حلب/ خالد الحسين
مع تصاعد الأحاديث عن تخفيف أو رفع العقوبات المفروضة على سوريا، يسود الشارع الحلبي شعور متزايد بالتفاؤل، مقرونًا بآمال واقعية تتعلق بإمكانية تحسين الظروف المعيشية، واستعادة النشاط الاقتصادي، وفتح الأبواب أمام المصالحة والانفتاح الداخلي.
في سوق الفرقان التقينا بـ أبو محمد، تاجر في الخمسينات من عمره، قال: “رفع العقوبات خطوة مهمة، بس بدها تترافق مع خطوات جوّا البلد. الناس تعبت من الانقسام. بدنا نعيش، بدنا خبز وسلام، مو بس تصريحات.”
ويؤكد أن أي تحسن اقتصادي سيكون منقوصًا ما لم يتم تعزيز التفاهم بين مختلف المكونات السورية، ودعم الإنتاج المحلي.
أما رغد، طالبة جامعية في كلية الطب، 24 سنة، تعبر عن تفاؤلها بلغة الجيل الشاب:
“كنا حاسين إنه العالم ناسينا، وهلأ في أمل إنو نرجع نندمج وننفتح على بعض، مو بس مع الخارج. المصالحة الوطنية لازم تكون أول خطوة.”
وتضيف أن الشباب السوري بحاجة إلى مساحة جديدة من الأمل، تترافق مع خطوات فعلية داخلية تشمل الإصلاح الإداري والانفتاح السياسي.
في حي الميدان، جلسنا مع الأستاذ سمير، معلم متقاعد، الذي يرى أن العقوبات لم تُجْدِ نفعًا سوى في مضاعفة معاناة الناس، لكنه يحذر من تحميل الخارج وحده مسؤولية الأزمات.
“صحيح إنه رفع العقوبات بيساعد، لكن إذا ما صارت مصالحة حقيقية داخل البلد، ما في شي رح يتغير. التغيير لازم يبدأ من الداخل.”
أما ليلى، صاحبة محل ألبسة صغيرة في العزيزية، فترى في الانفتاح الاقتصادي بداية جيدة، لكنها لا تخفي قلقها:
“رجعنا نشتري بضاعة، وفتحنا المحل، بس الناس بعدها خايفة تصرف. لازم يصير حوار داخلي، ويكون في وضوح للمستقبل، مشان الناس ترجع تثق.”
دعوات للحوار وتسوية الخلافات:
يتفق معظم من التقيناهم على أن رفع العقوبات قد يشكل بداية مرحلة جديدة، لكنهم يؤكدون أن مفتاح التحول الحقيقي يكمن في الداخل السوري، عبر تسوية الخلافات، والانفتاح على جميع الأطراف، بما يعزز الثقة الشعبية، ويعيد اللحمة الوطنية التي أنهكتها سنوات الحرب والانقسام.
ومع هذا التفاؤل الحذر، تبقى الأنظار مشدودة إلى ما ستسفر عنه المرحلة المقبلة، في انتظار أن تتحول التصريحات والقرارات إلى واقع ملموس يُنهي سنوات طويلة من الألم، ويفتح صفحة جديدة لسوريا وشعبها.