لكل السوريين

أوكرانيون يتحدون ألغام الروس المزروعة في مقابر ذويهم!

رغم اللافتة التي كتبت بخط اليد، لتحذرهم من خطر الاقتراب كون “المقبرة ملغومة”، فإن سكان بلدة تروستيانيتس، التي كانت في قبضة القوات الروسية في شمال أوكرانيا، ما زالوا يأتون لزيارة ذويهم الذين قتلوا في الحرب.

وقالت مديرة مقبرة تروستيانيتس، الواقعة في منطقة سومي، أولينا ماتفينكو، إن “المقبرة أصبحت آمنة جزئيا، بعد أيام من قيام القوات الروسية بتلغيمها لدى انسحابها في أوائل أبريل”.

وأضافت ماتفينكو، وهي تقف وسط شواهد القبور التي تحطم بعضها واخترق الرصاص بعضها الآخر: “جاءت فرق إزالة الألغام في وقت لاحق، وأزالت الألغام منها جزئيا. لكنهم لم يتقدموا أكثر إلى الداخل”، لافتة إلى أن بعض المناطق “لا تزال خطيرة على الناس”.

ومع ذلك، تجمع مواطنون حول عدد من القبور، وقد أمسك بعضهم بباقات الزهور، وفق ما ذكرت رويترز.

وكانت ناتاليا إيفدوكيموفا (46 سنة) من بين الذين تجاهلوا التحذيرات، حيث جاءت مع زوجها لزيارة قبر ابنهما دميترو، وهو جندي أوكراني قُتل على الجبهة في 29 مارس، ودُفن بعد إعادته إلى البلدة، عقب فترة وجيزة من انسحاب القوات الروسية من المنطقة.

وقالت إيفدوكيموفا إن ابنها، الذي كان يقاتل بالقرب من بلدة إيزيوم في منطقة خاركيف، “عبّر عن قلقه بشأن ما قد يحدث لوالديه في ظل الحملة العسكرية الروسية.

وتذكرت الأم كلمات ابنها وقالت باكية: “قال لي أمي ارحلي، سيكون الأمر خطيرا جدا في تروستيانيتس”. وأضافت: “لقد ذهب إلى الجحيم بنفسه، بالقرب من إيزيوم. ومات هناك”.

أما زوجها فوقف صامتا عند القبر الذي تحفه الزهور، وقبل مغادرتهما، مدت إيفدوكيموفا يديها نحو صورة لابنها موضوعة داخل إطار ومعلقة على قبره، كما لو كانت تحاول معانقته.

وقالت مديرة المقبرة إن 20 آخرين دفنوا في المقبرة في الآونة الأخيرة، وكانوا قد لقوا حتفهم أثناء وجود القوات الروسي في القرية.

وقال رئيس بلدية المدينة، يوري بوفا، إن ما لا يقل عن 50 شخصا لقوا حتفهم أو قتلوا أثناء سيطرة القوات الروسية على البلدة، التي كان عدد سكانها قبل الحرب نحو 20 ألفا.

وأضاف: “أطلقت (القوات الروسية) الرصاص على بعضهم أثناء سيرهم في الشارع، وعُثر على بعضهم وقد تم تكبيل أيديهم وعصب أعينهم. وجدنا أشخاصا في القرى مصابين بطلقات رصاص في الرأس”.

يذكر أن روسيا تنفي أن جنودها قتلوا أو استهدفوا المدنيين أو ارتكبوا جرائم حرب في مناطق بأوكرانيا منذ العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير.

سكاي نيوز