لكل السوريين

سوريون يشعرون بالخيانة.. دول راعية تصبح عدوة دريد الإبراهيمي.. هدفها اطالت الأزمة السورية لا حلها.. عودة سوريا إلى الجامعة العربية، مخطط للإتجار بدم السوريين

مخطط للإتجار بدم السوريين

حاوره/ مجد محمد

ستكون عودة سوريا إلى الجامعة العربية التي تضم ٢٢ دولة رمزية إلى حد كبير لكنها تعكس تغييرا في النهج الإقليمي تجاه الصراع السوري، وقتل مئات الآلاف في الحرب التي اجتذبت العديد من القوى الأجنبية وأحدثت انقسامات في البلاد، فهل سنشهد عودة قريبة لسوريا في الجامعة العربية بعد ان تم تعليق عضويتها ام لا؟ وكيف سيتم ذلك؟ وما هي المخططات حول عودتها؟

بهذا الشأن، وحول الموضوع عقدت صحيفتنا “السوري” لقاءاً مطولاً مع الاستاذ والكاتب دريد الابراهيمي، العضو في مكتب التنظيم بالمجلس الاجتماعي الوطني، ودار الحوار التالي:

*استاذ دريد مرحباً بك بداية، تتضارب الانباء حول التجهيزات لإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية، قبل ذلك تحدث لي عن تعليق عضويتها منذ عام ٢٠١١؟

جميعنا يعلم انه منذ بداية الثورة في سوريا مطلع عام ٢٠١١، تمت مجابهتها بالعنف، فالثورة التي خرجت سلمية كان رد السلطات السورية عليها بالاعتداء والاعتقال، وكذلك ارتكاب المجازر عبر قتل المتظاهرين علنا بشكل جماعي، الأمر الذي دفع الدول العربية بتشكيل لجنة عربية للتفاوض مع حكومة الاسد، وقدموا مبادرة عربية حول تهدئة الاوضاع وردعه عن قتل المدنيين وسماعه لطلباتهم، ورغم ذلك وبعد اربعة شهور من المفاوضات لم يغير الاسد سياسته واستمر بآلة القتل والاجرام بحق المدنيين، الامر الذي دفع إلى عقد الجامعة العربية لاجتماع طارئ في القاهرة وقرروا فيه تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية بتاريخ ١٦ تشرين الثاني/ نوفمبر ٢٠١١ حتى التزام الاسد بتنفيذ بنود المبادرة العربية، وهكذا دواليك بقيت عضوية سوريا معلقة وصولا ليومنا الحالي.

*حينذاك لم يتوقف الامر على تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، بل شغلت مقعد سوريا في الجامعة العربية المعارضة السورية والائتلاف، كيف حصل ذلك؟

نعم في قمة الدوحة التي حصلت في آذار/ مارس ٢٠١٣ جلست المعارضة السورية للمرة الأولى على مقعد سوريا في قمة الدوحة، وترأس الوفد السوري رئيس الائتلاف المعارض المستقيل أحمد معاذ الخطيب وجلس في مقعد رئيس وفد الجمهورية العربية السورية، فيما رفع علم الاستقلال الذي تعتمده المعارضة بدل العلم السوري، وقد اعتبرت القمة الائتلاف هو الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري والمحاور الأساس مع جامعة الدول العربية، وذلك تقديرا لتضحيات الشعب السوري والظروف الاستثنائية التي يمر بها، ولكن إن عدنا إلى القوانين العالمية وبموجب القانون الدولي، قرار الجامعة حول سوريا وجلسة المعارضة في جامعة الدول العربية غير مشروع وغير مبرر لأن حكومة الجمهورية العربية السورية كانت ولا تزال الممثل الشرعي للدولة العضو في الأمم المتحدة.

*هذا كله في السنوات التي خلت، الآن ملامح العودة لسوريا ممثلة بالأسد إلى جامعة الدول العربية باتت تظهر بوساطة سعودية، كيف ذلك؟

نعم هناك ملامح، حصلت زيارات مكوكية قام بها وزير الخارجية السورية، فيصل المقداد لعدد من العواصم العربية، ومن قبلها التقارب والحراك الدبلوماسي الذي شهدته الساحة السورية في أعقاب زلزال ٦ شباط/فبراير الماضي، أسهم في تليين المواقف، وان عدد الدول العربية الممانعة لعودة سوريا إلى الجامعة العربية يبدو أقل من أي وقت مضى، وختامها زار الوزير الأربعاء مدينة جدة في أول زيارة رسمية إلى السعودية منذ انقطاع العلاقات بين البلدين عند بداية النزاع في سوريا، وقبيل زيارة المقداد السعودية، تم الإعلان عن اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى مصر والأردن والعراق، الجمعة المنصرمة في جدة، لبحث عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وهنا أهمية الدور السعودي في هذا الصدد، لا سيما بعد استقبال السعودية، وهي الدولة المضيفة للقمة العربية المقبلة، وزير الخارجية السوري

