لكل السوريين

الإدارة الذاتية.. إنجازاتٌ عديدة رغم العقبات، ومخططاتٌ قيد التفعيل في العام الحالي

على الرغم من السعي اللا متناهي من قبل الجهات المعادية للإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا نظرا للإنجازات الكبيرة التي حققتها منذ لحظة نشأتها في سوريا، إلا أن الإدارة ومن خلال اجتماع لها أعلنت عن أنها ستواصل الخطط التي كانت قد وضعتها منذ إعلانها رسميا.

عقدت الإدارة الذاتية في الأسبوع الماضي اجتماعا استمر ليومين متتاليين في مبنى المركز الثقافي في الرقة، أبرزت من خلاله الإنجازات التي حققتها طوال العام الماضي، مشيرة إلى أن الاحتلال التركي ساهم بشكل كبير في تراجع بعض القطاعات في عملها لا سيما في المناطق التي احتلتها.

ومن خلال الاجتماع كشفت الإدارة الذاتية عن أهم المشاريع التي قامت بها والميزانيات التي أنفقتها خلال العام المنصرم، كاشفة عن خطط مستقبلية عديدة قد تساهم في حل الأزمة السورية.

عقبات أثّرت على عمل الإدارة

تابعت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عملها حتى بعد العدوان التركي على شمال وشرق سوريا، حيث أن الغزو التركي للأراضي السوريا واقتطاعه جزءا منها تحت مزاعم توطين النازحين وصنع منطقة آمنة كان سبباً رئيسياً في التأثير على عمل الإدارة.

وسبب العدوان التركي الغاشم على الأراضي السورية خلال عام 2019 أزمة إنسانية كبيرة، ولكن الإدارة على الرغم من كل الضغوطات الداخلية والخارجية قائمة على الأعمال التي تقع على عاتقها بشكل عام، من خلال تأمين كافة احتياجات النازحين الأساسية وإقامة المخيمات لهم.

ومن جهة أخرى فأن معركة القضاء على داعش ومكافحة الارهاب انتهت جغرافياً فقط ولم ينتهي فكريا ولا من خلال الخلايا النائمة، أي أن خطر التطرف الإرهابي لا يزال قائما، ولا يمكن القضاء عليه مادام النظام التركي يرعاه، ويقدم له الاحتياجات اللازمة والدعم العسكري والمادي واللوجستي.

ولفت المجتمعون إلى أن القضاء على داعش ومكافحة خلاياه النائمة كان أحد منج

زات القوات الأمنية التي أثبتت فاعليتها للدفاع عن الشعب السوري، مشيرون إلى أن خطر التنظيم لا يزال قائما.

وتحدثوا عن الخطوات التي اتبعتها الإدارة الذاتية من أجل إيجاد الحل والتوصل مع الحكومة الس

ورية المركزية في دمشق، لبناء نظام لامركزي، مؤكدون أنهم مستمرون باتباع النهج الذي ساروا عليه مسبقا في المستقبل لإيمانهم بأن الحل يأتي بالحوار فقط بين السوريين أنفسهم.

وقال الرئيس المشترك في الإدارة الذاتية، عبد حامد المهباش “جميع من شارك في الاجتماع ومن خلال النقاش هدفهم الأساسي حماية الجغرافية السورية وأن يكون النظام في سوريا ديمقراطياً تعددياً يحمي الجميع ويتشارك فيه الجميع في الحقوق والواجبات”.

وقيّم المجتمعون خلال اليوم الأول من الاجتماع الأوضاع السياسية، والعسكرية، والتغييرات التي طرأت على المنطقة خلال العام الماضي، أبرزها الهجوم التركي على مناطق شمال وشرق سوريا ومدى خطورته على المنطقة بشكل عام، وكذلك تم تقييم عمل الإدارات الذاتية والمدنية السبعة والمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية، وطرح الصعوبات والمشاكل، وتقديم المقترحات لحلها خلال الفترة المقبلة.

واستؤنف الاجتماع في اليوم التالي، ليتابع المشاركون في الاجتماع تقييم عمل الإدارات والمجلس التنفيذي وهيئات ومكاتب الإدارة الذاتية، وأبرز ما تحقق من الأعمال خلال العام الماضي، وكذلك وضع خطط للعام الجديد 2020.

