لكل السوريين

رغم الأزمة الاقتصادية.. معدات التجميل لا تفارق نساء وسط سوريا

تقرير/ جمانة الخالد

تزداد عناية النساء بأشكالهن ومظاهرهن الخارجية في عموم سوريا وأيضاً في وسط البلاد بشكل كبير، ولم تمنع الأزمة الاقتصادية التي تعصف بسوريا، النساء من الاهتمام بجمالهن، فالتوق إلى “الصورة الجميلة” يزداد كل يوم، ورغم أن العناية الشخصية حق للإنسان، فإنه لا يمكن إنكار العملية الدعائية المنظمة التي تستحوذ على عقول النساء والرجال عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وإنستغرام.

سابقاً، كان استخدام أدوات التجميل يقتصر على الضرورة، كأن تستخدم في المناسبات الاجتماعية، أما اليوم فقد امتد هذا الاستخدام إلى الحياة داخل المنزل والعمل وكل مكان. وتحقق المراكز التي تبيع أدوات التجميل إضافة إلى البسطات ربحا جيداً مع انتشار منتجات مقلدة ومنخفضة الجودة في الأسواق السورية، وهو ما قد يشكل خطرا على صحة المستهلكين.

ولم يعد العمر هو السبب وراء استخدام مواد التجميل، إن كانت فتاة في العشرين أو سيدة في الخمسين، فالرغبة بالجمال تلاحق الجميع. وإذا تغاضينا عن الوقت والجهد الذي تبذله النساء في هذه العملية، لا يمكننا تجاهل كلفة هذا الاستعداد للقبول الاجتماعي، فالأسعار ترتفع بشكل متواصل والأجور في سوريا لا تكفي لتلبية الحاجات الأساسية فكيف يمكن تأمين هذه المستحضرات؟

يقول أصحاب بيع مواد تجميل وأدوات إن لديهم زبائن ممن لا يستغنون عن المواد التجميلية، يخصصون مبلغا شهريا لشراء كل جديد من المستحضرات، فضلا عن الزبائن الذين يمرون مصادفة إلى المركز.

وهناك أنواع كثيرة لمستحضرات التجميل، وتختلف أسعارها بحسب المواد الداخلة في تصنيعها والعلامة التجارية التي تعود لها، منها الوطني والمقلد ومنها علامات تجارية عالمية معروفة. تنتشر هذه المحال والمراكز في كل منطقة وشارع، وجميعها لديها زبائنها، فضلا عن البسطات التي تبيع مواد تجميلية ذات جودة منخفضة.

تنقسم هذه المواد إلى مستحضرات العناية بالبشرة والمستحضرات التجميلية، يندرج تحت مسمى مستحضرات العناية بالبشرة كريمات الترطيب والتقشير والماسكات وغيرها، في حين تتضمن مستحضرات التجميل كريم الأساس والبودرة وأحمر الشفاه والمسكرة، وأقلام الكحلة وظلال العيون، وبالنسبة لأسعارها تختلف بحسب علامتها وجودتها إن كانت وطنية أم مستوردة، فمثلا تباع مسكرة جوسي بيوتي الوطنية بـ 50 ألف ليرة سورية بينما يبلغ سعر المسكرة من ماركة إيسنس 85 ألف ومسكرة كاتريس 120 ألفا، كذلك كريم الأساس من جوسي بيوتي يباع بـ 50 ألفا أما ماركة كاتريس فيباع بـ 130 ألفا، وتنطبق هذه الفروق بالأسعار على باقي المواد، في الوقت الذي تسجل فيه الماركات الأشهر مثل لوريال وغوش وريديانت وبورجوا وغيرها أسعارا أعلى بكثير.

وفي ظل هذا الارتفاع بالأسعار وصعوبة تأمين هذه المواد، تلجأ بعض الفتيات إلى التحايل على ذلك من خلال التقليل من الكمية التي يستخدمنها، أو اعتماد كريم أساس جيد مع التغاضي عن نوعية المستحضرات الأخرى من أحمر الشفاه والمسكرة، في حين تفضل فئة من الفتيات اقتناء هذه المستحضرات على أي شيء آخر مهما كان سعرها، وغالبا ما تعتمد المحال على هذا النوع من الفتيات اللواتي لا يتوقفن عن اقتناء مواد التجميل مهما كان دخلهن، هذا “الهوس” لدى الفتيات يشكل ربحا لأصحاب المحال.