لكل السوريين

انتشار الفقر والبطالة يزيد من ظاهرة التسول في وسط سوريا

تقرير/ بسام الحمد

لا يغيب عن ناظريك انتشار المتسولين، وأنت تتجول في شوارع مدينتي حماة وحمص، خاصة النساء منهم والأطفال، فقد صار ظاهرة متزايدة، وسط انتشار الفقر والبطالة.

شهدت المنطقة ترديًا كبيرًا في الأوضاع الاقتصادية نتيجة الحرب المستمرة وموجات التهجير المستمرة، وانتشرت البطالة وقلة فرص العمل، في ظل انخفاض وانقطاع المساعدات الإنسانية.

وينتشر التسول في منطقة تتراوح أجور المياومة فيها بين 10 – 30 ألف ليرة، وتختلف باختلاف عدد ساعات العمل وطبيعة المهنة من زراعة أو أعمال يدوية أو أعمال بناء.

طالت ظاهرة التسول الفئات العمرية كافة من الذكور والإناث، وباتوا يبحثون عما يسد رمق عوائلهم الفقيرة، ليبقى مشهد المسنات المتسولات الأكثر إيلامًا، إذ حرم النزوح الكثير من الأسر من بيوتها وأرزاقها ومصادر دخلها الأساسي، واضطرت للعيش في مدن أخرى وسط أوضاع مأساوية أو منازل غير مجهزة أو أشباه منازل مهدمة ومهددة بالسقوط في أي لحظة.

وغالبًا ما تجد مسنات متسولات في حماة وحمص مكانًا ثابتًا لهن في أحد الشوارع أو الحدائق أو الأسواق، لطلب العون من المارة، نظرًا إلى عدم قدرتهن على التجول وقطع المسافات في البحث عن متبرعين ومتعاطفين.

يحلل باحثون اجتماعيون أن للتسول شقين، الأول هم من يتسولون من أجل الحاجة وهم قليلون، أما الشق الثاني وهم الغالبية الذين يمتهنون التوسل كمهنة وتجارة، وليسوا من أصحاب الحاجة، فمنهم من تصل يوميته لبضع آلاف الليرات.

يعيد البعض السبب الرئيس للتسول هو الفقر والبطالة الموجودة بنسبة عالية، إضافة إلى التفكك الأسري، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الأطفال يتسولون بسبب القدوة من آبائهم وأمهاتهم الذين يمتهنون التسول، ويقوم الأبناء بتقليدهم فهي مهنة غير متعبة جسديًا، بغض النظر عن ضغوطها النفسية.

عددًا كبيرًا من الأطفال، يعملون بجمع النفايات من أسواق “الهال” أو المكبات الكبيرة في المنطقة القريبة، لتأمين بعض متطلبات المعيشة لأهلهم.

وأهم أسباب التسول وفق الدراسة البحثية، غلاء المعيشة وانخفاض الدخل، وبالدرجة الأولى الطلاق، وعدم وجود معيل للأسرة، كذلك رغبة الأب في البطالة وإرسال أبنائه للتسول.

وتحاول المنظمات الإنسانية والجمعيات الحد من الظواهر السلبية المنتشرة في المنطقة كالتسول والتسرب المدرسي وعمالة الأطفال، من خلال توعية الأهالي لمضار هذه الظواهر، إضافة لخلق مشاريع إنتاجية واقتصادية تومن فرص عمل للناس لتحسين وضعهم المعيشي وعدم حاجتهم للتسول وغيره.