لكل السوريين

الزيت النباتي بديل عن زيت الزيتون، والسبب ارتفاع الأسعار

حمص/ بسام الحمد

تحدث أهالي بمدينة حمص عن اختفاء مادة الزيت النباتي من البسطات المنتشرة في الشوارع الرئيسية وبعض المحال التجارية بمدينة حمص مع ارتفاع كبير في أسعارها.

كذلك ارتفع سعر زيت الزيتون، في الأيام الأخيرة، في  حمص، حيث وصل سعر التنكة إلى حوالي 1.2 مليون ليرة سورية.

وارتفعت أسعاره نتيجة لانخفاض القوة الشرائية وارتفاع الأسعار اضطرت العديد من العائلات السورية إلى اختيار زيت عباد الشمس كبديل لزيت الزيتون، والتي بدورها سجلت أسعاراً قياسية وصلت  علبة الـ 4 كيلو منها إلى حوالي 60 ألف ليرة سورية.

وشهدت أسعار هذه المادة ارتفاعاً ثانياً خلال فترة لا تتجاوز شهراً واحداً، ارتفاع تراوح واختلف بحسب المحال والصنف ونوع الزيت، لكنه وصل وسطياً إلى 4 آلاف للتر الواحد.

وقفز سعر اللتر من مختلف أصناف الزيت من(23_ 24) ألف ليرة إلى (27_28) ألف ليرة خلال أقل من 24 ساعة، في حين وصل سعر البيدون 5 لترات إلى 125 بعد أن استقر لفترة نسبية عند حاجز 100_102 ألف ليرة.

يقول أهالي بمدينة حمص وسط سوريا إن السبب المباشر في ارتفاع الأسعار هو توقف الكميات الواصلة عبر المهربين خلال الفترة الحالية مع اشتداد ذروة المنخفض، وفيما يقول بائعون إن هذا الأمر دفع من استطاع شراء كميات من الزيت  إلى احتكاره بهدف بيعه بأسعار مرتفعة أكثر كما يحصل في كل المواد الأخرى ولاسيما الغاز والمازوت.

وربط بائع آخر ارتفاع أسعار الزيت خلال الفترة القليلة الماضية بارتفاع سعر الصرف، كونه العامل الأساسي في كل التسعيرات الموجودة في الأسواق، ويشير بائعون إلى أن أسعار الزيت تقف على كف عفريت، وترتفع فجأة دون أي إنذار مسبق كما حصل مؤخراً للأسباب التي ذكرتها مسبقاً.

وارتفعت أسعار زيت الزيتون في سوريا إلى حدود فاقت قدرة المستهلكين، ناهيك عن التقديرات غير المتفائلة التي صدرت عن مكتب الزيتون والجهات الزراعية الأخرى عن موسم زيتون لا يكفي حاجة الاستهلاك المحلي.

وأشارت تقديرات المكتب إلى أن ما تبقى من زيت موسم العام الماضي قد يؤمن الحد الأدنى من حاجة الاستهلاك لهذا الموسم، وهو ما دفع السوريين إلى تخفيض الاستهلاك والبحث عن زيوت أخرى أرخص ثمناً كالزيت النباتي.

واستبشر السوريون خيراً في وقت سابق عندما أصدرت الحكومة قراراً بوقف تصدير المادة بهدف كبح جماح ارتفاع سعر الصفيحة التي تجاوز مليون و300 ألف ليرة، لكن فرحتهم لم تدم كثيراً.

وعادت الحكومة عن قرارها وسمحت بتصدير خمسة آلاف طن من زيت الزيتون المفلتر والمعبأ بعبوات صغيرة ومتوسطة، وهذه الكمية قابلة للزيادة، في رضوخ تام لإرادة ورغبة المصدرين فقط، متناسية هموم وضعف مدخول المستهلكين.

وتوجهت الغالبية العظمى من السوريون، جراء ارتفاع سعر زيت الزيتون للاستعاضة عنه بزيت دوار الشمس البالغ سعر لتره حالياً نحو 27 ألف ليرة، وخلطه مع كميات قليلة من زيت الزيتون الذي بات حكراً على فئة قليلة من الميسورين مادياً.

وكان عام 2023 كارثياً بكل معنى الكلمة على المواطن السوري في شتى المجالات، وبشكل خاص من الناحية الاقتصادية، وسط تدهور مستمر في سعر الصرف والتضخم وتراجع القدرة الشرائية.

وقُدر إنتاج زيت الزيتون عام 2022 بنحو 150 ألف طن، يستهلك نصفه داخل سوريا والجزء المتبقي إما يصدر أو يُهرب إلى دول الجوار، ويذكر أنه قبل عام 2011 كان سعر تنكة زيت الزيتون تتراوح بين 2500 و 3000 ألف ليرة.