السويداء/ لطفي توفيق
في مداهمة وصفت بـ “المفاجئة” دخلت وحدات من الجيش والأجهزة الأمنية إلى بلدة عريقة في ريف السويداء الشمالي الغربي، لإلقاء القبض على أفراد من عصابات الخطف والسلب.
وقبيل وصول القوات الأمنية المشكلة من فرع أمن الدولة، والأمن السياسي، والأمن العسكري، وجهات عسكرية أخرى، انسحب أفراد العصابات المتواجدين في البلدة إلى تل شمال البلدة “تل عمّار”، وتحصنوا فيه، ما يشير إلى أن العصابة كانت على علم مسبق بهذه العملية.
وحاصرت قوات الجيش والأجهزة الأمنية محيط التل، فأطلق أفراد العصابة النار باتجاهها، ووقعت اشتباكات متقطعة في محيطه دون تسجيل إصابات.
وانتشر قسم من القوات في مخفر البلدة والمنطقة المحيطة به، وسط سماع أصوات اشتباكات بين الحين والآخر، وتراجع قسم آخر منها إلى الحواجز المحيطة بالبلدة.
وخلال ساعات المساء تم سحب معظم القوات التي دخلت البلدة إلى مواقعها في مدينة السويداء، دون تحقيق النتائج المطلوبة من العملية العسكرية والأمنية.
واستمرت حالة الاستنفار والترقب لدى أفراد العصابات الذين عاد قسم منهم إلى البلدة، وبقي قسم أخر في التل تحسباً لأي عملية جديدة.
تسويات مستفزة
وكانت السلطات قد أجرت “تسوية وضع” في الثاني من شهر تموز العام الماضي شملت 22 شخصاً من المتهمين بقضايا خطف وسلب في بلدة عريقة التي شهدت حالة فلتان أمني نتيجة انتشار عصابات منظمة في البلدة ومحيطها، وكثرة عمليات الخطف طمعاً بالفدية المالية.
ورغم تكرار الدعوات لحضور أهالي البلدة حفل التسوية، حضر عدد لا يتجاوز العشرين شخصاً، حيث اعتبرها الكثيرون منهم تسوية محبطة، ومسيئة لكرامتهم، وكانوا يأملون بمحاسبة الذين عاثوا بأمن المحافظة وأساؤوا لسمعتها، ويصرون على أنه قبل أي تسوية مع أفراد العصابة يجب أن يعيدوا المبالغ التي قبضوها مقابل إعادة المخطوفين إلى ذويهم، ويدفعوا دية من قتلوه لأن أهله لا يملكون المال لدفع فديته.
وبقي معظم السلاح بيد الأشخاص الذين سويت أوضاعهم، حيث تمتلك العصابة كميات كبيرة من الأسلحة ومن بينها رشاشات متوسطة.
وبعد انتهاء حفل التسوية تجول المشمولون بها بسياراتهم في شوارع البلدة، وأطلقوا النار بالهواء استفزازاً لمن رفض حضور حفل المصالحة، وابتهاجاً بإنجازها.
ومع أن الجهات الأمنية طوقت بلدة عريقة وأقامت نقاط تفتيش على كل الطرق التي تؤدي إليها، وأعلنت إصرارها على ملاحقة عصابات الخطف.
إلّا أن العصابات استمرت بممارسة عمليات الخطف والسلب طمعاً بالفدية المالية.
وكانت الفروع الأمنية قد أجرت في نهاية عام 2019، تسويات لأربعين شخصاً في البلدة، لكنهم عادوا لممارسة أعمال الخطف بعد وقت قصير من هذه التسويات.
يذكر أن أهالي بلدة عريقة يعيشون حالة من القلق والتوتر منذ سنوات، بسبب انتشار عصابات الخطف والسلب في البلدة ومحيطها، مما جعل التنقل محفوفاً بالخطر في منطقة من أكثر المناطق التي سجلت فيها عمليات خطف طمعا بالفدية المالية، إضافة إلى حوادث السلب والقتل.