لكل السوريين

آثار شمال سوريا.. إدلب المنسية وآثارها المستباحة، 760 موقع ومعظمها مدمرة ومنهوبة

السوري/ إدلب ـ على الرغم من أنها منطقة تمتاز بكثرة الآثار المنتشرة في قراها، إلا أن هذه الآثار أصبحت ممتلكات خاصة لدولة كانت سابقا جارة، لكنها استطاعت إظهار نواياها مع بدء الأزمة، ومع دخولها لإدلب أصبحت تلك الآثار وكأنها ملك لها.

وتخضع مدينة إدلب، وهي مركز محافظة إدلب لمرتزقة هيئة تحرير الشام، وسبق أن خرجت عن سيطرة قوات النظام قبل 6 سنوات، ومع سقوطها بيد مرتزقة أردوغان باشر المرتزقة بنقل الآثار للداخل التركي بتسهيلات تركية في الداخل.

ويقع في مدينة إدلب أكثر من 760 موقع أثري، وجميعها تمتد لفترات زمنية بعض الشيء، ما يدل على تعاقب الممالك على الأرض السورية، وعراقة التراب السوري.

وكان يتواجد في المدينة سابق متحفين، أحدهما في مركز المدينة، والآخر في معرة أبي العلاء، إلا أن المركز الذي يقع في المدينة حوله المرتزقة لمقر ومشفى ميداني، في حين أن الثاني تعرض للدمار بعد قصف الطائرات الروسية بحسب وكالات.

وبالحديث عن الآثار في إدلب، فإنها كما ذكرنا سابقا تمتد لحقب تاريخية قديمي، إلا أنها وقعت ضحية لحرب دمرت كل شيء في البلاد، ما انعكس سلبا على الآثار، وتحديدا آثار إدلب لكونها محتلة من قبل الاحتلال التركي.

وتعد منطقتي جبل الزاوية ومعرة النعمان من أكثر القرى التي تعرضت أماكنها الأثرية للسرقات، والنهب، حيث أن المنطقة كانت قديما تغص بالمخطوطات الأثرية.

صحيفة السوري، كان لابد لها من إجراء تقرير حول الواقع المزري التي أصبحت عليه المواقع الأثرية، فكان لمراسلنا لقاء مع نايف أبو محمد، وهو باحث وكاتب وعالم آثار، والذي وجه دعوة عبر صحيفتنا للمجتمع الدولي للحفاظ على التراث السوري من الاندثار.

وبعد توجيهه الشكر لصحيفتنا نظرا لكونها الأولى التي بحثت في هذا المجال منذ نصف عقد بحسب محمد، قال “إدلب وأريافها من أكثر المناطق السورية بل والشرق الأوسطية غنى بالآثار، حيث يتواجد ما لا يقل عن 760 أثري، وأغلبها تعرضت للسرقة والدمار”.

وأضاف “أهم هذه المتاحف هو متحف المعرة، وذلك لكونه يضم لوحات فيسفسائية وقطع أثرية قديمة، وهذه القطع لم تطأها يد الإرهاب بعد، كما وأن منطقة جبل الزاوية غنية أيضا بالآثار”.

وبعد سقوط المدينة بيد مرتزقة أردوغان، قام مجموعة من الشباب إنشاء مركز لحماية ما تبقى من الآثار السورية، ولتوثيق ما تعرضت له الآثار السورية من دمار إما على بقصف من القوات الحكومية أو معارك داخلية بين المرتزقة وفصائلهم الكثيرة.

أبو نايف أشار إلى أنه حتى اللحظة استطاعت قوات النظام استعادة السيطرة على 160 موقع أثري، ومن أهمها موقعي إيبلا وتل مرديخ الذي يعود للألفية الثالثة قبل الميلاد، بالإضافة إلى متحف معرة النعمان، وضريح الخليفة عمر بن عبد العزيز الذي يحمل دلالات دينية وتاريخية.

وعلى مدار السنوات الماضية تعرضت العديد من المواقع الأثرية إما لسرقات من قبل مرتزقة أردوغان أو بقصف من الطائرات الروسية والسورية، ونتيجة لهذا القصف دمرت عدة مواقع أهمها ’’شنشراح، البارة، متحف المعرة، سرجيلا’’، وجميعها مدمرة بشكل شبه كامل.

عمليات التنقيب زادت الطين بلّة

على الرغم من أن أغلب الآثار تعرضت للدمار من جراء القصف كما ذكرنا، وعدد كبير منها تعرض للسرقة إلا أن عمليات التنقيب العشوائية عن الآثار وتكسير الحجارة وزحف العشوائي ساهمت إلى حد كبير في فقدان العديد من المواقع لأم سماتها، حيث أن عمليات النقيب تتم عبر جرافات كبيرة.

وتعد مواقع ’’تل مرديخ، تل طوكان، تل السلطان’’، من أكثر المواقع التي تعرضت لحالات تنقيب عشوائي، ما أدى إلى تغيير معالم هذه المواقع، كما ويعد موقع تل دينيت الواقع جنوب شرق المدينة الموقع الأكثر تضررا من جراء عمليات التنقيب.

وتعتبر حالة الفلتان الأمني سببا رئيسيا في ضياع قسم كبير من التراث الثقافي واللقى الأثرية كما سهلت موضوع تجارة الآثار وبيعها للبلدان المجاورة، كفصل من فصول المؤامرة على الحضارة السورية والإرث الثقافي السوري، بحسب ما قاله محمد.

تقرير/ عباس إدلبي