لكل السوريين

في أسواق حلب “البصل ” أغلى من “الموز” ومتنبئون يتوقعون ارتفاع سعره بشكل جنوني

حلب/ خالد الحسين

وسط ظروف معيشية صعبة يعاني منها معظم السوريين وضعف الوارد المالي لأغلب الأسر تشهد أسعار الخضروات ارتفاعاً شديداً بالمقارنة مع أعوام سابقة ولعل أكثرها ارتفاعاً البصل.

”السوري” رصدت أسعار الخضراوات في سوق باب جنين الشعبي، ليتبين بأن البصل مازال يسجل ارتفاعا ملحوظا ليوازي فاكهة الموز ويتفوق على معظم الخضراوات الأساسية من بطاطا التي تراوحت أسعارها ما بين / 1300، 1500 /ليرة سورية ، وبندورة /3000 , 3500/ ليرة سورية ، وكوسا ما بين 3500 / 4500 ليرة سورية، وصولا إلى الباذنجان , 4000/ 4500 ليرة سورية ، والفليفلة الخضراء 4000 ليرة سورية ، وفي المقابل تراوح سعر بصل المونة اليابس البلدي والفرنسي ( الأحمر الحلو ) ما بين 5500, و6500 ليرة سورية فيما البصل الأخضر المحمل بالأتربة الطينية، تراوحت أسعاره وفقا للجودة والنوعية ما بين 3500, و5000 ليرة سورية.

وبالرغم من أن النعوت غير إيجابية كانت السمة الطاغية لكلمات المواطنين في الأسواق الشعبية في وصفهم للارتفاع الذي طال أسعار البصل، واكتفاء المتسوقين المحتاجين والذين نفذت مونتهم من البصل بالشراء وبكميات قليلة جدا، إلا أن البائعين مازالوا متمسكين بسعر 6500 ليرة سورية، حتى أنهم رفضوا لدى رصد ”السوري” لأسعار البصل الإدلاء بأي تصريح حول ارتفاع أسعار البصل في الأسواق الشعبية.

وتباينت الأسباب التي أدت إلى ارتفاع أسعار البصل، حيث أحال المزارعان حسام و حمدان في حديث ”للسوري” ارتفاع الأسعار الذي أصاب مادة البصل إلى عزوف غالبية المزارعين في ريف حلب الشمالي عن زراعة البصل خلال موسم العام الفائت، هربا من التكاليف الباهظة التي من أبرز أسبابها انقطاع الكهرباء، غلاء المحروقات وصعوبة تأمينها، ارتفاع آجار النقل وأسعار المبيدات الحشرية والفطرية والأسمدة، نقص وغلاء اليد العاملة.

وأضافا المزارعان بأن ارتفاع أسعار البصل كان متوقعا لأن غالبية المزارعين وخاصة في الريف الشمالي اعتبروا زراعته خسارة وتراجع لاقتصادهم كون دورة حياته الزراعية بنوعيه اليابس ”اللبني الأبيض” والفرنسي (الفارميكا) تحتاج عناية وسقاية ل 12 مرة حتى يكون الانتاج وفيرا ومرضيا للمزارع، وبالتالي تحتاج كميات إضافية من المازوت لتشغيل آبار المياه للسقاية المستمرة، فضلا عن تكلفة الأسمدة والمبيدات الحشرية واليد العاملة.

ولفت المزارعان بأن موسم العام الفائت تم زراعة ما يقارب 50 هكتار في الريف الجنوبي فقط وهذا يعتبر قليلا ولا يغطي حاجة السوق المحلية لمدينة حلب نتيجة غياب الدعم عن الأسمدة والمحروقات مشيران بأن الموسم القادم لمحصول البصل سيشهد تحسنا ملحوظا وانخفاضا في الأسعار، فيما الثوم سيشهد ارتفاعا غير مسبوق وافقهما.

فيما يقولانه جميل الترك تاجر في سوق الهال مبينا بأن محصول البصل اليابس تم بيعه في سوق الهال لبائع المفرق بسعر 5700 ليرة سورية ، يضاف إليه ما يترتب على البائع من تكاليف تتوزع ما بين أجور نقل، أكياس نايلون، وآجار محل، وأمبير، وبالتالي من الطبيعي أن يصل سعر البصل في الأسواق المحلية إلى 6500 ليرة سورية.

وأشار كل من التاجر الترك والمزارع حسام إلى أن هناك توقعات بارتفاع أسعار البصل من 7000 إلى 8000 ليرة سورية نتيجة استمرار احتكار التجار للكميات القليلة التي تم شراؤها من المزارعين في موسم الصيف الفائت وتخزينها في البرادات ، والذين تترتب عليهم أيضا تكاليف إضافية من تبريد وتخزين، وتسويق سيضيفونها إلى سعر البصل، مقترحان للحد من ارتفاع الأسعار في الأسواق المحلية فتح باب استيراد البصل من جديد لكسر أسعار السوق.