لكل السوريين

بعد 10 سنواتٍ عجاف.. هكذا يمرّ “عيد الأم” على المرأة السوريّة!

حماة/ حكمت أسود 

عيد الأم هو احتفال ظهر في مطلع القرن العشرين، لتكريم الأمهات وذلك برغبة من المفكرين الغربيين والأوربيين بعد أن وجدوا الأبناء في مجتمعاتهم ينسون أمهاتهم ولا يؤدون الرعاية الكاملة لهنّ فأرادوا أن يجعلوا يوماً في السنة تكريما للأم.

ويختلف تاريخه من دولة لأخرى، فمثلاً في العالم العربي يكون عيد الأم 21 آذار أما النرويج فتُقيمه في 2 شباط، أما في الأرجنتين فهو يوم 3 تشرين الأول، وجنوب أفريقيا تحتفل به يوم 1 أيار، وفي الولايات المتحدة يكون الاحتفال في الأحد الثاني من شهر أيار من كل عام.

فيما يحتفي العالم بعيد الأم، تتحول المناسبة في سوريا من فرح إلى وجع وحزن، حيث أصبح الاحتفال بالأم بوصفها “أم الشهيد” في بلد تستنزف أبناءه حرب مستمرة منذ 10 أعوام، ولا يوجد إحصاء دقيق لعدد الضحايا ولا لعدد الذين هاجروا، أو العائلات التي توزع أفرادها في بلدان متعددة.

وفي يوم الأم وحدت ظروف الحرب بين الأمهات السوريات، فلم تفرق بينهن انتماءات سياسية أو مذهبية، وامتد ألم الفراق والفقد ووجع العجز والخوف والقلق ليشملهن جميعاً، فخلال سنوات الحرب أثبتت الأم السورية على حد سواء أنها أعظم النساء في الأرض.

كما يحل هذا اليوم الذي يحتفي به العالم، وبعض الأمهات السوريات لاجئات يعشن معاناة مضاعفة بسبب استمرار الحرب الدائرة في البلاد، سنوات عجاف مرت على سوريا غدت بعض الأمهات فيها بلا طفل ولا زوج ولا وطن، لكنها لاتزال متمسكة بالأمل، تواصل البذل والتضحية والعطاء.

يشار إلى أن مناسبة كعيد الأم بدأت تفرغ من مضمونها، سيما خلال ظروف الحرب والأزمة السورية، فهناك من هاجر خارج سوريا، وهناك من يقيم في محافظات أخرى، وهناك من هو قريب فعلياً من منزل أمه، لكنه يشعر بالثقل لزيارتها أو معايدتها في هذا اليوم بسبب صعوبة الوضع الاقتصادي والنفسي على الجميع.

بدورها غدت وسائل التواصل الاجتماعي تؤدي دوراً فاعلاً في اختصار كثير من المناسبات الاجتماعية والعاطفية والوجدانية والدينية، وتقتصر على إرسال معايدات وتهاني وتبريكات بطريقة إلكترونية خالية من الانفعالات والعواطف المباشرة، مقارنة بالتواصل المباشر.

في هذه الحرب، وعلى وقع السياسة والرصاص لا خاسر أكبر من الأمهات السوريات، هنّ فقط من يدفعن الفاتورة كاملة من دماء ودموع وحسرات.