لكل السوريين

المضحك المبكي.. سائقون من دمشق: شرطي المرور هو الآخر رفع تسعيرة الرشوة

السوري/ دمشق ـ أكد عدد من سائقي سيارات الأجرة الخاصة (التاكسي) أن شرطي المرور أقدم هو الآخر على رفع تسعيرة الرشوة، حيث أنه لم يعد يقبل بـ 200 ليرة كما كان قبل نحو شهر.

ومع تدهور الليرة السورية لم يعد أمام شرطي المرور الذي لا يصل راتبه الذي يتقاضاه في أحسن الأحوال إلى 50 ألف ليرة، فيضطر بحسب بعض السائقين إلى رفع تسعيرة الرشوة.

وهذه العادة ليست وليدة اللحظة أو ظهرت مع بدء الأزمة السورية، وإنما هي متواجدة منذ زمن بعيد، وتحديدا منذ أيام خلاف رفعت الأسد مع شقيقه الراحل حافظ.

وكان سابقا شرطي المرور يتقاضى من كل سائق تاكسي مبلغا قدره 25 ليرة أي بحدود نصف دولار أمريكي، لقاء عدم مخالفتهم في حال ثبت عليهم مخالفات.

أبو حامد، سائق تاكسي يبلغ من العمر 43 عاما، يقول “المضحك المبكي، حتى شرطة المرور أقدموا على رفع الأسعار، فقبل شهر من الآن كانوا يقبلون بـ 200 ليرة أما الآن فلم يعد يريدون إلا طربوش، في إشارة إلى فئة الـ 500 ليرة سورية”.

وعن المخالفات التي قد يتحجج شرطي المرور على سائق التاكسي ويخالفه بحسب أبو حامد هي “مخالفة تشويه لوحة، فيميه، صادم مشوه، أو أنتيل، أو زينة”.

أما حسين فهو سائق تاكسي، ويقيم في حي التضامن، فقد ذكر لمراسلنا أن الحجة الجاهزة لشرطي المرور في حال خالفه السائق هي العداد، مع أن العداد لا يلتزم به أحد من السائقين بحسب حسين.

ويضيف “العداد موجود في السيارة لكي يشاهد الشرطي أن السيارة فيها عداد، في حين أن الراكب فيفضل الاتفاق مع السائق على الأجرة بحسب المسافة التي يريد مسيرها الراكب، وهو أفضل لكلا الطرفين”.

ويشير بالقول “سابقا كان العداد هو الرابط الوحيد بين السائق والراكب، أم الآن فقد انخفضت العملة عشرات الأضعاف قياسا بالسابق، ومع ذلك فإن السعر المخصص في العداد ليس مناسبا لهذا الانخفاض للعملة المحلية أمام الدولار”.

عبد الله محمد، وهو اسم مستعار لصاحب تاكسي، يقول “المحروقات ارتفعت بشكل جنوني، والعداد ليس ملائم لنا نحن السائقين، ومع ذلك نضطر لإبقائه في السيارة حتى لا نعرض أنفسنا لمخالفة من قبل المرور، ومؤخرا قاموا بتخفيض مخصصاتنا من البنزين”.

وكانت قيادة مرور دمشق قد حددت في وقت سابق قيمة المخالفة بـ 700 ألف ليرة وسجن لمدة شهر لمن يحاول أن يزعج شرطي المرور أو يتجاوزه أو يتجنبه.

تقرير/ سعد ناصر