لكل السوريين

بعد تحطيم أجزاء منه.. إعادة ترميم تمثال أبو فراس الحمداني بحلب

حلب/ خالد الحسين

في شهر كانون الأول من السنة الماضية حطم مجهولون يعتقد بأنهم من عناصر هيئة تحرير الشام تمثال أبو فراس الحمداني والذي يتوسط الحديقة العامة مقابلاً لمدخلها الرئيسي وسط مدينة حلب وبعد استياء شديد من الأهالي وزوار الحديقة ومطالبات ومناشدات عدة لإدارة الهيئة أعيد ترميم التمثال وإعادته إلى مكانه.
صحيفة السوري تجولت في الحديقة العامة وبدى واضحاً الارتياح الذي يبديه زوار الحديقة العامة بحلب بعد إعادة ترميم التمثال وبدأ بعض الأهالي بالتقاط الصور التذكارية من أمام التمثال.

وقبل ترميم التمثال أطلق بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي وسم جماعي حمل شعار #أبو_فراس_الحمداني وكانت الأغلبية الساحقة للمتابعين والمعلقين تدعم ترميم التمثال وإعادته لمكانه وتطالب بمحاسبة الفاعلين وعرضهم على القضاء بسبب تخريب الممتلكات العامة.

وعبرت الشابة نهلة نصوح عن سعادتها بعودة التمثال خاصة أن تأهيله وإعادته يعكس محبة أهالي المدينة لرموز مدينتهم الأدبية والشعرية والثقافية.

وأضافت: “شاهدنا عبر وساط التواصل الاجتماعي مشاهد وصور تحطيم التمثال، وبعودته نشعر بالارتياح صراحة”.

في غضون ذلك يتجه زوار الحديقة العامة (مساحتها تبلغ 17 هكتاراً) الواقعة بالقرب من ساحة سعد الله الجابري إلى التمثال لالتقاط الصور كما يروي مشرف الحديقة العامة عبد القادر رستم عن مكانة الحديقة في نفوس أهالي حلب، لاسيما التمثال حيث اعتاد الناس منذ عقود الوصول إلى مجسم الحمداني والتصوير بالقرب منه، مقابل ذلك تحدث أحد المصورين من مجموعة شبان يجلسون بالقرب من التمثال بأن إقبال الناس على الحديقة زاد بعد إعادة رأس التمثال إلى مكانه حسب قوله.

وأبو فراس الحمداني هو الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني التغلبي الربعي (932_ 968) هو شاعر وقائد عسكري عربي وابن عم سيف الدولة الحمداني أمير الدولة الحمدانية التي شملت أجزاء من شمالي سوريا والعراق وعاصمتها حلب، ترعرع أبو فراس في كنف ابن عمه في حلب بعد موت والده باكراً فشب شاعراً وراح يدافع عن إمارة ابن عمه ضد هجمات الروم، وفي وقت السلم يشارك في مجالس الأدب.

بدوره، قال الفنان التشكيلي حنيف حمو النحات الذي أشرف على إعادة تأهيل التمثال عن تطوعه بإجراء عمليات التأهيل بعد تحطمه، بالشراكة مع أحد الفنانين النحاتين وبشراكة مع الحركة الوطنية السورية، وبالتعاون مع دائرة الحدائق  التي وفرت لهم المكان المناسب داخل الحديقة: “علمت أن تمثال الحمداني محطم جزئياً وبادرت لإعادة تأهيله حيث كان الرأس محطماً، وبداخل كتلة الرأس حديد وهنا أجريت دراسة لإيجاد الحل عبر دراسة القطع وإعادة الرأس بطريقة مثالية، مثل مكان الأنف والأذنين والوجه وكلها كانت مهشمة مع تعبئة الأماكن التي ينقصها أجزاء بطريقة مناسبة وبأدوات ومعدات يدوية.

ويشرح النحات حمو في حديثه أن ما جعل عملية تأهيله تمتد لفترة أطول هو نقص المعدات ومن جهة ثانية العمل على إجراء مرحلة التنظيف والتنعيم (الحف)، وتم الاهتمام بالتفاصيل حيث عباءة التمثال تحوي تفاصيل دقيقة حيث احتاج الامر إلى أسبوعين لتجهيزه.. كما أن لباس التمثال قديم ويحتاج إلى عناية فائقة وهناك تآكل نسبي بجسم التمثال.