لكل السوريين

ثورة نسائية تعبر الحدود.. وتكسر القيود

في زمن تعصف فيه الحروب والأزمات بمصير شعوب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تبرز المرأة بوصفها الحاملة الأصدق لوجع المجتمعات، والحامل الأجدر للتغيير وبناء المستقبل.

ليس جديداً أن تكافح النساء من أجل العدالة، لكن الجديد هو التلاقي العابر للحدود، بين أصوات نسائية من مشارب وهويات مختلفة، اجتمعت على حلم تحرير المرأة من القهر، وتحرير المجتمعات من الاستبداد والذكورية.

والتحركات النسائية المتصاعدة من شمال وشرق سوريا إلى تونس، ومن السودان إلى إيران، لم تعد مجرد مطالب بالحقوق، بل أصبحت مشروعاً سياسياً واجتماعياً متكاملاً لبناء عالم تشكل فيه المرأة ركيزة العدالة وبوصلة السلام.

وفي هذا المسار، لا يمكن تجاهل التحديات القائمة، حيث تفرض القوانين المجحفة، والنظم القومية والدينية المتطرفة، على النساء واقعاً يهدد مكتسبات عقود من النضال.

وخلق تحالفات نسوية عابرة للحدود واللغات والانتماءات، هو الرد العملي على تلك التحديات.

واللافت في هذا الحراك النسوي امتلاكه لرؤية واضحة لبناء مجتمع ديمقراطي قائم على الحرية، وتفكيك التحالفات الأبوية، سواء كانت دينية أو عسكرية أو رأسمالية، تتغذى على قمع النساء وتفكيك المجتمعات.

وهذه الرؤية لا تستجدي الإصلاح، بل تصنع البديل من خلال مشاريع سياسية تشاركية تعيد تعريف السلطة من منظور تحرري، فالمرأة لم تعد الهامش، بل هي الفاعل والمبادر والمغيّر، وهذا بحد ذاته ثورة.

وما نشهده اليوم فرصة تاريخية لكتابة سردية جديدة للمنطقة، تكون فيها النساء عماد العدالة، وصانعات السياسات، وحاميات السلام.

ونحن ندعو كل القوى التقدمية والحية في المجتمع إلى الاصطفاف خلف هذا المشروع النسوي التحرري، لا بوصفه شأناً خاصاً بالنساء، بل باعتباره معركة من أجل كرامة الإنسان بأكمله.

فالثورة النسائية ليست شعاراً عاطفياً، بل هي مشروع تحرر طويل النفس يصنع مساراته بأيدٍ نسائية لا تعرف التراجع.

- Advertisement -

- Advertisement -