لكل السوريين

الدفاع المدني السوري يطلق خطة طوارئ لمواجهة حرائق الصيف

أطلق الدفاع المدني السوري بالتعاون مع وزارة الطوارئ والكوارث التابعة لسلطة دمشق خطة استجابة طارئة تهدف إلى الحد من آثار الحرائق الزراعية والحراجية على المحاصيل والغابات، في وقت يعاني فيه القطاع الزراعي من تداعيات الحرب المستمرة منذ 14 عامًا وموجة جفاف غير مسبوقة، أثّرت بشكل مباشر على الأمن الغذائي.

وتشمل خطة الاستجابة لصيف 2025 عدة محاور رئيسية، أبرزها تعزيز التنسيق المؤسسي مع الجهات المعنية، وتفعيل نقاط استجابة متقدمة، إلى جانب تكثيف حملات التوعية المجتمعية. وتغطي الخطة المناطق التي تنشط فيها فرق الدفاع المدني السوري، وفق توزع المساحات المزروعة والمخاطر الجغرافية، وتم إعدادها بناءً على دراسات ميدانية ومسح شامل للمناطق الأكثر عرضة للحرائق.

وضمن محور الجاهزية، تم تفعيل 36 نقطة استجابة متقدمة، منها 10 نقاط جوالة مجهّزة بصهاريج مياه ومعدات إطفاء خفيفة وفرق مدربة للتدخل السريع، و26 نقطة ثابتة مزوّدة بكامل التجهيزات من آليات وخزانات وخراطيم مياه، تعمل كنقاط دعم لوجستي للمناطق المجاورة، حيث تم تشغيل 12 منها، فيما لا تزال 14 نقطة قيد التجهيز.

وأكدت إدارة الدفاع المدني أنها عززت التنسيق مع مديريات الزراعة لتحديد المناطق عالية الخطورة، ومديريات المياه لضمان الوصول السريع لمصادر المياه، ومراكز حماية الغابات للتعامل مع حرائق الأحراش. كما تم تشكيل غرف تنسيق فرعية تعمل على مدار الساعة في عدة مناطق لتسهيل عمليات التدخل.

وفي إطار الوقاية، أطلقت فرق الدفاع المدني حملات توعية مجتمعية من خلال نشر بروشورات إرشادية، وإنتاج محتوى توعوي على وسائل التواصل والتلفزيون المحلي، لتثقيف السكان حول مخاطر الحرائق وطرق الإبلاغ عنها.

وبحسب إحصائية الدفاع المدني حتى 11 أيار 2025، تم إخماد وتبريد 3371 حريقاً في مختلف المناطق السورية، منها 259 حريقاً في الحقول الزراعية، و148 في الغابات، و697 في الأعشاب على جوانب الطرقات، بالإضافة إلى مئات الحرائق في المنازل والمباني السكنية والمخيمات والأسواق والمرافق العامة. وأسفرت هذه الحرائق عن وفاة 38 مدنياً بينهم 13 طفلاً و8 نساء، وإصابة 206 آخرين بحروق واختناق.

ورغم محدودية الإمكانات اللوجستية والمادية، تؤكد إدارة الدفاع المدني أن هذه الخطة تمثل الحد الأدنى من الجاهزية، داعية إلى توفير مزيد من الدعم وتوسيع الشراكات، لمواجهة موسم صيف يُتوقع أن يكون أكثر صعوبة، في ظل مؤشرات على احتمال وقوع حرائق مفتعلة في بعض المناطق.

وتؤكد الخوذ البيضاء أن التنسيق متعدد القطاعات، والاستعداد الميداني المبكر، والوعي المجتمعي، ستبقى الأدوات الأساسية لحماية السكان والموارد الطبيعية في مواجهة تحديات فصل الصيف.