*وبرأيك، هل ستنجح السعودية في مساعيها لأعاده سوريا؟

الامر معقد للغاية، تواجه الجهود التي تقودها السعودية لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية رفضاً من بعض حلفائها، وتأتي هذه الخطوة كانتكاسة لجهود السعودية لقيادة إعادة ترتيب جيوسياسية أوسع في الشرق الأوسط، فهناك ٥ أعضاء على الأقل من جامعة الدول العربية، بما في ذلك المغرب والكويت وقطر واليمن، يرفضون الآن إعادة قبول سوريا في الجامعة العربية، حتى مصر التي أحيت العلاقات مع سوريا في الأشهر الأخيرة وهي حليف قوي للسعودية، ترفض عودة سوريا إلى الجامعة العربية، فهذه الدول تريد اساسا من الرئيس السوري بشار الأسد التعامل اولاً مع المعارضة السياسية السورية بطريقة تمنح جميع السوريين صوتاً لتقرير مستقبلهم، وبالمجمل لا ندري ما يكور خلف الكواليس، فقد تعقد صفقات ويتم اجراء تنازلات لأن العلاقات السورية والعربية غموما آخذة في التحسن، بعد مأساة الزلزال، ودفع دولا في المنطقة إلى إرسال كميات من المساعدات إلى دمشق.

*قطر هي الدولة الاكثر رفضا لإعادة التطبيع مع الاسد، فهل ستقبل بمساع السعودية؟

بالتأكيد، قطر منذ بداية الازمة دعمت المعارضة مادياً ومعنوياً وكذلك حتى بالذخائر والاسلحة، آملة بذلك اسقاط نظام الاسد، وذلك الذي لم يحصل، والآن قطر عبرت عن رأيها حول عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية بكل وضوح وعلى جميع وسائل الاعلام عبر وزير خارجيتها الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الذي قال قبل انعقاد اجتماع مجلس التعاون الخليجي بيوم واحد بصريح العبارة، ان عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية مجرد تكهنات” وذلك بالتزامن مع مؤشرات لانفتاح عربي على دمشق من جديد، واضاف، أن اسباب تعليق عضوية دمشق لا تزال قائمة بالنسبة للدوحة، واكمل، لا يوجد شيء مطروح وكلها تكهنات حول عودة سوريا إلى الجامعة العربية، مضيفا كانت هناك أسباب لتعليق عضوية سوريا ومقاطعة النظام السوري، وهذه الأسباب لا تزال قائمة بالنسبة لدولة قطر.

*وقمة دول مجلس التعاون الخليجي ماذا حصل بها بشأن سوريا؟

البيان الختامي للقمة لم يكن واضحا بشأن اعادة سوريا ام لا، فقد كان البيان حمّال اوجه، فورد فيه انه التشاور وتبادل وجهات النظر حول الجهود المبذولة من أجل التوصل الى حل سياسي للأزمة السورية وينهي كافة تداعياتها ويحافظ على وحدة سوريا، وأمنها واستقرارها، وهويتها العربية، ويعيدها إلى محيطها العربي، بما يحقق الخير لشعبها الشقيق، وهذا الكلام يمكن تفسيره انه سيتم اقناع قطر والدول المعارضة لعودة سوريا إلى الجامعة العربية بإعادة التطبيع مع الحكومة السورية.

وورد في البيان ايضاً، أهمية مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وتنظيماته، ومكافحة تهريب المخدرات والاتجار بها، وأهمية قيام مؤسسات الدولة بالحفاظ على سيادة سوريا على أراضيها لإنهاء تواجد الميليشيات المسلحة فيها، والتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي السوري، كما أكد الوزراء على أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية، وأهمية أن يكون هناك دور قيادي عربي في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة، ووضع الآليات اللازمة لهذا الدور، وتكثيف التشاور بين الدول العربية بما يكفل نجاح هذه الجهود، فهذا كله من اجل سبب واحد فقط وهو تقليص النفوذ الايراني في سوريا، فغالباً سيتم إعادة سوريا إلى الجامعة ولكن وفق اجراءات وقيود ستظهر ملامحها مستقبلاً.

*ختاماً، رأيك الشخصي بما حصل وسيحصل، المجال مفتوح لك؟

هناك تطورات كثيرة فيما يتعلق بالوضع في سوريا وفي وجهات النظر العربية تجاه عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وإن إعادة سوريا إلى الجامعة العربية يبعث برسالة إلى المعارضة، مفادها أن الأسد سينتصر في النهاية، وبرأيي الشخصي واتمنى الا اكون صادقا فيه فأن الاسد سينتصر والثورة ستموت ودماء الضحايا الابرياء ذهبت سدى في اروقة لعبة السياسة، فاليوم ان عاد الاسد للجامعة العربية سيعلق الاهالي الاحرار آمالهم بالغرب بعد ان خذلهم العرب.