لكل السوريين

القناديل البحرية تغزو السواحل السورية، ومواطنون يحملون دمشق المسؤولية

السوري/ طرطوس ـ تعد القناديل البحرية من الظواهر الطبيعية المرتبطة ارتباطاً تاماً بالتغيرات المناخية والتلوث البحري والصيد وغيرهما، ومع انتشار قناديل البحر على السواحل السورية فقد شكل هذا الأمر هاجسا لمرتادي المسابح وصيادي السمك خوفاً من لسعتها المؤذية.

المواطن (أ-أ) قال “يعد هذا الموسم من أسوأ المواسم الصيفية، نظراً لكثرة القناديل البحرية التي ظهرت بكثافة على الشواطئ والتي جعلتنا لا نستطيع السباحة بشكل مريح، والجميع يعرف أن لسعة القنديل وخاصة للأطفال قد تكون قاتلة، وذلك في ظل غياب أية إجراءات من قبل الجهات المعنية لمنع قدوم القناديل إلى الشواطئ”.

وأضاف “مثلاً لم نلحظ وضع أي نوع من الشباك حول الشط فخلال السنوات الماضية التي ظهرت فيها القناديل كانت إدارة المسابح بالتعاون مع الجهات المعنية توضع كل ما من شأنه الحفاظ على سلامة المواطنين أثناء السباحة، حيث كنا نلاحظ الشباك التي كانت توضع على بعد مئات الأمتار لتجنب دخول هذه القناديل إلى الشط أما في هذا الموسم فالجميع يهرب عند ظهور القناديل”.

مواطن آخر(س-ع) قال “غابت المعالجة البيئية والبحثية وكل الجهات التي من شأنها حماية الشواطئ السورية، فلماذا لا نشهد وضع أسس وضوابط للسياحة لحماية رواد المسابح على أرض الواقع ولماذا غابت الإرشادات والتوجيهات التي من شأنها الحفاظ على السلامة العامة، ولماذا لا نلاحظ وجود شباك تحمي شواطئنا”.

خبير بالغطس البحري قال: “أن دورة الحياة عند القناديل عبارة عن طورين طور ثابت يبدأ من تشرين الأول وطور ثانٍ يتحول البوليب الصغير ليصبح على شكل القنديل العادي وقناديل البحر تتكاثر خلال شهري تموز وأب”.

وتظهر خلال فترات زمنية متباعدة على شواطئنا حيث تقوم بحقن السم عن طريق الإبر اللاسعة المنتشرة بشكل كبير على زوائدها وتختلف شدة اللسع حسب نوع القنديل وحجمه فأحياناً تكون طفيفة ومتمثلة باحمرار وتهيج جلدي مع حك وانتفاخ وأحياناً تكون اللدغة متوسطة تتمثل بإصابة مرضية شاملة بكثافة أجزاء الجسم كصعوبة التنفس والغثيان والصداع.

مدير مكتب الصيد البحري في مديرية الموانئ قال لمراسلتنا “من المسببات التي أدت إلى ظهور القناديل البحرية ناتج عن كثرة الملوثات البحرية وانعدام السلاحف البحرية التي تقلل من أعدادها بشكل كبير نتيجة اصطيادها أو الهروب منها، إضافة الى انعدام التغذية البحرية لهذه السلاحف التي تحمي شواطئنا من أسراب القناديل القادمة فلا شيء يخفف القناديل كالسلاحف البحرية، وساهم الكثير بزيادتها سواء اكان من المواطنين وأصحاب المراكب والبواخر الذين يقومون برمي نفاياتهم وسط البحر, وملوثات الصرف الصحي التي تصب نهاياتها في البحر.

مدير عام الهيئة العامة للثروة السمكية قال “لوحظ أن أغلب القناديل المنتشرة هي من قناديل البحر الرحال والقمري والهلامي، ويعد قنديل البحر الرحال نوعاً مهاجراً، وهو من أكبر قناديل البحر المتوسط وأكثرها خطورة من خلال ما يسببه من أضرار جسدية للمصطافين على طول الساحل إضافة لتأثيره على الصيد البحري من خلال تمزيق شباك صيد الأسماك بالإضافة لكونه يتغذى على بيوض الأسماك ويرقاتها مما يؤثر تأثيراً كبيراً في المخزون السمكي”.

وأضاف “تنتمي قناديل البحر إلى شعبة اللاسعات وهي لا فقاريات وتشكل جزءاً من العوالق الهلامية الضخمة ويتكون الجسم في معظمه من الماء ولا تملك قناديل البحر أجهزة دوران أو تنفس أو إطراح، وتنتشر شبكة عصبية بدائية تشمل الجسم بأكمله وتساهم في تأمين تقلصات الحيوان المنتظمة وردود فعل متناسقة.

تقرير/ ا ـ ن