اهم الاعمال المنجزة من قبل الادارة الذاتية

وانتهى الاجتماع بتقرير شامل قُرأ من قبل الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي بيريفان خالد وعبد حامد المهباش، وتضمن أبرز أعمال الإدارة الذاتية خلال عام2019 على كافة المستويات، حيث تضمّن من الناحية العسكرية والسياسية عدة نقاط هامة منها إلحاق الهزيمة  بمرتزقة  داعش، والعدوان التركي الذي شنته تركيا  في الـ 9 من أكتوبر 2019، وتسبّب في تشريد وتهجير مئات الآلاف من المدنيين.

وأكد التقرير على أن هدف الغزو التركي هو ضرب وتدمير مشروع الإدارة الذاتية، الذي يقوم على التعايش المشترك وأخوة الشعوب.

واستعرض التقرير بالتأكيد على اعتماد مبدأ الحوار السوري- السوري وذلك بالتواصل مع المعارضة الديمقراطية التي تنتهج الحل السياسي عنواناً لحل الأزمة السورية.

وشمل التقرير الناحية التنظيمية حيث ذكر  توفير أكثر من 250 ألف فرصة عمل خلال عام 2019 لأهالي المنطقة، ووضع هيكلية وملء الشواغر في كافة مكاتب وهيئات المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، ووضع آلية إدارية وتنظيمية مع الإدارات الذاتية والمدنية ووضع قوانين عدة مثل (الجمارك – المواصلات – السياحة – الآثار – الضرائب – قانون الدفاع الذاتي – ميثاق العدالة الاجتماعية- قانون العاملين الموحد).

وتطرق التقرير للدور الهام والفعّال لمنسقية المرأة والتي تشكلت من ضمن هيكلية الادارة الذاتية، وأخذت على عاتقها تفعيل دور المرأة، وإشراكها في العمل الإداري والتشريعي والسياسي والاجتماعي، وحل كافة الصعوبات التي تعترض عملها والمحافظة على هوية وخصوصية المرأة في صنع القرار.

وشرح التقرير الجانب الخدمي وأعمال الإدارة الذاتية في كافة المشاريع (الصحة – التربية – الخدمات – البلديات – الاقتصاد والزراعة).

وأما الناحية الأمنية فذكر التقرير أهم الإنجازات الأمنية التي حققتها القوى الأمنية في المنطقة، متطرقاً في الوقت ذاته إلى أهم الخطوات التي اتبعتها في مجال تطوير المجال التعليمي.

وتحدث في مجال عمل المرأة عن افتتاح مشاريع إنتاجية خاصة بالمرأة، وافتتاح دور حماية المرأة، ودار للمسنات، وأكاديمية، وروضة أطفال ودور مسنين.

وبخصوص السياحة والآثار فقد تم العمل على توثيق المواقع الأثرية والدينية، وإحصاء المنشآت السياحية، وإقامة  معرض للكتاب، وتقييم أعمال مسرحية، وإنتاج الأفلام القصيرة، وأما في مجال الشباب والرياضة فقد تم إنشاء وترميم /12/ صالة وملعب، وترميم أكاديميات ومكتبة وتجهيز معهد للطلبة بكافة الاختصاصات.

وجاء تحت فقرة منجزات الشؤون الاجتماعية والعمل  ترميم أكثر من 42 ألف منزل، وإنشاء مخيمات لإيواء النازحين، وتوزيع الخبز  على العوائل النازحة في الشهباء، وتأمين فرص عمل للنازحين، وترخيص منظمات وجمعيات، وتقديم الدعم لعوائل الشهداء، والمشاركة في خروج النازحين في مخيم الهول.

وأخيراً عرض التقرير أهم المنجزات من الناحية الاقتصادية والزراعية، وتتضمن إقامه معرض للمنتجات المحلية، وتسويق إنتاج الفلاحين من المحاصيل الزراعية، وتأهيل العديد من مشايع الري ومطاحن الحبوب وعمليات مكافحة الآفات الزراعية وإنشاء مشاتل زراعية للأشجار، وتأمين عقود لإكثار البذار، وتوزيع المتممات العلفية على اللجان الزراعية، وتوزيع الأسمدة والبذور على الفلاحين.

