انتقدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بشدة ضآلة المساعدات التي دخلت قطاع غزة، وأكدت أن سكانه بحاجة إلى دعم متواصل لضمان عدم دخولهم في مجاعة.
كما أكدت أنها تحتاج لدعم بلا عوائق ولا انقطاع، لضمان وقف انتشار الجوع في غزة، ودعت إلى عدم تسييس المساعدات الإنسانية، وإلى الضغط على إسرائيل من أجل إدخالها إلى غزة.
وقال المفوض للوكالة إن “غزة بحاجة لدعم هائل لضمان مواجهة الجوع المتفاقم الذي يعاني منه سكان القطاع”.
وزعمت إسرائيل أنها سمحت بدخول مئة شاحنة من المساعدات إلى غزة، لكن المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أشار إلى أن خمس شاحنات فقط دخلت فعلياً إلى القطاع.
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قد قال في بيان رسمي “إن السماح بدخول كمية أساسية من الغذاء إلى القطاع جاء بدافع الحاجة العملياتية لتوسيع نطاق القتال، وليس لأسباب إنسانية”، وأضاف أن “المساعدات تهدف إلى منع تفاقم أزمة الجوع في غزة، إذ إن تدهور الأوضاع الإنسانية قد يعرّض العملية العسكرية للخطر”.
احتجاز المساعدات
أفاد مسؤول في حكومة غزة أنه لم يتم توزيع أي كمية من المساعدات التي دخلت إلى القطاع، وما زالت محتجزة في مناطق تواجد القوات الإسرائيلية.
وبيّن أنه حسب المعلومات المتوفرة من المنظمات الإغاثية الدولية فإن هذه الشاحنات تتضمن كمية قليلة جداً من دقيق القمح والمكملات الغذائية وبدائل حليب للأطفال، إضافة إلى كميات كبيرة من الأكفان.
ولفت إلى أن هذه الكميات الغذائية “لا تلبي احتياجات واحد بالمئة من الفلسطينيين بالقطاع ليوم واحد، ولو كانت محملة بشكل كامل بالأغذية”.
بينما أكدات الأمم المتحدة أن غزة بحاجة إلى خمسمئة شاحنة على الأقل، من المساعدات الغذائية والسلع التجارية بشكل يومي.
وذكر برنامج الأغذية العالمي أن أكثر من مئة ألف طن من الغذاء جاهزة للتوصيل إذا سمحت إسرائيل بإدخالها، وهي كمية تكفي لإطعام مليوني شخص لمدة تصل إلى أربعة أشهر.
ومنذ الثاني من آذار الماضي تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج في غزة عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المكدسة على الحدود، مما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.
ازدواجية المعايير
قال المستشار الإعلامي لوكالة أونروا “إن القانون الدولي الإنساني ومواثيق الأمم المتحدة واتفاقية جنيف الرابعة، تطبق في العالم كله إلّا في قطاع غزة”.
وتساءل “كيف يمكن للعالم أن يتفرج على هذا القتل والتجويع واستخدام المساعدات كسلاح” ولفت إلى أن “استخدام المساعدات الإنسانية كأداة ضغط يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني”.
وأشار إلى أن قطاع غزة يعاني من مجاعة، وأن “الوضع لا يمكن أن يستمر بهذا الشكل، فهناك مجاعة حقيقية والمشاهد والصور والتقارير توثق الكارثة في غزة، في حين تستمر إسرائيل بتطبيق الحصار الشامل على القطاع منذ أكثر من ثلاثة أشهر”.
وكان المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني قد قال إن إسرائيل تستغل الجوع والغذاء لأغراض سياسية وعسكرية.
وأكد أن غزة بحاجة لدعم هائل ومن دون عوائق أو انقطاع لضمان مواجهة الجوع المتفاقم الذي يعاني منه سكان القطاع.
غضب أوروبي
اعتبر قادة بريطانيا وفرنسا وكندا في بيان مشترك أن “منع الحكومة الإسرائيلية إدخال المساعدات الإنسانية الأساسية إلى السكان المدنيين أمر غير مقبول وينتهك القانون الدولي”.
ودعا رئيس الوزراء البريطاني إسرائيل إلى زيادة حجم المساعدات الإنسانية التي ستسمح بدخولها لغزة، ووصف كميات الطعام التي سمح بدخولها إلى القطاع مؤخرا بأنها “غير ملائمة على الإطلاق”.
وقال وزير الخارجية الفرنسي “إن الوضع لا يمكن احتماله، لأن العنف الأعمى من جانب الحكومة الإسرائيلية، وحظر دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة قد حوّل القطاع إلى مكان للموت”.
وقال رئيس الوزراء الايرلندي “إن اتخاذ المساعدات الإنسانية كسلاح يعتبر جريمة حرب، وهذا ما نشهده في غزة”.
وبدوره، حذّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثية، من أنّ آلاف الأطفال الرضع قد يموتون في غزة في غضون أيام إذا لم يحصلوا على مساعدات إغاثية.
وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية قال إن “مليونَي شخص يتضورون جوعاً في قطاع غزة، بينما تمنع إسرائيل دخول أطنان من الطعام على الحدود على بعد دقائق معدودة”.
وأكدت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون تأخير أو عوائق.