لكل السوريين

الاشتباكات العنيفة السودان تتجدد.. والمبعوث الأممي يستقيل

تجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع في محيط القيادة العامة للجيش في

الخرطوم، وتبادل الطرفان اللوم بشأن حريق هائل شب بأشهر أبنيتها خلال القتال بينهما، حيث تصاعد دخان أسود كثيف من برج شركة النيل الكبرى للبترول، واشتعلت النيران في ناطحة السحاب الشهيرة ذات الواجهة الزجاجية.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها وسائل إعلام محلية اشتعال النيران بأبراج تضم وزارة العدل وهيئة الضرائب ومنظمة المعايير والمقاييس في البلاد.

واتهمت وزارة الخارجية التي يسيطر عليها الجيش السوداني قوات الدعم السريع بـ”استهداف عدد من المؤسسات الاقتصادية الكبرى والمهمة، والمباني التجارية في البلاد”، فيما ألقت قوات الدعم السريع اللوم على الجيش السوداني في تنفيذ هجمات في الخرطوم، وزعمت أنها أثرت على المرافق الحيوية، ومن بينها المباني التاريخية التي تعرضت للدمار.

وتصاعدت حدة القصف الجوي بين الجانبين وأصاب بعضها مناطق مأهولة بالسكان، مما أدى إلى سقوط ضحايا بين المدنيين.

وقالت نقابة الأطباء في السودان إن 43 شخصاً على الأقل قتلوا بعد تعرض سوق في جنوب الخرطوم لضربة جوية، كما قتل 32 مدنياً قبل أيام في غارة مماثلة في أم درمان.

وقال رئيس تحالف أحزاب وحركات شرق السودان إن قوة عسكرية هاجمت مقر التحالف في مدينة بورتسودان بعد أن قامت قواته بتفتيش شاحنات قادمة من ميناء بورتسودان لا تحمل مستندات قانونية أو تجارية، وتبادل الطرفان إطلاق النار دون وقوع إصابات.

تجدد الاشتباكات

تجددت الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في الأيام الماضية بشكل غير مسبوق مما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان، وسماع أصوات الانفجارات المتتالية في أماكن متعددة من العاصمة السودانية.

وأفادت التقارير الميدانية بأن الجيش السوداني قصف بالمدفعية الثقيلة أهدافاً ومواقع لقوات الدعم السريع بولاية الخرطوم.

بينما هاجمت قوات الدعم السريع مبنى قيادة الجيش السوداني من الناحية الجنوبية والشرقية.

وفي أم درمان قصف الجيش بالمدفعية الثقيلة مواقع قوات الدعم السريع جنوب وشرقَ المدينة، وأكد شهود عيان تصاعد حدة القتال بمنطقة أم درمان القديمة وتصاعد أعمدة الدخان منها.

وفي مدينة الخرطوم بحري، استهدف الجيش بالمدفعية الثقيلة عدة مواقع للدعم السريع في المنطقة الصناعية، وبالقرب من مستشفى الأمل بمنطقة كوبر.

كما استهدف الطيران الحربي المسيّر عدة مواقع للدعم السريع في منطقة القادسية بالقرب من كبري المنشية بمحلية شرق النيل.

استقالة المبعوث الأممي

أعلن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان استقالته من منصبه، وحذّر من خطر تحول النزاع إلى حرب أهلية.

وقال فولكر بيرتيس أمام مجلس الأمن الدولي “أتوجه بالشكر إلى الأمين العام على هذه الفرصة والثقة التي منحني إياها، لكنني طلبت منه إعفائي من مهامي”.

وقدّم الدبلوماسي الألماني تقريراً عن النزاع الذي اندلع منتصف شهر نيسان الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع، وحمّل الطرفين مسؤولية استمراره.

وقال “ما بدأ كنزاع بين تشكيلين عسكريين يمكن أن يتحول إلى حرب أهلية فعلية”، مشيراً إلى أن المعارك “لا تظهر أي مؤشر على التهدئة، ولا يبدو أن أي طرف قريب من تحقيق نصر عسكري حاسم”.

وشدد بيرتيس على ضرورة “أن نفهم طرفي النزاع بأنه لا يمكنهما التصرف في ظل إفلات كامل من العقاب، وعليهما تحمّل تبعات الجرائم المرتكبة”.

وكانت قيادة الجيش السوداني قد أعلنت في شهر حزيران الماضي أن بيرتيس “شخصاً غير مرغوب فيه” بعد أن طلب قائد الجيش السوداني من غوتيريش استبداله دون استجابة لطلبه.

وقال مصدر حكومي سوداني “إن المبعوث انحاز الى أطراف سياسية محددة، ونظراً لعدم استجابة غوتيريش مع طلب البرهان، لم تجد الحكومة السودانية بدّاً من اتخاذ هذا القرار”.

يذكر أنه منذ اندلاع المعارك في السودان، قتل نحو 7500 شخص حسب الأرقام الرسمية، ومن المرجح أن تكون الأعداد الفعلية أعلى من ذلك بكثير، واضطر نحو خمسة ملايين شخص إلى ترك منازلهم والنزوح داخل السودان أو العبور إلى دول الجوار.

ووضعت المعارك نظام الرعاية الصحية في السودان تحت ضغط هائل جراء التزايد الكبير في أعداد المصابين، ومازال الكثيرون في السودان يواجهون نقصاً حاداً في المياه والغذاء والأدوية والوقود، إضافة إلى انقطاع الكهرباء والإنترنت بشكل شبه دائم.