وصلت مفاوضات القاهرة بين حركة حماس وإسرائيل إلى طريق مسدود بسبب الشروط الإسرائيلية الجديدة، ورفض نتنياهو الانسحاب من محور فيلادلفيا.
وغادرت الوفود الرسمية القاهرة بعد جولة لم تسفر عن أي تقدم، وذكر موقع “والا” العبري نقلاً عن مسؤول إسرائيلي تأكيده استمرار وجود خلافات بين الطرفين.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية “إن المحادثات التي جرت في العاصمة المصرية القاهرة لم تحرز أي تقدم، مع إصرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على البقاء في محور فيلادلفيا ورفض مصر لهذا الأمر”.
وأشارت إلى أن “التفويض الممنوح للوفد المفاوض لا يتيح التوصل إلى تسوية بشأن المحور”.
ونقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول أميركي تأكيده أن المناقشات ستستمر خلال الأيام المقبلة، وأن فرق التفاوض ستبقى في القاهرة لحل القضايا المتبقية.
وكشف مسؤول في حركة حماس أن الوسطاء في مصر وقطر أبلغوا وفد حماس في القاهرة مقترحاً جديداً لوقف إطلاق النار، وأشار إلى أن المقترح الذي قدم لهم “لا يشمل الوقف الدائم لإطلاق النار في قطاع غزة والانسحاب الإسرائيلي منه”.
عقدة فيلادلفيا
برزت إشكالية محور فيلادلفيا بعد إصرار بنيامين نتنياهو على عدم الانسحاب من المحور رغم أن تلك القضية لم تطرح في أي جولة سابقة للمفاوضات، بل كان ما تم التوافق عليه سابقاً يشير إلى الانسحاب من هذا المحور.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت أن نتنياهو تعهد لبايدن بالانسحاب نحو كيلومتر واحد من محور فيلادلفيا، باعتباره مقترحاً جديداً للتوصل إلى اتفاق.
ويتهم مسؤولون أمنيون وعائلات الأسرى الإسرائيليين نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق خشية انهيار حكومته وفقدان منصبه، إذ يهدد وزراء اليمين المتطرف بالانسحاب منها وإسقاطها إذا قبلت باتفاق ينهي الحرب.
ويتضمن المقترح الأميركي الذي قدم للحوار في جولة القاهرة مطالب إسرائيلية بالسيطرة على الحدود بين مصر وقطاع غزة، وينص على استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي في القطاع،
في حين أكدت حركة حماس قبل بداية الجولة أنها ملتزمة باقتراح وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأميركي في الثاني من شهر تموز الماضي، ووافق عليه مجلس الأمن الدولي.
وطالبت الحركة الوسطاء بتقديم خطة لتنفيذ المقترح الذي وافقت عليه وإلزام إسرائيل به، بدل الدخول في مفاوضات جديدة.
ثقة مهزوزة
تتراجع شعبية نتنياهو وحكومته بشكل متسارع في إسرائيل في ظل فشلها في تحقيق الأهداف التي أعلنت عنها مع بداية العدوان على غزة، وتصاعد الاحتجاجات والمظاهرات المطالبة باستقالتها، وخاصة من قبل عائلات المحتجزين في غزة الذين يتهمون نتنياهو بالتخلي عنهم لضمان استمراره في منصبه، وعدم تعرّضه للمحاكمة.
وكشف استطلاع جديد للرأي أن 61% من الإسرائيليين المستطلعة آراؤهم، لا يثقون في إدارة نتنياهو للحرب، وقال إن 32% فقط يثقون بذلك، وأعلن 7% من عينة الاستطلاع أنهم لا يعرفون.
كما كشف الاستطلاع الذي أجراه معهد “قنطار لاستطلاعات الرأي”، لصالح هيئة البث الإسرائيلية، أن أكثر من نصف الإسرائيليين يؤيدون الانسحاب من محور فيلادلفيا لصالح إبرام صفقة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.
وذكر أن 53% من الإسرائيليين المستطلعين يطالبون بالتخلي عن السيطرة الأمنية على محور فيلادلفيا من أجل التوصل إلى صفقة مع حركة حماس لإعادة المحتجزين، وأن 29% فقط من الإسرائيليين يعتقدون أنه من الضروري إبقاء السيطرة على المحور “رغم الثمن الباهظ لتفجير الصفقة”.
يذكر أن حركة حماس أعلنت في بيان لها، أن وفدها ذهب إلى القاهرة بدعوة من الوسطاء المصريين والقطريين للمشاركة في جلسة استماع لما تقدم به الوسطاء، وقالوا إنه تقدّم في ملف المفاوضات وسدّ للهوة الكبيرة بين الأطراف.
واعتبرت الحركة أن التقدم الذي يتحدث عنه الوسطاء غير كاف لتعلن عودة مشاركتها في جولة المفاوضات، وأكدت أنها لن تتنازل عمّا وافقت عليه سابقاً بناء على إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن وقرار مجلس الأمن الدولي.