ازدادت في الفترة الأخيرة حالات الإصابة بالتسمم بسبب تلوث مياه نهر الفرات جراء خفض منسوبه من قبل دولة الاحتلال التركية، ما يكشف حجم الكارثة الإنسانية التي تسببت بها تركيا لشعب المنطقة.
منذ مطلع العام الجاري، ودولة الاحتلال التركية تعمل على حبس مياه نهر الفرات المتدفقة إلى الأراضي السورية، ما أدى إلى انخفاض منسوب المياه بشكل كارثي، الأمر الذي ترك تأثيرات سلبية عدة تنذر بحدوث كارثة إنسانية تهدد حياة ملايين السوريين.
ونتيجة لنقص مياه الفرات وعدم تحركها، بات التلوث يظهر تدريجيًّا على ضفاف النهر من ظهور الطحالب والفطريات على سطح الماء.
وبسبب عدم التمكن من تعقيم مياه الشرب من النهر بشكل جيد وتلوثه نتيجة خفض منسوب وعدم جريانه، وخروج محطات التصفية عن الخدمة، فقد ازدادت حالات الإصابة بالتسمم منذ مطلع العام الجاري بشكل ملحوظ بين الناس وخاصة في الفترة الأخيرة.
فبحسب إحصائية مشفى كوباني ومشفى أمل في مدينة كوباني فقد تم تسجيل 230 حالة تسمم في كلا المشفيين، وتشير الأرقام إلى ازدياد أعداد الإصابة بشكل تدريجي منذ الشهر الأول ولا تزال في تزايد.
وتقول الإحصائية من مشفى كوباني إن عدد حالات الإصابة بالتسمم كان في الشهر الأول من العام الجاري 17 حالة، لتزيد في الشهر الثاني إلى 21 حالة ولتسجل في الشهر الثالث 82 حالة، وتصل في الشهر الرابع إلى 49 حالة.
أما إحصائية مشفى أمل في مدينة كوباني فتقول إن عدد حالات الإصابة بالتسمم جراء تلوث مياه نهر الفرات منذ مطلع العام الجاري وصلت إلى 61 حالة منها 32 حالة للأطفال.
وبغض النظر عن حالات الإصابات بالتسمم التي لا تتوجه إلى المستشفيات وتتوجه إلى الصيدليات والعيادات الاختصاصية بالأمراض الداخلية، فإن الإحصائيات تشير إلى كارثة صحية بدأت بوادرها على الأرض بالفعل بحسب العديد من أطباء مدينة كوباني.
‘الأطفال هم الأكثر إصابة بالتلوث’
يقول الدكتور عمار محمد الاختصاصي في الأمراض الداخلية والجراحة العامة إن نقص كمية المياه أثر بشكل سلبي على صحة الناس بسبب التلوث الموجود فيها وعدم تعقيمها.
ويشير الدكتور إلى أن شرب الماء الملوثة يؤثر بشكل مباشر على الكبد والأمعاء وبشكل خاص على الأطفال في فصل الصيف وأنه يصيب الأطفال بالأمراض المعوية السارية والإسهال في الحر الذي تشهده المنطقة.
وبحسب الدكتور عمار، فإن نسبة تأثر الأطفال بالمياه الملوثة تقدر بـ 60 بالمئة، أما كبار السن فتقدر نسبه تأثرهم بالمياه الملوثة 20 بالمئة.
وطالب الدكتور عمار محمد في ختام حديثه المنظمات الإنسانية والعالمية بالضغط على الدولة التركية للكف عن حبس مياه الفرات وانتهاك حقوق شعب المنطقة.
وعلى الرغم من المناشدات والمطالبات المتواصلة بإطلاق سراح الفرات من قبل الاحتلال التركي والتحذيرات من وقوع كارثة بيئية وإنسانية حقيقة على وشك الحدوث، إن استمرت تركيا بحبس مياه النهر، إلا أن دولة الاحتلال التركية لا تزال تستمر بحبس مياه الفرات عن مناطق شمال وشرق سوريا.
هذا وانخفض منسوب نهر الفرات بمعدل خمسة أمتار لأول مرة في التاريخ منذ أن بدأت تركيا من 27 شهر كانون الثاني/ يناير المنصرم بحبس كميات كبيرة من مياه النهر بحيث بات لا يتجاوز الوارد المائي 200 متر مكعب في الثانية، وهو ما يشكل انتهاكًا صارخًا للاتفاقية الموقعة بين سوريا وتركيا عام 1987؛ حيث من المفترض أن تلتزم تركيا بإطلاق 500 متر مكعب في الثانية على الأقل يتقاسمها العراق وسوريا.
وكالة هاوار الإخبارية