حلب/ خالد الحسين
شتاء قاسي يمر على السوريين عامة وأهالي مدينة حلب خاصة، حيث أن أكثر من ٤٠ بالمئة من أهالي المدينة الشمالية لم يستلموا مخصصاتهم.
ومن الواقع الميداني في حي السكري يجلس الحاج أبو عبدو مع أبناءه بالقرب من المدفأة ليوقدها الصغير” بالقصاصة “لا المازوت فالدفعة الأولى من المازوت تم الاحتفاظ بها لطبخ الطعام على” البابور لتكون عونا لأسطوانة الغاز التي لا يراها المواطن إلا كل70 يوما على أقل تقدير إن كان محظوظا ”، ليبين بأنه منذ شهر أيلول من العام الماضي استلم الدفعة الأولى من مخصصاته والبالغة 50 لترا بسعر 107 ألف ليرة سورية، ولكنه “لم يقدم على استخدامها للتدفئة “لأنها إن استعملت للتدفئة يصبح في حال لا يعلم به إلا الله.
ويضيف هذا حال معظم من يعيش في حي السكري ولكن ما يجعل” للموت عصة قبر” على حد قول جاره الحاج أبو أحمد التلاعب بتسليم الكمية، إذ أوضح بأنه منذ أسبوع استلم الدفعة الأولى من مادة المازوت ليكتشف بعد استلامها بأنها 44 ليترا وليست 50 ليترا.
متسائلا : ألا يكفي أن المخصصات قليلة ومعاناة انتظار استلام الدفعة الثانية التي تأخرت وقد” تأتي ولا تأتي”، فهل من العدل أن استلم الحصة ناقصة ؟.
وبالرغم من أن الحاج إسماعيل الذي يبلغ من العمر ال 80 عاما يعمل على غرار جيرانه بالمثل الشعبي “مد مازوتاتك على قد مخصصاتك”، إلا أن حرصه الشديد على ترشيد مادة المازوت لم يكن ذا نفع هذا الشتاء وتأخر رسالة الدفعة الثانية فعلت فعلها، أثقلت كاهله بتحمل أعباء مالية إضافية من شراء بدائل التدفئة من كرتون وقصاصة، وورق, وأحذية قديمة بسعر تراوح ما بين 2000 إلى 3000 ليرة سورية للكيلو الواحد.
ويقطع الحاج أبو عبدو حديث الحاج أبو أحمد بالقول تأخر رسائل الدفعة الثانية من المازوت والكمية الضئيلة من المخصصات شكل علينا عبئا إضافيا وضغطا اقتصاديا وخاصة في حي يتميز بالحرمان من الكهرباء نهائيا، لقد وصل الحي إلى حالة كارثية نتيجة أن جميع القاطنين استبدلوا مادة المازوت بحرق الأحذية وقصاصة النايلون، وبالتالي حرق هذه المواد للتدفئة أدى إلى تلوث بيئي وصحي فالزائر لحي السكري يلحظ سحابات من الدخان الأسود المتصاعد من تلك المواد، والمتضرر الأكبر هم الأطفال معظمهم باتوا مصابون بالربو فضلا عن أنهم يعودون إلى المنازل وملابسهم لونها أسود من الدخان.
ليتابع الحاج أبو أحمد بالقول “خليها على الله ” من وين الفرد بدو يلاقيها ليلاقيها “من كمية المخصصات القليلة أم من ثمن اسطوانة الغاز الحر والتي بلغت في السوق السوداء 250 ألف ليرة سورية، وكل هذا في كفة وتحمل مشقة حمل بيدونات المازوت لمسافات بعيدة جدا في كفة أخرى, وأنا رجل طاعن بالسن وليس لدي أولاد ولم أعد استطيع حمل البيدونات، حاجتي وزوجتي للتدفئة مبلغ 25 ألف ليرة سورية كل يومين من شراء البدائل فضلا عن 300 ألف ليرة سورية أدفعها ثمنا لأمبير واحد شهريا، واحسبيها ” من وين بدنا نجيب والله تعبنا ”.
و تأكيدا على حديث المتقاعد أبو أحمد يشرح كل من حسن ومصطفى رحلة الحصول على مخصصات مادة المازوت بأنهما والمواطنين في الحي يضطرون لقطع مسافة بعيدة جدا للوصول إلى مكان تمركز الصهاريج والحصول على المخصصات، إذ أنهما يقطنا في منتصف الحي بالقرب من كرم الدعدع وفرن التقوى والصهاريج تتمركز بالقرب من المقابر وبالقرب من منطقة الصالحين وبالتالي رحلة الذهاب والإياب تشكل عبئا ثلاثي الأبعاد مادي ونفسي وجسدي.
وعلى الصعيد الرسمي تحدثت أحد الصحف المحلية مع مدير فرع حلب للمحروقات ” سادكوب” وذلك ضمن اللقاء الدوري في مبنى القصر البلدي لمناقشة بعض المواضيع الخدمية وللإجابة على ما تم وروده أشار المهندس في بداية حديثه إلى أن الاحتياج الفعلي لمدينة حلب من مادة المازوت 60 طلبا على الأقل وما يصلها فقط 29 طلبا لذلك يتم إيلاء الأولوية لتزويد القطاعات الأكثر حيوية بالمحروقات من مشافي، ومعامل أدوية ، و مخابز, مدارس، ووسائط النقل العام ،ولقد تم تغطيتها بنسبة مئة بالمئة وذلك بالتعاون مع إدارة لجنة المحروقات الرئيسية.
وبين بأنه منذ بدء فصل الشتاء موضوع التدفئة المنزلية كان الشغل الشاغل لشركة سادكوب، حيث قاربت نسبة التوزيع ال 60 بالمئة حتى وقتنا الحالي وتعتبر نسبة متوازنة مع كل المحافظات فضلا عن أن كل يوم جمعة يتم تخصيص 15 طلبا من خارج الخطة حصرا للتدفئة ، بزمن تقديري لنهاية توزيع الدفعة الأولى من مادة المازوت حتى نهاية شهر شباط ، لتبدأ على الفور بعد نهاية شباط توزيع الدفعة الثانية.
وعن تأخر رسائل المازوت وإمكانية زيادة الكمية من مادة المازوت المنزلي للمواطنين وتعديل توقيت استلام جرة الغاز المنزلية إلى 40 يوما بدلا من 55 حتى 60 يوما أجاب بالقول: بأن رسائل مادة المازوت مرتبطة بشركة تكامل ووصول الرسائل وفقا للأقدمية، أما حول زيادة الكمية فتلك مرتبطة بقرارات حكومية، فيما رسائل الأسطوانة المنزلية لن يطرأ على زمن استلامها في الوقت الحالي أي تعديل مبينا سعي الشركة لتحسين زمن الاستلام.
وفيما يخص مكان تمركز الصهاريج لفت إلى أن المواطنين في الحي يمكنهم الاتفاق مع المختار أو لجنة الحي كي يصلوا إلى اتفاق لتغيير مكان التمركز وبذلك يصلوا إلى حل يرضي الطرفين، وعن التلاعب بكمية المخصصات من المازوت أردف بأنه بإمكان المواطن أن يشتكي لضبط عملية التلاعب ومحاسبة كل من يقوم بالتلاعب.