لكل السوريين

الحرب الأهلية في إثيوبيا.. تشرّد الآلاف وتهدد استقرار القرن الأفريقي

تهدد الحرب الأهلية الإثيوبية بزعزعة الاستقرار في هذا البلد الإفريقي متعدد الأعراق، ويطرق خطرها أبواب الدول المجاورة، وينذر بتصعيدها وتوسيع نطاقها في منطقة القرن الأفريقي.

ومنذ بدء أديس أبابا هجومها على تيغراي، حذر المراقبون من تورط إريتريا، العدو التقليدي لإقليم تيغراي، في هذا الصراع الذي يهدد الاستقرار في المنطقة، ويلحق الضرر بالسودان الذي يعاني من أزمة اقتصادية خانقة، سيزيد تدفق اللاجئين إلى أراضيه من تفاقمها.

وفي حال امتد الصراع الإثيوبي الداخلي إلى القرن الأفريقي سيحوله إلى ساحة حرب دولية جديدة من خلال اجتذاب القوى الإقليمية والدولية المتنافسة، وقد تغير طبيعة وشروط الحروب بالوكالة المندلعة بالفعل في هذه المنطقة.

ويخشى متابعون من سعي “جبهة تحرير شعب تيغراي” إلى تدويل الحرب لاجتذاب تدخل خارجي، وإثارة المشاعر القومية التي تعتقد أنها ستعمل لصالحها، وقد تعتبر توريط إريتريا في الصراع، مبرراً مسبقاً لتكلفة الحرب على السكان المدنيين فيها.

اتهامات.. وتصعيد

وفي سعيه للتصعيد، اتهم رئيس إقليم تيغراي غبراميكائيل إرتيريا بإرسال قواتها لمهاجمة قواته، ودعم هجوم إثيوبيا، وأشار إلى أن قواته تتعرض لهجوم على عدة جبهات، بدعم دولي.

ونفى وزير الخارجية الإرتيري عثمان صالح محمد هذه الاتهامات وقال للوكالة: لسنا طرفاً في هذا الصراع.

ورد رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد بشكل غير مباشر على هذه الاتهامات، حيث قال “إثيوبيا قادرة على تحقيق أهدافها في تيغراي لنفسها، والعمليات العسكرية تسير بشكل جيد”.

ورداً على دعوة الاتحاد الأفريقي إلى وقف إطلاق النار والبدء بمحادثات سلام بين الطرفين، قالت إثيوبيا إن قبول الوساطة لن يكون ممكناً قبل تدمير المعدات العسكرية التي بحوزة إقليم تيغراي والإفراج عن المعتقلين.

وتحدث دبلوماسيون في المنطقة عن إطلاق صواريخ من الأراضي الإثيوبية على العاصمة الإيريترية، وسقوط اثنين على الأقل من تلك الصواريخ على مطار أسمرة، وهو ما يشير إلى محاولات توريط إريتريا في هذا الصراع.

لاجئون جدد

حذرت السلطات السودانية من كارثة إنسانية قد يشهدها شرق البلاد، جراء تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين الفارين من النزاع في إثيوبيا، وناشدت المجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة واللاجئين للتدخل السريع وتقديم العون للاجئين الإثيوبيين في ولايتين.

وحسب تصريحات لمفوض شؤون اللاجئين السوداني أثناء جولة على الحدود برفقة مساعد ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في السودان، فإن نحو 25 ألف لاجئ إثيوبي عبروا الحدود السودانية.

وبدأت الحرب في الـ4 من الشهر الجاري، واتهمت القوات الاتحادية قوات تيغراي بمهاجمتها على الحدود مع إريتريا والسودان.

ويقطن في تيغراي 5 ملايين نسمة من عرق تيغراي الذي كان يهيمن على السلطة قبل أن يقصيه أبي أحمد المتحدر من عرق الأمهر في العام 2018.