لكل السوريين

ما تسمى بجرائم الشرف.. تهدّد حياة النساء في محافظة درعا

تحت اسم “جرائم الشرف” و”غسل العار”، يقتل أحد ذكور العائلة الفتاة منها لمجرد الشكك بقيامها بأفعال غير أخلاقية، ويبرر مرتكبو الجريمة فعلتهم بأنها من أجل الحفاظ على شرف وسمعة العائلة.

وصار الشرف سلاحاً يشهر بوحه المرأة التي تطلب الطلاق من زوجها للتهرّب من دفع حقوقها، وأسهل طريق لذلك هو اتهامها بشرفها، لأن المجتمع في مثل هذه الحالات، يلوم الضحية وينصر الجلاد، وأصبح هذا الفعل شائعاً عند بعض العائلات.

وتبقى النساء في محافظة درعا ضحايا لهذا النوع من الجرائم، حيث لا يتم التحقق من التهم الموجهة لهن غالباً، ويصدر قرار قتلهن بمجرد الشك، ويقتل بعضهن برصاصة يقال إنها طائشة، ثم يحظى القاتل بدعم من العائلة والأقارب ويتم التستر عليه ولا يحاسب على جرائمه، مما يؤدي إلى تكرار مثل هذه الجرائم في غياب الروادع.

ولعل صرخة فتاة من المحافظة تلخّص معاناة المرأة فيها “نحن نعيش في غابة، الحياة لم تعد تطاق، نضرب ولا يمكننا فعل أي شيء، ولا يوجد قانون يدافع عنّا، نقتل ويتم التستر على الجريمة، ويختلقون الأكاذيب لتبرئة ساحة قاتلنا”.

غيض من فيض

رغم صعوبة معرفة وتوثيق هذا النوع من الجرائم لحساسيتها الاجتماعية، إذ يعتبرها مرتكبوها شأناً عائلياً لا يحقّ لأحد التدّخل به، عرفت مجموعة منها كان آخرها الجريمة التي وقعت في مدينة طفس بريف درعا الغربي شهر تشرين الأول من العام الماضي، حيث قتلت شابة تبلغ من العمر 26 عاماً على يد أخوة زوجها، لمجرد اتهامها بوجود محادثات على هاتفها مع شاب غريب، وتم دفنها دون تغسيل وتكفين أو إقامة عزاء.

وكشفت هذه الجريمة الغطاء عن جريمة أخرى وقعت قبل عام في المدينة، لشابة تبلغ من العمر 18 عاماً، حيث تم قتلها ودفنها سراً، وتم تبرير الجريمة على أنها “جريمة شرف”.

وفي بلدة كويا في منطقة حوض اليرموك قتلت شابة شهر أيار الماضي بعد عام من هروبها مع شاب رغم أنها تزوجت هذا الشاب وأنجبت منه طفلاً، وأخبرها أهلها بأنهم سامحوها وبإمكانها زيارتهم، وعندما قامت بزيارتهم قتلها أخوها بحجة أنها “خرجت عن شور العائلة”.

وفي بلدة المليحة الشرقية شرقي درعا، أقدم شاب على قتل أخته التي تبلغ من العمر 21 عاماً، بإطلاق عدّة طلقات في أيار عام 2021، بحضور بقية أفراد عائلتها.

وفي شهر تموز عام 2020، عثر الأهالي على جثة متفسخة في سهول بلدة تسيل في بريف المحافظة الغربي، وتم دفنها بقرار من القاضي الشرعي.

وتبين لاحقاً أنَها تعود لشابة ثلاثينية قتلها أخوها بتهمة أنها تتكلم مع أحد الشباب، ودفنها دون علم أحد، وعثر على جثتها بعد أن نبشتها الكلاب لأنها كانت مغطاة بطبقة تراب خفيفة.