لكل السوريين

في الجولان السوري المحتل.. الاحتلال يبدأ بتنفيذ مشروعه المدمر

تشير الأنباء الواردة من الجولان إلى أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ بتنفيذ مشروع التوربينات الهوائية لتوليد الكهرباء.

وهو المشروع الذي يشكل خطورة كبيرة على الأرض والسكان في هذا الجزء المحتل من سوريا، حيث يحاول العدو الإسرائيلي من خلاله، تشديد قبضته على الأرض، والتمهيد لتمدد استيطاني نحو مصادر الطاقة الجديدة.

إضافة إلى أنه يضرب القطاع الزراعي الذي يشكل مصدر رزق لمعظم أهالي الجولان،

ويفتك بصحة سكان المنطقة، من خلال تعرضهم للضجيج والوميض الناجم عن المراوح العملاقة، ويحاصر القرى المحيطة به ويحرمها من التمدد السكاني الطبيعي.

ومنذ البداية، يسوّق الاحتلال الإسرائيلي هذا المشروع، باعتباره مشروعاً حيوياً لإنتاج للطاقة النظيفة، في حين أنه يخفي خلفه مشاريع استيطانية عبر مصادرة الأراضي، وإقامة منشآت إسرائيلية عليها، ومحاصرة سكانها السوريين تمهيداً لتهجيرهم.

مراوح قاتلة

يقع مشروع المراوح العملاقة الإسرائيلي، في أراضي بلدات مجدل شمس ومسعدة وبقعاثا وعين قنية، ويهدف إلى إقامة 32 مروحة عملاقة لإنتاج الطاقة الكهربائية، يتراوح طول الواحدة منها بين 100 و200 متر.

وتحتاج هذه المراوح إلى قواعد إسمنتية ضخمة تمتد على مساحة 600 متر مربع، وإلى ألف طن من الإسمنت لكل واحدة منها.

ومن أجل تنفيذ هذا المشروع تعمل إسرائيل على مصادرة حوالي أربعة آلاف دونم من الأراضي الزراعية في هذه القرى، لإقامة المراوح وتثبيتها، وللمحطة الكهربائية التابعة للمشروع، ولمنشآت الصيانة والتخزين.

إضافة إلى الطرقات الداخلية في منطقة المشروع، وحاجته إلى طرقات خارجية واسعة، وهو ما يفرض شق طرق جديدة أو توسيع الطرق القديمة.

ومخاطر متعددة

وتكمن خطورة هذا المشروع في أن فترة العمل في بناء هذه التوربينات تمتد لسنوات، وتفرض تنقل آليات ضخمة من الأراضي المزمع استعمالها وإليها، وستلحق حركة هذه الآليات ضرراً كبيراً بالحقول الزراعية المجاورة، نظراً إلى ضخامتها وضخامة المعدات التي سيتم نقلها واستعمالها في البناء.

إضافة إلى الأضرار البيئية التي ستنتج عن عمل المراوح، وتتعلق بقتل الطيور والخفافيش التي تسهم في تلقيح الأشجار المثمرة، وتنظيف الأراضي الزراعية من الحشرات الضارة.

وعلى المستوى العمراني، يحاصر المشروع القرى المحيطة به ويمنعها من التمدد السكاني،  مثل قرية مجدل شمس المحاصرة من الشمال والشرق والغرب بحقول الألغام وخط وقف إطلاق النار، ويأتي هذا المشروع ليحاصرها من جهة الجنوب أيضاً.

تحركات شعبية لمقاومتها

في عام 2013 أقرت حكومة الاحتلال الإسرائيلي خطة المشروع، فتحرك الشارع الجولاني لمواجهته عبر المسار القانوني المتمثل برفع القضايا ضد الشركة الموكلة من الاحتلال.

وعندما قررت البدء بتنفيذه في الثالث شهر نيسان عام 2019 قام أبناء الجولان بالتصدي لها، عبر حملة “التحرك الشعبي دفاعاً عن الأرض”.

وأطلقوا حملة شعبية واسعة، بدأت بمسيرات واعتصامات تجاوز تأثيرها حدود الجولان إلى المجتمع الدولي الذي طالب بوقف هذا المشروع.

واستمرت الإضرابات والمظاهرات الرافضة له، وكان أكبرها في الرابع والعشرين من كانون الثاني الماضي، حيث تجمع أكثر من ألفي متظاهر ومتظاهرة من الجولانيين في مجدل شمس، للتعبير عن رفضهم للمشروع، وإعلان الحرم الاجتماعي والديني على كل من يشارك أو يساعد في بنائه من أبناء الجولان.