الاقتصادية الكارثية التي تشهدها.

يذكر أن سوريا لم تتعرض لغزو أسراب جراد مؤثر على المزروعات والغطاء النباتي منذ عام 1964، وقد منعت بعد ذلك الظروف الجوية الباردة نسبياً، واتجاه الرياح الجراد الصحراوي من الدخول إلى الأراضي السورية.