لكل السوريين

ياسر السليمان” تركيا تتخبط وتخسر حلفائها ، والسوريين في مناطق سيطرتها عانوا من سياسة القمع ، وأرهقتهم العنصرية الأردوغانية”

حاوره/ أحمد سلامة 

أكد ياسر سليمان نائب الرئاسة المشتركة للمجلس العام للإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية، أن تركيا تتخبط وتخسر يوما بعد أخر حلفائها، وحتى السوريين الذين يقيمون في مناطق ما يسمى نبع السلام قد أرهقتهم السياسة التركية في إيجاد حل للمأساة التي يعيشونها، وان مكاسبها كانت على جثث السوريين، واستهداف للمدنيين في إدلب ضمن سياسة التنازلات التي تنتهجها في المناطق التي تسيطر عليها، وذلك من خلال لقاء لصحيفتنا مع نائب الرئاسة المشتركة للمجلس العام للإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية ياسر السليمان، بأن الروس تسعى لتعميق الألآم السوريين ، ودول قمة طهران  هي من الدول التي تعرقل الحل السلمي والسياسي في سورية، حيث جاء نص الحوار كما يلي:

_هل يعتبر فشل  سياسة أردوغان  في شمال شرق  سورية ، انعكست في كردستان العراق؟

بالطبع لأن فشل  أردوغان  زعيم حزب العدالة والتنمية التركي، في الحصول على ضوء أخضر من قبل روسيا وإيران وكذلك معارضة أمريكيا لأي عملية محتملة على مناطق شمال وشرق سورية، كل هذا أدى إلى إلى اضطراب أردوغان وتخبطه، حيث أراد ان يصدر الازمة الداخلية التي يعيشها إلى الخارج، وهو له اجندات انتقامية تتجاوز سورية ومناطق شمال وشرق سورية إلى العراق وليبيا وأرمينيا، فهو يتزعم مجموعة سلطوية تبحث انتصارات ولو كانت وهمية، خارج تركيا لكي تصدر الازمة من أجل كسب معركة انتخابية مرتقبة، فلذلك لابد أن تنعكس تصرفاته المتخبطة والعشوائية على إيذاء دول الجوار ومنها دولة العراق وبلا شك إقليم كردستان.

_ ما وقع في إقليم كردستان هو ترجمة سياسية للفشل التركي في قمة طهران ما مدى تأثير ذلك على السياسة التركية؟

بعد فشل القمة الثلاثية بين تركيا وإيران وروسيا واصطدام المصالح التركية بفيتو روسي إيراني، وكذلك أمريكيا خارج القمة ، لابد أن ينعكس هذا على سياسة أر دوغان التوسعية، فأصبحت سياسته خبط عشواء يبحث عن انتصارات يقصف المدنيين الأمنيين في كل مكان، في سورية والعراق أينما أستطاع أن يضرب أينما استطاع أن يفرق عقده النفسية، ولاشك سوف تنعكس تلك الضربات التي تستهدف المدنيين سلبا على تركيا، لأنها تخسر كل حلفائها في المنطقة بسبب السياسة العشوائية التي ينتهجه زعيم حزب العدالة والتنمية الاخواني أرد وغان، وسوف نلاحظ  اضطرابا في السياسة التركية على المدى القريب، سوف تتوسع دائرة المعارضة داخل تركيا اتجاه ارد وغان وحزبه، لأنه خنق الأتراك وأدى لتدهور الاقتصاد التركي بسبب تسلط أقربائه على مفاصل الدولة التركية، مما أوجد شرخا بين الحزب الحاكم من جهة والمواطنين الذين يعانون من التبعات السياسية والاقتصادية نتيجة سياسة أرد وغان.

_هل يمكن لجريمة زاخو أن تربط مصير شعوب الشرق الاوسط في سورية والعراق؟

ستوثر سلبا ضربة زاخو على العلاقات المبنية بين العراق وتركيا،  وكذلك ليست شعوب الشرق الأوسط ببعيدة عن التداعيات السلبية من نتائج هذه الضربات وغيرها، لان شعوب المنطقة عانت من تبعات الحرب السورية وغيرها، فهذه الشعوب مصيرها مشترك وعليها ان تبحث عن حلول سلمية لما يجري فيها، بينما تعبث دولة الاحتلال التركي بأمن  المنطقة، ولاشك بأن الضربات تؤكد لجميع شعوب المنطقة  أنهم ليسوا بعيدين عن هذه الهجمات العدوانية التركية، وبالنسبة للأكراد لا يفرق أرد وغان ما بين كرديا وأخر سواء في مناطق الادارة الذاتية أو في اقليم كردستان، وايضا اردوغان يعادي الأرمن  والعرب ويمارس السياسة العنصرية، حيث صدر إعلان في إحدى المنتجات التركية بالغة العربية شنت حرب همجية  عبر منصات التواصل الاجتماعي على المنتجع والادارة  التي صدرت المنتج ، فالحزب الذي يتزعم الحكم في تركيا هو حزب دكتاتوري وسلطوي ن ويحاول التوسع على حساب كرامة الشعوب الأخرى.