الخطط المستقبلية والمشاريع التي سيتم العمل عليها

  1. متابعة واستكمال الهياكل التنظيمية لكافة الهيئات والمكاتب والإدارات وفق الأنظمة الداخلية المعتمدة.
  2. العمل على متابعة إصدار التعاميم والقرارات التنظيمية بما يخدم تسهيل سير العمل المؤسساتي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا
  3. العمل على عقد الاجتماعات الجماهيرية الواسعة والاستماع الى آراء الجماهير بغية إيجاد الحلول لمعاناتهم.
  4. العمل على تبسيط إجراءات العمل للتخفيف من البيروقراطية وتخفيف العبء على المواطن.
  5. تكثيف الجهود من أجل تحسين آلية سير العمل لدعم مشروع واجب الدفاع الذاتي، وجعل مهمة الدفاع من أولويات الإدارات الذاتية والمدنية.
  6. الوقوف على الأخطاء والعثرات وإيجاد الحلول لها ومحاسبة المقصرين.
  7. تطوير الأداء الإداري للمؤسسات الإعلامية لأهمية الجانب الإداري في تطوير المؤسسة برمتها.
  8. السعي لتطوير عمل ممثليات الإدارة الذاتية في الخارج كي تعمل بشكل مؤسساتي
  9. إعطاء أولوية للمشاريع في المجالات (الخدمات-التربية والتعليم – الصحة- الاقتصاد والزراعة)
  10. تنفيذ مشاريع تنموية للمرأة
  11. متابعة العمل في مزارات الشهداء وإيلاء أطفال وعوائل الشهداء بالاهتمام .
  12. دعم قطاع الثقافة والسياحة والآثار بما يضمن الحفاظ على التراث والآثار، ومتابعة توثيق الانتهاكات التي تتعرض لها المواقع الأثرية وإرسالها الى الجهات المعنية.
  13. توسيع المخططات التنظيمية وفق الحاجة والحد من البناء العشوائي،
  14. إنشاء مناطق صناعية وحرفية وفق الضرورة والحاجة
  15. إعطاء الأولوية للمشاريع الخدمية المتعلقة بالبنية التحتية من تعبيد وتزفيت الطرق وصيانة وتمديد شبكات المياه والصرف الصحي.
  16. المتابعة لحل مشاكل المياه في المدن التي تعاني نقص في المياه.
  17. الاهتمام بشؤون المخيمات وتحسين أوضاع النازحين والعمل بكل الوسائل لإعادتهم الى منازلهم.
  18. الاهتمام بالملف الإنساني والتعامل معه كملفّ واحد متكامل ودعم المكتب في تنفيذ استراتيجيته.
  19. إيلاء الاهتمام بالمنشآت الرياضية القائمة وبناء منشآت جديدة، وإقامة مراكز تنمية مهنية للشباب في كافة المناطق.
  20. تطوير برنامج وعمل السجل المدني الكترونياً
  21. بناء مراكز رعاية الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة وفق الحاجة والإمكانات
  22. متابعة العمل على صيانة وترميم المدارس وبناء مدارس جديدة.
  23. دعم قطاع الصحة من خلال ترميم المشافي والمراكز الصحية القائمة، وتأمين احتياجاتها وتجهيزاتها وبناء مشافي تخصصية جديدة.
  24. تطوير الموقع الإلكتروني للإدارة الذاتية
  25. إنشاء معامل إنتاجية بغية توفير فرص العمل وتأمين حاجات المواطنين من مستلزمات العيش بأسعار مناسبة
  26. إقامة المعرض الصناعي بتوقيت يُحدد سنوياً.
  27. زيادة عدد الأفران لتغطية حاجة المواطنين من الخبز وتحسين نوعيتها.
  28. العمل على حماية البيئة وإيجاد الحلول لمشاكل التلوث البيئية بكافة أشكالها.
  29. زيادة المساحات المشجّرة والأحزمة الخضراء في المناطق الجافة لمنع زحف التصحر إليها.

تقرير/ فهد الخلف