لكل السوريين

أزمة الكهرباء في طرطوس وريفها بين الحاجة والآمال وغياب الحلول

طرطوس/ اـ ن

تعتبر الكهرباء الشريان الحيوي للحياة اليومية، والاساس لأي عملية إنتاج أو تنمية اقتصادية، ولا يمكن لأي بلد أن ينهض أو يصمد اقتصادياً دون بنية لها طاقة مستقلة ومستقرة، وكهرباء دائمة غير متقطعة ومقطوعة طيلة ساعات الليل والنهار.

في مدينة طرطوس ومدنها وقراها تستمر الانقطاعات والتقنين، وهذا ما ترك اثارا كبيرة على كافة القطاعات وعلى مختلف سبل الحياة اليومية، من الصناعة والخدمات إلى التعليم والصحة، وهذا ما أوضح بشكل لا لبس فيه، الحاجة إلى سياسات خاصة بالطاقة ومجالاتها، تخرج من دائرة الطوارئ والتجريب والحاجة الآنية والمستعجلة، الى سياسات استراتيجية وتعتمد على أسس متينة في العلاج والحلول وتعطي قيمة عليا واهمية كبيرة للطاقة ومصادرها، بوصفها أساسا للأمن والاستقرار.

بعد ان سادت حالة من القلق في الأوساط الاقتصادية والخدمية في طرطوس وريفها من استمرار الاعتماد على مصادر طاقة خارجية مؤقتة أو منح مؤقتة لا تضمن استقرارا طويل الأمد، انما نهب مسمر لمدخرات البشر، وجميع الامدادات والقروض والمساعدات ما هي الا علاجات خارجية ومؤقتة غير مستدامة في ظل غياب استراتيجية عملية متكاملة، وتزيد من هشاشة المنظومة الكهربائية في ظل رهانات مستمرة على حلول إسعافيه ومؤقتة غير مستدامة، بل ويزيد من هشاشة المنظومة الطاقية والكهربائية.

رغم انتشار دعوات من خبراء في الكهرباء والطاقة وحرفيين وصناعيين وموظفين وأهالي في طرطوس وريفها، حول ضرورة وأهمية التحول نحو الاعتماد على الذات، عبر الإسراع في إعادة تأهيل محطات التوليد بطرطوس وبانياس والقدموس والشيخ بدر والدريكيش وصافيتا ودوير طه، ورفع كفاءتها الإنتاجية، إلى جانب عقود توريد مستقرة للمشتقات النفطية والغازية تضمن استمرارية العمل دون انقطاعات مفاجئة، كما توضح وتبين الطاقة المتجددة كخيار استراتيجي يجب تسريع الاستثمار فيه، لما توفره من استقلالية وتخفيف للعبء على الشبكة العامة، ولما تمثله من حل مستدام طويل الأمد.

يشهد قطاع الكهرباء في طرطوس ومدنها وقراها تراجعا حادا في الإنتاج مع توقف تدفق الغاز من خارج الأراضي السورية، والذي كان يعد موردا مساعدا لفترة مؤقتة لكنه مهم بشكل كبير لرفع قدرة التوليد الكهربائي في البلاد وفي الساحل السوري عموما وفي طرطوس بشكل خاص، الأمر الذي انعكس مباشرة على كمية الكهرباء المنتجة يوميا، لكن خلال فترات زمنية قصيرة ومؤقتة.

وبشكل عملي فان إنتاج الكهرباء بالساحل السوري وفي طرطوس انخفض بعد انتهاء التوريد الخارجي والذي استمر ثلاثة أشهر فقط، أن تلك الكمية القادمة من الخارج كانت قد ساهمت برفع حجم التوليد بالساحل وطرطوس ومختلف المحافظات، خلال الفترة الماضية، واعيد الأمل بتحقيق استقرار نسبي في قطاع الطاقة في مختلف المدن لكن كانت الفترة قصيرة نسبيا، ولم توزع بالتساوي بين مختلف المحافظات، فالتوقف المفاجئ أعاد الأمور إلى سابق عهدها بالساحل ومختلف المحافظات، ووضع الجميع بمواجهة هذه الاستحقاقات، وفرض على جميع السكان بالساحل وطرطوس البجث عن البدائل والخيارات الممكنة الأخرى ، الاتفاقات الجديدة مع جهات خارجية وتساهم في زيادة ساعات تشغيل الكهرباء وتحسين واقع الطاقة في الساحل وفي طرطوس، وبالتزامن مع رفع وتيرة العمل من اجل استكمال تجهيز خطوط الأنابيب باتجاه طرطوس ومدنها وقراها، حيث ان غياب أي دعم غازي فعلي لطرطوس، ما يهدد المدينة والقرى  بمزيد من التقنين وانقطاعات الكهرباء ، يجب العمل بشكل فعلي وحقيقي واستراتيجي لا يجاد الحلول غير المحدودة والمؤقتة لطرطوس وريفها.