لكل السوريين

مرض سوء التغذية عن الأطفال يصيب العديد من الأطفال بطرطوس

طرطوس/ ا ـ ن 

 

طرأ ارتفاع مميز في أسعار حليب الأطفال، مما أدى إلى التزايد في أعداد حالات سوء التغذية عند الأطفال في محافظة طرطوس، بسبب اضطرار الأهل استبدال الحليب المخصص لهم بحليب الأبقار والأغنام والماعز.

 

وتراوح سعر عبوة الحليب الواحدة للأطفال، بين 16 الى 20 ألف ليرة سورية، وتكفي العبوة الواحدة الطفل الرضيع، بين 3-5 أيام، ويحتاج شهريا بين 6-10 عبوات، بتكلفة تتراوح بين 150-200 ألف ليرة سورية. وتشكل هذه المبالغ عبئا ضخما جدا على الأهالي، ومفارقة كبيرة، مقارنة بمتوسط رواتب الموظفين: 75-100 ألف ليرة.

 

ونتيجة هذا الارتفاع الكبير بالأسعار، لجأ الكثير من الأهالي للاستعاضة عن حليب الأطفال، بحليب الأبقار والأغنام والماعز، وهو غير مناسب كبديل للرضاعة في شهور الطفل الأولى، رغم احتوائه على مواد ضرورية لبناء العظام. لكن الأطباء ينصحون بالامتناع عن إعطاء حليب الأبقار والأغنام والماعز للرضيع في شهوره الأولى.

 

ولا تكمن المشكلة فقط بارتفاع أسعار حليب الأطفال، إنما بعدم توفر كميات كافية منه في الصيدليات، بسبب انقطاع عدة أصناف منه، واحتكار أنواع أخرى نتيجة إحجام تجار الجملة ومن وراءهم تجار المفرق، عن التوزيع، بغاية رفع الاسعار.

 

وتم اعلان مشفى الأطفال بطرطوس، انهم قاموا بتقديم العلاج المناسب للأطفال المصابين، ويتم تحويل جميع حالات سوء التغذية الثانوي إلى قسم الأطفال لمعالجتهم وإعطائهم الحليب المقدم من مديرية الصحة بطرطوس، وأكد فرع الهلال الأحمر في طرطوس، أن هذه الحالات من سوء التغذية قديمة، لكنها مؤخرا شهدت تزايدا واضحا.

 

يضاف الى ذلك، ان حفاظات الأطفال، سجلت ارتفاعا واضحا في أسعارها، وقد تراوحت الأسعار ما بين 10 الاف ليرة الى 25 ألف ليرة سورية، حسب النوعية والجودة، ويحتاج الطفل الرضيع ما لا يقل عن 75-100 ألف ليرة، ثمن حفاظات شهريا، وهذا كله عدا، عن الارتفاع المميز في اسعار الادوية والفحوصات الطبية وغيرها من الاحتياجات الضرورية للأطفال.

 

وهنا يتم توجيه العديد من الانتقادات المحقة، والتي تركزت عن شبه غياب للدور الرعائي المفترض للدولة، والذي أصبح يطال حتى الأطفال، فالأسعار المرتفعة تغيب عنها تقريبا كل رقابة، ولا يوجد اية حلول واقعية او مقترحة لتوفير احتياجات الأطفال، بما يتناسب مع حالة التدني التي يعانها أصحاب الدخل المحدود من المواطنين السوريين، وان مظهر تزايد حالات سوء التغذية للأطفال بريف ومدينة طرطوس، يوضح مدى التدهور المستمر في الأوضاع الحياتية والمعيشية والاقتصادية.