الرقة/ حسن الشيخ
اتجه عدد كبير من مزارعي محافظة الرقة هذا العام إلى زراعة الذرة الصفراء كخيار رئيسي بديل عن المحاصيل الصيفية الأخرى، في خطوة تهدف لتجنب الخسائر المالية التي لحقت بهم خلال المواسم السابقة، مطالبين الجهات المعنية في الإدارة الذاتية الديمقراطية بإدراج المحصول ضمن قائمة المحاصيل الزراعية المدعومة وتقديم دعم أوسع يشمل أكثر من مادة المازوت فقط.
ويقوم الفلاحون بحراثة أراضيهم مباشرة بعد الانتهاء من حصاد القمح، مستفيدين من قشه كمصدر لتصنيع التبن، قبل أن يباشروا بزراعة الذرة الصفراء، التي شهدت هذا العام إقبالاً لافتاً في أرياف الرقة.
المزارع حسين العلي قال في حديثه لـ “السوري”: “الذرة الصفراء أصبحت الخيار الأفضل لنا في ظل غياب الدعم الحقيقي لباقي المحاصيل. هي أقل تكلفة مقارنة بزراعات مثل الخيار أو البطيخ، التي تحتاج إلى عمال مياومة ومكافحة دورية لم تعد فعالة، ناهيك عن ارتفاع أسعار الأدوية الزراعية وسوء تركيبتها وتأثيرها السلبي على التربة”.
وأوضح العلي أن دورة حياة الذرة الصفراء تمتد بين 4 إلى 5 أشهر من بدء السقاية وحتى الحصاد، وتتميز بقلة حاجتها للري، مما يقلل من التكاليف مقارنة بمحاصيل أخرى.
من جهته، أشار المزارع أحمد السيد، الذي يمتلك نحو 10 هكتارات زراعية، إلى أن الواقع الزراعي في المنطقة يفرض على الفلاحين اختيار محاصيل يمكن أن تسد خسائرهم المتراكمة. وقال: “لا يمكن للمزارع بمفرده مواجهة كل التحديات، بدءاً من إصلاح الأرض وارتفاع الملوحة، ووصولاً إلى غياب شبكات الصرف الفعالة. الدعم الحالي خجول، ويقتصر فقط على توفير كميات محدودة من المازوت”.
السيد دعا إلى توسيع إطار الدعم ليشمل قطاع الجرارات الزراعية الذي يعاني من ارتفاع كلفة الحراثة، حيث وصل سعر حراثة الدونم الواحد إلى 15 دولاراً، مما يثقل كاهل المزارعين في ظل غياب البدائل.
وعن التكاليف، أكد أن زراعة الذرة الصفراء تحتاج إلى متابعة مستمرة ودعم مستقر، حيث تتراوح تكلفة الدونم الواحد ما بين 100 إلى 175 دولاراً، وسط هيمنة السوق السوداء وأصحاب الصيدليات الزراعية على أسعار المستلزمات.
ويحذر المزارعون من استمرار تجاهل مشاكل الري وملوحة التربة، حيث تتهدد هذه العوامل مستقبل الزراعة في المنطقة ما لم يتم التدخل بشكل جدي ودعم استراتيجي من قبل الجهات المختصة.