لكل السوريين

سهير سنوح: “دمشق راضية عن تهديدات أنقرة باحتلال أراضي سورية جديدة”

حاورتها/ مطيعة الحبيب 

أكدت، سهير سنوح، التي تشغل منصب عضو المكتب القانوني في مجلس المرأة السورية، أن دولة الاحتلال التركي تسعى لتحقيق رغبتها في شن هجوم على شمال شرق سوريا من جديد مستفيدة من الصراعات والتقاسيم الدولية المفروضة من قبل الدول الإقليمية.

وعادت دولة الاحتلال التركي لتهديد سكان شمال شرقي سوريا بشن عملية احتلالية جديدة على غرار ما فعلته في الأعوام السابقة منذ احتلالها لكل من عفرين وضواحيها ومدينتي تل أبيض بريف الرقة الشمالي ورأس العين/ سري كانيه بريف الحسكة الشمالي الغربي والمنطقة الممتدة بينهما.

وتهدف دولة الاحتلال التركي من خلال تهديداتها الأخيرة بشن عملية احتلالية جديدة في سوريا بغية تحقيق أهداف عديدة، أبرزها ترحيل السوريين من أراضيها بعد أن أصبحوا عبئا عليها، ناهيك عن الهدف الرئيسي لإحداث تغيير ديمغرافي في المناطق المتاخمة لها على طول الشريط الحدودي مع سوريا.

وتسعى دولة الاحتلال التركي لاستغلال الانشغال الدولي في الحرب الروسية الأوكرانية من خلال تهديداتها الأخيرة لمناطق شمال شرقي سوريا.

وحول هذا الموضوع ومواضيع أخرى مرتبطة به، أجرت صحيفتنا لقاء مع سهير سنوح، عضو المكتب القانوني في مجلس المرأة السورية، وجاء نص الحوار كما يلي:

– في خضم الصراعات الحالية وتقاسم النفوذ، هل تلقت تركيا ضوء أخصر بخصوص شن عملية احتلالية جديدة في سوريا؟

قالت الوزارة الخارجية في حكومة الرئيس بشار الأسد بأنها بعثت رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمات حقوق الأنسان، يصف فيها نوايا الدولة التركية الغير شرعية في مناطق شمال وغرب سورية، وقالت في بيان لها نقلته وكالة الأنباء الحكومية أنها ترتقي إلى وصفها بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في هذه المناطق، من بعد التصريحات التركية بشن حرب عسكريا  على حدودها وأقامت مناطق أمنة بعمق 30 كيلو متر، لمكافحة ما وصفته بتهديدات إرهابية، وحكومة دمشق هي من أعطت الضوء الأخضر للدولة التركية من خلال المحادثات السرية التي تقوم بها الدولة التركية مع حكومة دمشق .

– لماذا جاءت التهديدات العسكرية التركية لاحتلال مناطق جديدة في شمال شرق سوريا في هذا التوقيت؟

في ظل الصراعات الحالية والتقاسيم المفروضة من قبل الدولة الاقليمية، وبعد إعلان أر دوغان على تحقيق رغبته بشن هجوم على شمال وشرق سوريا واستهداف المقرات الخاضعة لقوات سوريا الديمقراطية والمدعومة من قبل التحالف الدولي، فإن هذا التهديدات  جدية وهي تترافق مع تصعيد عسكري  متكرر على شمال خطوط التماس في مطلع شهر أبريل الماضي،  حيث استهدفت المناطق المأهولة بالمدنيين الذين تضرروا بشكل مباشر من انتهاكات الجيش التركي لاتفاقيته  العسكرية مع أطراف دولية، وقصفها الجوي والمدفعي لتلك المناطق ومحاولة تركيا في هذا التوقيت حصولها على ضوء أخضر أمريكي يسمح لها بتحرك عسكري في شمال وشرق سوريا أو في غربها، عبر استغلالها الانشغال الدولي في الحرب الأوكرانية، و مع رغبتها باستغلال الحرب الأوكرانية تحاول الدولة التركية إيجاد حدث يغطي على مشاكلها الداخلية وتراجع الحزب الحاكم والأزمة الاقتصادية ومشاكل أخرى تعاني منها .

