لكل السوريين

محافظة السويداء.. جماعات مسلحة تقوم بدور القاضي والجلّاد

السويداء/ لطفي توفيق 

أحيت مدينة شهبا الذكرى الأولى لانتفاضتها ضد العصابات المسلحة التي كانت تعيث فساداً بالمدينة وما حولها، وقام عدد من أهالي المدينة بزيارة مدافن الضحايا الذين سقطوا خلال مواجهة العصابات التي أدت إلى طرد الكثير من أفرادها ومتزعميها من المدينة.

واستهل المسؤول الروسي الجديد عن ملف المنطقة الجنوبية نشاطه بزيارة إلى دار الزعامة التقليدية في بلدة عرى، وتحدث عن ضرورة الوصول إلى تهدئة دائمة بالمنطقة، في حين لم تقدم روسيا أي حلول جديّة لحوادث التوتر التي شهدتها المنطقة الممتدة بين بصرى الشام والقريّا، بل قام المجتمع المحلي بدور كبير  للتهدئة عبر جهود زعماء المجتمع المحلي ووجهاء أهالي الجبل وحوران.

وقامت مجموعات مسلحة باقتحام المنازل والمحلات التجارية لإلقاء القبض على متهمين بحوادث قتل أو سرقة أو مخالفات أخرى، حسب زعم هذه المجموعات التي منحت نفسها دور القاضي والجلّاد.

وبين مؤيد لممارساتها في ظل حالة الفلتان الأمني الذي تشهده المحافظة، ومعارض لها على اعتبار أن هذا الأمر يفاقم حالة الفلتان، يتبخر شيئاً فشيئاً الحلم بأن يكون القانون فوق الجميع.

مداهمات جديدة

داهمت مجموعات محلية مسلحة منزلاً في بلدة المزرعة بريف المحافظة الغربي واشتبكت مع صاحبه مما أدى لإصابته برصاصة في كتفه، وحسب مصدر محلي تم اعتقال الجريح ونقله وتسليمه إلى جهة أمنية في دمشق.

ونشرت صور سيارة قالت إنه مسؤول عن سرقتها، وصور لوحات لسيارات مسروقة زعموا أنهم عثروا عليها داخل المنزل.

وفي مدينة السويداء، اقتحم مسلحون ملثمون متجراً في حي النهضة خلال ساعات الظهيرة، واختطفوا صاحبه ونقلوه إلى مكان مجهول.

وبعد ساعات على الحادثتين تداولت صفحات مقربة من تلك المجموعات أنباء تشير إلى أن أبناء مدينة السويداء ألقوا القبض على شخصين متهمين بحادثة قتل وقعت في العام الماضي.

ومنذ بضعة أشهر، برزت إلى الواجهة جماعات محلية مسلحة مدعومة من جهة أمنية توّلت مهام الضابطة العدلية في اعتقال وملاحقة المطلوبين، قيما يعتبر مخالفة واضحة للأنظمة والقوانين.

انتفاضة شهبا

وكانت مدينة شهبا شمال السويداء قد شهدت العام الماضي انتفاضة شعبية ساهمت بها مختلف عائلات المدينة ضد عصابات الخطف والقتل والسطو التي تعمل تحت غطاء أمني، وهاجمت مجموعة منازل لزعماء تلك العصابات وأحرقتها.

ورفضت أي وساطة اجتماعية أو رسمية واعتبرت أي تدخل لا يعرّي عصابات الخطف والسلب والقتل في المدينة هو تستر على المجرمين.

ودعت جميع أقرباء المتهمين بعمليات القتل والخطف إلى إعلان التبرؤ منهم، ورفع الغطاء الاجتماعي عن كل من يقوم بأفعال منافية للعرف والقانون، ويخرج عن عادات وقيم المحافظة.

وأعلن معظم أهالي المحافظة تضامنهم مع انتفاضة مدينة شهبا، وحذروا أفراد العصابات من الدخول إلى قراهم بعد طردهم من شهبا، وكل من يساندهم أو يتستر عليهم، وطالبوا بالمباشرة في تخليص كل مناطق المحافظة من العصابات.