اللاذقية/ سلاف العلي
شهدت أسعار معاينة مختلف الاختصاصات الطبية ارتفاعاً ملحوظاً في محافظة اللاذقية، تزامنا مع تغير الأوضاع الاقتصادية وموجات الغلاء التي أصابت كل شيء ومعها أسعار التحاليل الطبية والصور الشعاعية والصور الظليلة والطبقي المحوري والرنين والبانوراما، بشكل يفوق قدرة المرضى.
السيد إسماعيل وهو أربعيني تعرض لكسر في قدمه وأسعف إلى أحد المراكز الطبية في ريف اللاذقية، فتبين له أن تكلفة المركز كاملة مع الصورة الشعاعية 150ألف ل.س، بسبب تكاليف الطاقة الكهربائية وفيلم الصورة، واضطر للإستدانة من سائق السيارة الذي أسعفه.
السيدة أم وليد أسعفت ابنها الذي كسرت يده وهو يلعب بالمدرسة، وقالت بالحرف: “الله يعين البشر، فقد دفعنا 25ألف ليرة ثمن صورة شعاعية والجبيرة، وسنتكلف ثمن الأدوية مع العلم أن الدكتور فقط رأى الصورة وترك أم الجبيرة للممرضة التي صرخت بوجه الطفل وصرخت علينا فهي تريد الهدوء، وقال لنا أحد المراجعين شوفوا خاطر الممرضة أحسن لكم وهيك ستهدأ، فحاولنا نقاشه جانباً فرد علينا أنتم أحرار بس مشان تسكتوها، وخضعنا للشرط الجزائي هذا ووضعت لها بجيبها 10آلاف ليرة، لكن للأسف لم يعجبوها لكن خفت درجة عنفوانها، وقبلت بالأمر الواقع وعندما انتهت لم تقول كلمة للطفل أو الدعاء له بالشفاء العاجل، مع أنه مركز للدولة، لكن لهم قوانينهم وحسب”.
السيد الدكتور منيف وهو أحد أصحاب مراكز التصوير الشعاعي بين لنا: “أن أسعار الصور الشعاعية ليست مرتفعة، إذ إن تكاليف الطاقات البديلة عن الكهرباء مرتفعة جداً بالإضافة لشراء الأفلام وتحميضها وطباعتها وتكاليف الحبر الموضوعة، حيث يتراوح سعر الفيلم بين 18-20ألف ل.س ويحتاج حبر وكهرباء وطباعة وغيره”، مضيفا أنه في الأيام القادمة سيرفع سعرها أكثر من ذلك ليواكب ارتفاع أسعار المواد الأخرى اللازمة لها.
السيد عمر وهو خمسيني يقول:” إنه يعاني ألم في أسنانه وبحاجة إلى قلع ضرسه بشكل فوري، ولكن بسبب عمره طلب منه طبيب الأسنان تخطيطاً للقلب للتأكد من نبضه قبل عملية القلع مبينا أن تكلفة تخطيط القلب في العيادة الخاصة تجاوز الـ 75ألف ل.س” لذا أجل الأمر لحين توفر المبلغ المالي المطلوب.
كما أوضحت الصبية نور أنها بحاجة لصورة شعاعية لأسنانها للتأكد من مكان الألم ولكن بسبب سعرها المرتفع 50 ألف ليرة سورية، اضطرت لمتابعة العلاج من دونها، حيث أن الصور في المراكز العامة تأخذ وقت لوجود ضغط كبير وكثرة المراجعين فيها.
أشار الدكتور كميل وهومن أطباء القلب والأوعية الدموية في اللاذقية: إلى أن ارتفاع سعر تخطيط القلب يعود إلى التصاعد المتسارع في مجرى الأحوال الاقتصادية، وبالتالي التكاليف المدفوعة من قبلهم بحاجة إلى تعويض وتحقيق ربح، حيث وصل بدل إيجار العيادة الطبية إلى 500ألف ل.س بالإضافة إلى أن تكاليف الطاقة البديلة عن الكهرباء مثل الطاقة الشمسية والأمبيرات والمولدات والبطاريات لتشغيل الأجهزة المخصصة للقلب.
المهندس عمار قال: “إن أسعار الصور الشعاعية (البانوراما) في جبلة ارتفعت بشكل غير معقول، وواكبتها أجور المعاينات وأصبح في المقدمة طبيب الأسنان، وأن سعر الصورة الشعاعية البسيطة قد تصل الى 100 ألف ل.س، بينما تصوير الإيكو دوبلر قد تصل الى 75ألف ل.س ، وأن أجرة التحاليل الطبية فحدث ولا حرج، فالتحليل البسيط يحتاج إلى مبلغ يتراوح من 50 الف وباتجاه الأعلى وربما يصل أكثر من مليون حسب نوعية التحليل فالعلاج أصبح يحتاج إلى راتب موظف أو إلى قرض على الراتب”.