لكل السوريين

ميلشيا الوفاق تكرر التجربة التركية، وتستعين بمساجين لقتال الجيش الليبي

بالرغم من مغامرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالدفع بالمرتزقة الموالين له من الفصائل الإرهابية السورية؛ للقتال بجانب ميليشيات حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج المدعومة من تركيا، إلا أنها مغامرة لم تصب في صالح «الوفاق»، ولم تمنع تقدم الجيش الوطني الليبي، الذي حقق انتصارات على الأرض وقضى على العديد من العناصر الإرهابية والمرتزقة؛ ما حدا بميليشيات الوفاق للجوء إلى تجنيد «المساجين» في صفوف قواتها، ومساومتهم على حريتهم، كورقة جديدة للعب بها في الحرب الدائرة؛ لكسب عناصر أكثر في صفوفها.

القتال مقابل الحرية

وفي الوقت الذي يخوض الجيش الوطني الليبي عملية عسكرية منذ الرابع من أبريل 2019؛ بهدف تطهير العاصمة طرابلس من ميليشيات «الوفاق» المدعومة من أنقرة، كشف اللواء أحمد المسماري، المتحدث الرسمي باسم القيادة العامة للجيش الليبي، عن قيام ميليشيا الوفاق بتجنيد المساجين والمحكوم عليهم بقضايا جنائية كالقتل والسرقة؛ للقتال في صفوفهم ضد قوات الجيش الليبي، مقابل وعود بإصدار العفو عنهم وتخفيف عقوباتهم داخل السجون.

وأوضح المتحدث باسم القيادة العامة للجيش الليبي، في بيان له، أن المدعو «أسامة جويلي» آمر المنطقة العسكرية الغربية بقوات ميليشيا الوفاق ومهرب الوقود أيضًا، قيامه بمهمة تجنيد السجناء، لصالح قوات السراج للوقوف بجانب صفوفها للقتال ضد قوات الجيش الوطني الليبي، لافتًا إلى أن ميليشيا الوفاق أعطتهم وعودًا بالحرية وتخفيف عقوباتهم، وذلك خلال متابعة تحركات العصابات الإرهابية غرب مدينة طرابلس الليبية، مؤكدًا أن ميليشيا السراج لجأت إلى تجنيد هؤلاء بعد الخسائر الجمة التي لحقت بهم خلال الأيام الماضية.

وكان المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، عقد اجتماعًا منتصف فبراير 2020، مع سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى بلاده، ريتشارد نورلاند، بمقر القيادة العامة لقوات المسلحة الليبية بالرجمة الواقعة شرق مدينة بنغازي، أكد من خلاله على ثوابت الجيش الوطني بتأمين كافة التراب الليبي وإنهاء سيطرة الإرهابيين وإخراج جميع المرتزقة الذين تم جلبهم عن طريق الغزو التركي لليبيا، منوهًا على أنه سيتم إعلان وقف دائم لإطلاق النار بمجرد أن يطرد الجيش الليبي المرتزقة والميليشيات الإرهابية من البلاد.

خسائر مدوية

في الجهة المقابلة، تعرضت ميليشيا الوفاق، لخسائر مدوية خلال الأيام القليلة الماضية؛ حيث أعلن آمر غرفة عمليات المنطقة الغربية التابعة للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، في مطلع الشهر الحالي عن إسقاط 6 طائرات مسيرة تركية حاول مسلحون شن عملية جوية ضد الجيش بها، وذلك عقب إعلان القيادة العامة للجيش الليبي مقتل عدد من الجنود الأتراك، في قصف شنته قوات الجيش على قاعدة «معيتيقة»، نهاية فبراير.

وسيطر الجيش الليبي، بداية الشهر الحالي، على منطقة العزيزية الواقعة جنوب العاصمة طرابلس بشكل كامل، وذلك بعد يومين من انهيار الهدنة بشكل رسمي، وتجديد الاشتباكات العنيفة بين الجانبين في أغلب محاور العاصمة طرابلس؛ حيث أسقط الجيش الليبي عدة طائرات مسيرة تستخدمها الميليشيات التي تسيطر على العاصمة.