لكل السوريين

موسم قطاف الزيتون في إدلب.. بين الواقع والتحديات

السوري/ إدلب – قديما كان لموسم الزيتون طابعا خاص إذ يتميز بجو خاص يتخلله الفرح والبهجة. فكان الفلاح يعتبره عرس فريد من نوعه وعندما تقترب من أي ورشة لقطاف الزيتون غالباً ما تسمع أهازيج وعتابة، تطرب سامعيها تعطيك كم هائل من الفرح والتفاؤل والكثير من السعادة. إلا أن موسم عام 2020 عام اختلط به الحزن مع الخوف والتهجير الممنهج أحد عناوين هذا الموسم.

مع بداية موسم قطاف الزيتون كان لابد لنا من تسليط الاضواء حول واقع هذا الموسم، وما يتخلله من عقبات وتحديات جعلت من هذا الموسم حزين بقدر هذا الواقع المؤلم.

الجفاف من جهة والتهجير من جهة وقطع الأشجار على مرأى أصحابه من جهة أخرى، حيث كان لقاء مع أحد مالكي كروم الزيتون في جبل الزاوية أبو العبد والد أحد عشر فرداً والذي يبلغ السبعين من عمره كان يقطف الزيتون مع عائلته، وقد كان واضح عليه آثار التعب وهم السنون حدثنا بحرقة قلب عما آلَّ إليه موسم الزيتون وكيف تتحول الأوضاع من سيئ إلى أسوء قائلا؛

ما قبل الحرب الجائرة بسوريا كنا ننتظر موعد قطاف الزيتون بكل تفاؤل وفرح وكنا نعد العدة من مستلزمات خاصة بقطاف الزيتون، وابريق الشاي من أحد الأشياء الضرورية والهامة في أيام القطاف، كنا نستيقظ في الصباح الباكر وغالباً ما يكون الجو بارداً وقارس كان الخير وفيراً، رغم ضعف الأسعار كنا نعيش في “بحبوحة” ورغداً بالعيش كانت الحياة بسيطة، أما اليوم فكل شيء تغير حتى الطقس تغير والجفاف سيد الموقف وبسبب الأوضاع الغير مستقرة بتنا نقطف الزيتون قبل أوانه خوفاً من تطور الأوضاع نحو الأسوأ.

أما أبو عمر وهو من أهالي ريف المعرة نازح إلى بلدة احسم ويعمل هو وزوجته وأطفاله مع أحد مالكي كروم الزيتون من أبناء المنطقة، حدثنا عن معاناته قائلا؛ كنت أملك أراض وأملاك كثيرة ولكن هجرنا منها، وقطعت أشجار الزيتون والفستق الحلبي بغية قهرنا وإذلالنا، وها نحن نعمل بأجر بسيط كي نؤمن لقمة عيشنا وكل فترة أذهب لمشارف قريتي وانظر كيف أمست بعد ان كانت خضراء جميلة.

ومن ناحية أخرى حدثنا السيد عمر وهو أحد مالكي المعاصر الخاصة بعصر الزيتون، عن العوائق التي تقف في وجه عملية عصر الزيتون قائلا؛

أن الحصار المطبق الذي يمارس علينا في إدلب جعل أسعار أجرة العصير مرتفعة، لأن كل شيء أصبح مستورداً ولا يوجد أي مادة مصنعة محلياً، مثل التنك وقطع التبديل والوقود ولا يوجد أي حل لهذه الأزمة والمواطن غير قادر على استيعاب كلفة العصير، بحيث قد تكلف عملية ال 100كغ تقدر ب 13دولار أمريكي وهذا المبلغ مرتفع جداً في حال مقارنته بسعر تنكة الزيت.

ومن ناحية أخرى التقينا مع المهندس الزراعي أكرم حميدي، والذي حدثنا بدوره عن الموسم الحالي للزيتون وكمية الإنتاج المتوقعة حيث قال؛ أن معظم الاشجار في إدلب قد تأذت كثيراً بسبب ذبابة الزيتون، والتي تعمل على إسقاط حبة الزيتون مبكراً وبالتالي إلى تدني نوع الزيت المستخرج، ومن أهم أسباب تكاثر هذه الذبابة هو انعدام رش المبيدات وارتفاع درجة الحرارة والجفاف، حيث تقدر الخسارة بنسبة 40%من الموسم وبالنتيجة أدت هذه الأضرار لانخفاض الموسم، حسب التقديرات إلى نحو 70 ألف طن مقارنة بالعام الماضي مع حسم تلك المناطق التي سيطرت عليها قوات الحكومة السورية.

تقرير/ عباس إدلبي