– البعض يرى أن التهديدات هذه المرة ليست سوى فقاعة إعلامية تهدف تركيا من خلالها لتحقيق مكاسب في الساحة السورية قراءتك؟

طبعا تتزايد الضغوطات بالداخل الأمريكي من أجل التحرك لمنع تركيا من مواصلة هجومها على المناطق الحدودية التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، ومع تحذير من عقوبات اقتصادية وخيمة، فإن هذه التهديدات ليست سوى فقاعة إعلامية فقط من خلال تحقيق مكاسبها على الساحة السورية والتأثير على الشعب في مناطق شمال شرق سوريا.

– بخصوص التغيير الديمغرافي لتركيا تجارب كثيرة في تغيير تركيبة ديمغرافية عفرين، ماذا تريد بالضبط من مصطلح منطقة أمنة ، ترحيل السوريين من أراضيهم أم الهدف أكبر؟

بناء المستوطنات فصل أخر للتغيير الديمغرافي في سوريا، طبعا  تضررت الكثير من العوائل السورية من التغيير الديمغرافي، وخاصة مع بدأ تغيير أسماء البلدات والقرى والساحات العامة، وإدراج اللغة التركية وجعلها لغة أساسية في منهاج المدارس، وتشجيع استيطان المسلحين وعوائلهم من المكونين العربي والتركماني وأقامت مجمعات سكنية وقرى كاملة بهدف توطين العرب والتركمان الوافدين إلى المدينة، حيث يقوم التغير الديمغرافي في عفرين المسير على قدم وساق بعد ما نجح الاحتلال التركي والفصائل الموالية له في إجبار نحو ما يقارب مئة ألف نسمة من سكانها على النزوح بسبب ما تعرضوا له من انتهاكات،  فضلا عن تهجير مئة الف أخر بفعل العملية العسكرية حيث وصل عدد الوافدين في عفرين 2400 نسمة، وضمهم 500عائلة فلسطينية، وهم من أرياف حمص وفق إحصائية غير رسمية حيث توزع هذه العوائل إلى مراكز المدن والبلدات التابعة .

– الدور الأمريكي والروسي يبدو أنه ليس مع شن تركيا لعملية احتلالية أخرى في سوريا ما تعليقك؟

طبعا الدور الأمريكي والروسي لا يدعم شن تركيا عملية احتلالية أخرى في سوريا، وازدياد حركات المسيرات التركية في سماء شمال وشرق سوريا، مع تعزيزات الجيش وما يسمى الجيش الوطني وقصف مواقع لقوات سوريا الديمقراطية جعلت تركيا تحصل على ضوء أخضر ملاحقة قادة تلك القوات والضغط على قوات سوريا الديمقراطية والابتعاد والانسحاب عن الحدود السورية التركية طبعا التعزيزات التركية.

– لطالما كانت قسد على قدر التحديات التي تواجهها، هل يمكن اعتبار دور قوات سوريا الديمقراطية كمنطقة قوة يعول عليها شعب شمال وشرق سوريا؟

طبعا تعتبر قوات سوريا الديمقراطية هي التحدي الأكبر في المنطقة، من خلال مواجهتها لتنظيم إرهابي كبير ألا وهو داعش، فكانت قوات سوريا الديمقراطية قد قدمت الكثير من الشهداء وبسطت سيطرتها على هذه المنطقة من خلال مشروعها الديمقراطي ومشروع أخوة الشعوب، فكان له إقبال كبير في شمال وشرق سوريا كما أن تركيا تحاول السعي بتغييرات سكانية من خلال ضربها للاستقرار في المنطقة، فالشعب يعول على قوات سوريا الديمقراطية كنقطة مهمة في شمال وشرق سوريا لتحقيه الأمن والاستقرار في المنطقة.

– كلمة أخيرة توجهها عبر صحيفتنا؟

نحن كمجلس المرأة السورية نطالب المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة والتحالف الدولي بوقف هذه الحملة العسكرية على شمال وشرق سوريا،  من خلال وقف الطائرات المسيرة التي تطال المدنيين ووقف التهديدات التركية والتي تهدد الأمن والاستقرار في مناطق شمال شرق سوريا، وتغيير معالم هذه المناطق وتطبيق سياسة التتريك لطمس هوية هذه المناطق وأجراء عملية تغيير ديمغرافي في جميع المناطق التي تسيطر عليها، ونحن كمرأة سورية نقف جنبا إلى جنب للوقوف بوجه هذه التحديات، ونطالب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بوقف العدوان التركي على مناطقنا واستهدافه للمدنيين بالمدافع والطائرات المسيرة.