لكل السوريين

تحت ذريعة غسل العار.. جريمة جديدة في محافظة درعا

قُتلت شابة ثلاثينية في مدينة طفس بالريف الغربي من محافظة درعا على يد أبناء أشقاء زوجها، تحت مسمّى “جرائم الشرف”.

وأكد أحد القتلة بأنه تم قتل الشابة ودفنها بالسر، دون تغسيل أو تكفين ودون الصلاة عليها أو إذاعة خبر الوفاة في الجوامع أو إقامة بيت عزاء لها.

وحول أسباب ارتكاب الجريمة، أشار أحد القتلة إلى وجود محادثات مع شخص غريب في هاتف المغدورة، مع أن معظمهم أكد أنه لم يتم أي لقاء بين الشابة المغدورة والشخص الغريب.

ومن المعروف أنه في المحافظة لا يتم توثيق مثل هذه الجرائم غالباً، حيث تقتل النساء وتدفن دون شواهد على قبورهن، وفي بعض الحالات يقوم الأهل بقتل الفتاة المتهمة بالرصاص ويزعمون أنها قتلت بطلقة طائشة من سلاح أحد أفراد العائلة، ثم يتم التستر على الجريمة.

ولذلك فالجرائم المرتكبة بذريعة غسل العار التي تتم بشكل سري، أكثر بكثير من الجرائم التي يتم الإعلان عنها.

القاضي والجلاد

أكد شقيق الشابة المغدورة أن ما حصل جريمة، وقال “القتلة هم الشاهد والحاكم والجلّاد، حيث لم يحضر محاكمتها أحد سواهم، ولم يسمحوا لنا بالتواصل معها، وقالوا لنا أن هناك مراسلات في هاتفها مع شاب غريب، وطلبنا منهم أن نرى المراسلات، لكنهم رفضوا ذلك”.

فأخبرناهم بأننا سنعود إلى المدينة، وكل ما عليكم هو تركها في بيت أهلها، ونحن من يحاسبها، ولكن تفاجأنا بعد ساعات بقتلها ظلماً.

وأوضح بأن أخته الضحية وحيدة في مدينة طفس، حيث تعيش بقية عائلتها في الأردن، وزوجها مقيم في ألمانيا منذ سنة تقريباً.

وأشار إلى وجود أقارب لهم من جهة والدتهم في المدينة، ولكن القتلة لم يتواصلوا مع أي أحد منهم، واعتبروا أنفسهم الحاكم والقاضي والجلاد، ونفّذوا جريمتهم البشعة.

لجنة الإصلاح الغائبة

انتقد أحد وجهاء مدينة طفس دور لجنة الإصلاح التابعة للجان المركزية التي تضم رجال دين ووجهاء من المحافظة، وأشار إلى أن اللجنة لم تحرّك ساكناً، حيث رفض القتلة تدخل أي شخص في القضية، بما فيهم قادة في اللجنة المركزية.

وقال “هذا الأمر لا يعفيهم من المسؤولية أبداً، فقد تدخلوا لحل العديد من المشاكل التي تخص القيادات، ولطالما سعت لجنة الإصلاح للتدخل وحل المشاكل التي تحدث معهم فوراً، أما القضايا والمشاكل التي تخص المدنيين فيتم للأسف إهمالها”.

وأكد أن الغالبية من أهالي طفس يرغبون بعودة مخافر الشرطة لأنها ستكون قادرة على التدخل واعتقال الجناة، ولكن هذا لن يتحقق في ظل انتشار فوضى السلاح.

يذكر أن شابة أخرى من المدينة قتلت قبل قرابة عام ونصف في قضية مشابهة، وتم دفنها دون أي إعلان عن موتها ودون إقامة جنازة لها.

كما أقدم شاب في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي، في شهر أيار الماضي على قتل شقيقته بعد أن تزوجت وأنجبت طفلاً، وعندما جاءت لزيارة أهلها في بلدة كويا بريف المحافظة الغربي قام أخوها بقتلها.