لكل السوريين

أزمة سد النهضة.. إثيوبيا تتعنت.. ومصر تحذّر.. والسودان يتحسب

أعلنت إثيوبيا أن عملية الملء الثانية لسد النهضة ستتم في موعدها خلال موسم الأمطار المقبل، وأبدت استعدادها لتبادل المعلومات عن عملية الملء مع مصر والسودان.

ودعا وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي إلى تبادل البيانات قبل بدء الملء الثاني لسد النهضة المتوقع ما بين تموز وآب المقبلين.

وفي رسالة موجهة إلى وزيري شؤون المياه في السودان ومصر، دعا الوزير الإثيوبي البلدين إلى ترشيح أشخاص من “مشغلي السدود”، لتبادل البيانات بين البلدان الثلاثة خلال اجتماع تستضيفه أديس أبابا في وقت لاحق.

ولكن مصر رفضت العرض الإثيوبي باعتباره “مخالفاً لمقررات القمم الإفريقية، التي عقدت حول ملف سد النهضة” وأكدت على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل السد.

كما رفضت السودان المقترح الإثيوبي، وقالت وزيرة خارجيتها إن أي تبادل للمعلومات بخصوص السد يجب أن يكون عبر اتفاق ملزم.

فشل جولة كينشاسا

وكانت مصر قد أعلنت عن فشل جولة المفاوضات الأخيرة التي عقدت في كينشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية حول سد النهضة، وحمّلت أديس أبابا المسؤولية الكاملة عن هذا الفشل، بسبب تعنتها وإصرارها على تنفيذ الملء الثاني للسد بغض النظر عن نتائج المفاوضات، وعن التوصل إلى اتفاق بين الأطراف، كما حمّلتها مسؤولية رفضها العودة لاستئناف المفاوضات.

وسبق للقاهرة أن وصفت مفاوضات كينشاسا بـ “الفرصة الأخيرة”، قبل أن تنتهي إلى الفشل.

وقال بيان صادر عن الخارجية المصرية، إن الجانب الإثيوبي تعنت ورفض العودة للمفاوضات، “وهو موقف معيق وسيؤدي إلى تعقيد أزمة سد النهضة وزيادة الاحتقان في المنطقة”.

وفي موقف مماثل حمّل السودان أديس أبابا مسؤولية فشل المفاوضات، وأشار وزير خارجيته إلى المخاطر الجسيمة التي قد تتعرض لها بلاده  إذا لم يتم اتفاق ملزم بين أطراف الأزمة.

مصر تحذر

حذّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من “عدم استقرار لا يمكن تصوره” قد تواجهه المنطقة بسبب التعنت الإثيوبي، وقال إنه “لن يسمح لأحد بأخذ قطرة واحدة من مياه مصر”.

وأشار إلى أنه من الأفضل ألا تصل الأمور إلى مرحلة المساس بمياه من مصر لأن “الخيارات كلها مفتوحة”، وأكد على أن “التعاون والاتفاق أفضل كثيرا من أي شيء آخر”.

وترى مصر، التي تعتمد على النيل في حوالي 97 في المئة من مياه الري والشرب، في السد تهديداً وجودياً لها، ويعرب السودان عن قلقه من أثر السد على تدفق المياه إلى أراضيه.

في  حين تعوّل إثيوبيا على السدّ في تعزيز قدرتها على توليد الكهرباء، ودفع عملية التنمية الاقتصادية فيها.

والسودان يتحسب

وفي السودان أشار رئيس الوزراء إلى أن سد النهضة الإثيوبي يشكل مخاطر حقيقية على بلاده إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن الملء والتشغيل،.

وشدد على أن المخاطر على السودان أكبر من إثيوبيا، التي يقع السد على حدودها، ومن مصر التي تبعد عنه آلاف الأميال.

ومن جانبه قال وزير الري السوداني في مؤتمر صحفي بالخرطوم إن كل الخيارات مفتوحة أمام بلاده، بما فيها العودة لمجلس الأمن، والاستعانة بكل الأصدقاء في الإقليم وخارجه.

وأكدت وزارة الري السودانية أنها ستحجز نحو 600 مليون متر مكعب من المياه، لـ “ضمان استمرار عمل مضخات المياه على النيل، وتلبية احتياجات مياه الشرب والزراعة”.

وأشارت الوزارة إلى أنها اتخذت هذا الإجراء “تحسبا من ملء إثيوبيا لخزان سد النهضة بطريقة أحادية في تموز المقبل”.

واشنطن مستعدة للمساعدة

من جهتها أكدت الولايات المتحدة على استعدادها لتقديم العون لإثيوبيا بهدف حل أزمة سد النهضة بطرق سلمية.

وجاء في بيان للبيت الأبيض أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان اتصل بنائب رئيس الوزراء الإثيوبي، وأكد له أهمية استمرار الحوار الإقليمي لحل النزاع المتعلق بسد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على مجرى نهر النيل.

وأبدى سوليفان استعداد بلاده لتقديم العون لإثيوبيا في حل هذه الأزمة.

واتفق الجانبان، حسب البيان، على أهمية الدعم الذي يقدمه الاتحاد الأفريقي للوصول إلى حل لأزمة السد، والنزاع الحدودي بين إثيوبيا والسودان.