_المقاومة الشعبية والحرب  الثورية المجتمعية ما مدى تأثيرها في التصدي للعدوان التركي؟

لا نستطيع أن ننكر أن دولة الاحتلال التركي تمتلك عناصر القوة، من جيش كبير ضخم في العدة والعتاد ة، وكذلك  تمتلك الطيران المسير وهي دولة مهمة في حلف الناتو، ولكن لن نقف مكتوفي الأيدي أمام  أي اعتداءات على مناطق شمال وشرق سورية على وجه الخصوص وسورية بشكل عام، لا خيار لنا سوى المقاومة الثورية الشعبية، لأننا أن لم نقاوم الاحتلال فلا وجود لنا، فوجود الشعوب يرتبط بمدى قدرته على التصدي للعدوان ومدى مقامته، وبذل قصارى جهوده في سبيل الانتصار على الهجمات الشرسة التي تشن باستمرار على مناطقنا، ومناطقنا تتعرض بشكل يومي من الاعتداءات من الطيران المسير، وقصف مدفعي، وشتى صنوف الأسلحة الثقيلة، والتي تستهدف البنى التحتية والمستشفيات والمدارس ومحطات الكهرباء والماء، وكذلك الطرقات والمدنيين، فلذلك نحن تعد العدة لمقاومة الاحتلال بشتى صنوفه، ونعمل على احتواء الازمة والحيلولة دون حرب، وننتظر من دول التحالف الدولي أن تثقف إلى جانبا موقف ايجابيا للتصدي لأي عدوان محتمل، ولكن نعول على المقاومة الشعبية التي هي السبيل الأمثل لصد أي عدوان محتمل على مناطق شمال وشرق سورية، فلا حياة بدون المقاومة والتصدي للأعداء لانهم يحاولون طمس هويتنا وتاريخنا ، فنحن شعوب ومكونات شمال وشرق سورية  والشغب السوري بشكل عام لانقبل بهذا الإملاءات.

_وحدة الاراضي السورية وإعادة المهجرين وقرار 2254 ، كانت من محاور القمة الثلاثية في طهران ما مدى تطبيقها أو ترجمتها على أرض الواقع؟

القمة الثلاثية ودول القمة الثلاثية كلها متورطة في صنع معاناة الشعب السوري، ومكوناته الاصيلة هي جزء من المشكلة ، وهي بصفة أو بأخرى هي دول تحتل أجزاء من سورية، ووجودهم  ترتبط بإعادة المهجرين وإيجاد حل سلمي وجلوس جميع الأطراف على طاولة المفاوضات، كي نتوصل لحلول جذرية تنهي مأساة الشعب السوري، وتمهد لمحاسبة الذين ارتكبوا جرائم حرب بحق هذا الشعب، تمهيدا لعودة المهجرين واللاجئين، فلذلك تطبيق القرارات 2254وإعادة المهجرين ووحدة الاراضي السورية، لم نجد لها انعكاسات على أرض الواقع من مخرجات القمة ، ولكن الايجابية الوحيدة التي خرجت منها القمة هي منع تركيا من شن أي اعتداءات جديدة على الاراضي السورية، ولكن ما نزال نشاهد قصفا تركيا على الاراضي السورية بالمدفعية والطيران المسير وتجاوز ذلك القصف سورية لينتقل أيضا للعراق.

_هل الاجتماع الثلاثي التركي الإيراني الروسي ، استطاع  إيجاد حل سياسي للازمة السورية؟

ما يزال الحل السياسي بعيد المنال، ولا يمكن حصره في اجتماع، لابد ان تجلس الاطراف الفاعلة كلها على طاولة المفاوضات، وأن يجلس السورين على  طاولة المفاوضات من أجل الخروج بنتائج إيجابية تنهي معاناة السورين ، لايزال الطريق طويلا لقول ان الأطراف توصلت إلى حل  لمشكلة ومأساة السورين، الدول المجتمعة كانت جزء ولاتزال من الدول المعرقلة لإيجاد حلول سلمية في سورية، فلم ترقى مخرجات اجتماعاتها إلى حلول مصيرية للازمة السورية ، وحل سياسي دائم يسمح بإعادة إعمار سورية وعودة أبنائها  إليها.