لكل السوريين

من يحمي تنوع المكونات في سوريا؟

الهجوم الإرهابي الأخير على كنيسة مار الياس في دمشق، وما سبقه وتبعه من ردود أفعال خجولة ومكررة، أعاد طرح السؤال الذي لم يجد جواباً منذ سنوات، من يحمي تنوع سوريا ومكوناتها؟.

سوريا لم تكن يوماً بلداً بلون واحد، بل هي فسيفساء من قوميات وأديان وطوائف وثقافات، عاشت في هذا الجغرافيا بتوازن وانسجام سرعان ما تهاوى مع تصاعد العنف وغياب الحكومة التي تتبنى دور الضامن للحياة الآمنة للجميع.

فحين يقتل مصلون في كنيسة ويعلَّق أداء الشعائر خشية تكرار الجريمة، فذلك يعني أن الخطر لم يعد طارئاً، بل صار مستقراً في قلب المدن.

إن استمرار الانهيار الأمني، وغياب المشروع السياسي الذي يضمن تمثيل كل المكونات السورية، ويعزّز مشاركتها في الحكم، ليس إهانة لتاريخ البلاد فقط، بل هو تهديد وجودي لحاضرها ومستقبلها، فكل مرة يُستهدف فيها جزء من المجتمع، يُستهدف الكل ويُضرب ما تبقى من فكرة الوطن الواحد.

ما يحتاجه السوريون ليس بيانات تنديد أو مجرد وعود بالتحقيق، بل رؤية وطنية جريئة تضع أمن الناس وكرامتهم فوق الحسابات السياسية، فإما أن تعود سوريا لتكون بلداً لكل السوريين، أو ستبقى ساحة مفتوحة للفوضى والتطرف.

تعدد الأطياف والمكونات في سوريا ليس عبئاً يثقل كاهلها، ولا مشكلة تتطلب البحث عن حلول.

وهذه الأطياف والمكونات ليست تجمعات طارئة، بل هي موجودة منذ أن وجدت سوريا، وتشكل عبر تكاملها وتناغمها الوطني لوحة جميلة تميز سوريا الشامخة بتاريخها وبالعيش المشترك بين جميع مكوناتها التي تشكل هويتها وقوتها.

ومن لا يحرص على هذه الهوية، ولا يدافع عن تلك القوة، سيخسر نفسه قبل أن يخسر البلد بأكمله.

                                                                           هيئة التحرير

- Advertisement -

- Advertisement -