لكل السوريين

الكلاب الشاردة في القدموس وريف طرطوس… أزمة متفاقمة وسط غياب المعالجة المؤسسية

طرطوس/ اـ ن

شهدت منطقة القدموس في ريف طرطوس خلال الفترة الأخيرة حوادث مأسوية راح ضحيتها عدد من المواطنين جراء هجمات من كلاب شاردة، ما فتح ملف هذه الظاهرة الخطيرة على مصراعيه، في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية وتراجع الخدمات البلدية.

وبحسب تقرير الطبيب الشرعي، فإن امرأة توفيت بعد توقف قلبها نتيجة تعرضها لهجوم من كلاب شاردة. كما سجلت المنطقة حالات وفاة مماثلة لثلاثة أشخاص، الأمر الذي أثار حالة من الذعر والاستياء في أوساط السكان.

أزمة الكلاب الشاردة في القدموس وريف طرطوس ليست جديدة، لكنها تفاقمت خلال سنوات الانهيار الاقتصادي، حيث ازدادت أعداد الكلاب غير المطعمة والتي قد تنقل مرض “داء الكلب” القاتل، وسط عجز البلديات عن تنفيذ إجراءات فاعلة للسيطرة على الظاهرة.

وفي تطور لافت، كُلّف فوج الإطفاء في القدموس وطرطوس بمهمة القبض على الكلاب الشاردة عقب حوادث الوفاة، رغم افتقاره للأدوات اللازمة مثل إبر التخدير، وعدم تلقيه أي تدريب في هذا المجال، ما أثار تساؤلات حول جاهزية المؤسسات المحلية للتعامل مع الأزمة.

المجلس البلدي السابق في مدينة بانياس وُجهت إليه انتقادات حادة، بعد تأخره في التحرك، ما كشف ضعفاً مؤسسياً واضحاً في التعاطي مع الكلاب الشاردة، رغم أن القانون السوري يُحمّل وزارة الزراعة والبلديات مسؤولية وضع وتنفيذ خطط التعامل مع هذه الحيوانات، من تحديد النسل، والمراقبة الصحية، والإيواء، إلى مكافحة داء الكلب.

ويشير مراقبون إلى أن الظاهرة تفاقمت أيضاً بسبب الظروف الناجمة عن الحرب والانهيار الاقتصادي، حيث تخلى كثير من المواطنين عن كلابهم لعدم قدرتهم على تأمين الطعام لها، خصوصًا خلال جائحة كورونا، ما أدى إلى زيادة سلوكيات العنف والاستشراس لدى الكلاب بسبب الجوع وسوء المعاملة من السكان، بما في ذلك الضرب والطرد والرجم بالحجارة.

كما ساهمت أزمة النفايات المتراكمة في الشوارع وعلى أطراف المدن والقرى في خلق بيئة حاضنة لتكاثر الكلاب، التي باتت تعتمد على المخلفات للبقاء.

وفي محاولة لمعالجة الوضع، أُطلقت في محافظة طرطوس مبادرات لإنشاء محميات خاصة بالكلاب الشاردة، تهدف إلى تطعيمها وإعادة تأهيلها للعيش بسلام مع المجتمع، مع ضرورة توعية السكان بأساليب التعامل السليم معها، لضمان نجاح هذه البرامج الإنسانية والوقائية في آنٍ معاً.

ويرى ناشطون ومختصون أن الحل يتطلب تحركاً مؤسساتياً متكاملاً من الجهات المعنية، يشمل خططاً فورية للحد من تكاثر الكلاب الشاردة، وتوفير اللقاحات، وتفعيل برامج التوعية المجتمعية، لضمان سلامة الإنسان والحيوان على حد سواء.

- Advertisement -

- Advertisement -