السويداء/ لطفي توفيق
ارتدت ساحة الكرامة ثوبها الأسود في مظاهرتها المركزية هذا الأسبوع، وغلبت عليها مظاهر الحزن ولم تغب عنها مطالب الحرية والكرامة.
حيث شيع المتظاهرون “قائد لواء الجبل” مرهج الجرماني، بكلمات مؤثرة وهتافات حملت اسمه، مؤكدين على سلمية الحراك الشعبي وعلى مسؤولية السلطة عن هذه الجريمة.
واستقبل شباب لواء الجبل التعازي في مدخل الساحة، ليكون أشبه بموقف تأبين وعزاء، كما حملت التعازي شهادات بمواقف المغدور الوطنية من قبل الوفود الداخلة إلى الساحة.
ومنذ اليوم الأول لاحتجاجات السويداء ظهر الجرماني في ساحة الكرامة، واستمر فيها وتعرّض لتهديدات عديدة، وكان يكتفي بالقول “ماحدا بموت غير بساعتو”.
وكانت مجموعة مجهولة قد تسللت إلى منزله فجراً وقامت بإطلاق النار عليه من مسدس كاتم للصوت أثناء نومه، حيث فوجئت زوجته بمقتله دون أن يسمع أفراد عائلته أو جيرانه أي صوت لإطلاق النار، ولم يعثر على فارغة الرصاصة التي أودت بحياته.
وأوضح الطبيب الشرعي أن الاغتيال كان برصاصة مسدس من مسافة تتراوح بين متر ونصف إلى مترين.
وأشارت حيثيات حادثة الاغتيال إلى أن جهة محترفة اغتالت الجرماني الذي كان معارضاً شرساً، ومع ذلك لعب دوراً مهماً في مجال ضبط النفس واستمرار سلمية الحراك الشعبي بالمحافظة.
تشيّع الشهيد
أحدث اغتيال قائد “لواء الجبل” هزة كبيرة بالمحافظة، حيث كان أحد المشاركين البارزين في الحراك السلمي الذي تشهده السويداء منذ شهر أب من العام الماضي.
وتصدّر الحراك الشعبي المطالب بالتغيير منذ أيامه الأولى، وكان أول الواصلين إلى ساحة الكرامة بشكل يومي، وآخر موقف بارز له الشهر الماضي، عندما احتجز عشرات الضباط والعناصر من الأجهزة الأمنية، رداً على اعتقالها لشابة من السويداء على خلفية نشاطها المدني، وتمكن من تحريرها بعملية مقايضة.
وشيّع المئات من أهالي المحافظة الجرماني إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه بقرية أم الزيتون بالريف الشمالي للسويداء، وشهدت مراسم التشييع حضور وفود عديدة من الفصائل المحلية، أبرزها من حركة رجال الكرامة، التي اعتبر المتحدث باسمها أن جريمة الاغتيال “تشكّل منعطفاً خطيراَ”، وان “طريقة الاغتيال تكشف من هدّد وخطّط ونفّذ”.
كما حضرت وفود من مختلف قوى المعارضة من تيارات وتكتلات سياسية ومدنية، وتوافد المئات من رفاق الشهيد في ساحة الكرامة إلى موقف التشييع، وأكدوا في كلماتهم على أن عمليات الترهيب والاغتيال لن تخيفهم، وعلى استمرار نضالهم السلمي لتحقيق مطالبهم بالحرية والتغيير.