لكل السوريين

بعد انقطاع دام 10 أعوام.. السمسم يعود لأراضي ريف الحسكة الزراعية

الحسكة ـ عاد مزارعون بريف مدينة الشدادي شمال شرقي سوريا، إلى زراعة السمسم على سرير نهر الخابور بعد توقف دام أكثر من عشر سنوات.

وأثّرت سنوات الحرب التي مرّت بها البلاد والجفاف وشحّ كميات المياه في الخابور الذي يُعدُّ الشريان الحيوي للمنطقة إلى توقف زراعة السمسم.

لكن ارتفاع معدل الأمطار خلال السنوات الثلاثة الماضية أدى إلى إنعاش الأرض ومعها آمال الفلاحين بتكرار مواسم وافرة خاصةً مع ارتفاع منسوب المياه بسد حسكة الجنوبي.

وقال المزارع علي الصالح (35 عاماً)، من سكان ريف الشدادي، إن الحركة الزراعية تعود إلى المنطقة “بعد فتح بوابة سد حسكة الجنوبي المغذّي لريف حسكة وصولاً إلى دير الزور.”

وأضاف أن ذلك يحدث بعد توقف دام أكثر من عشر سنوات على زراعة السمسم، “بسبب الجفاف وشحّ مياه الخابور وسنين الحرب التي مرّت بها المنطقة.”

وأشار إلى أن تغذية المنطقة بالمياه من سد حسكة شجع المزارعين على إعادة زراعة أراضيهم بالسمسم وغيرها من الزراعات الصيفية.

وأوضح أنه قام بزراعة أرضه على سرير نهر الخابور، والتي تبلغ مساحتها /20/ دونماً بالسمسم، “لقله تكاليفه من حيث الأسمدة أو المبيدات الحشرية.”

ويعتبر السمسم من المحاصيل الزيتية الهامة، حيث تتم زراعته في أرياف دير الزور والرقة وحسكة سقياً. وعادةً ما تتم زراعته بطريقة يدوية، يقوم خلالها المزارع بغمس بذار السمسم في التربة بيديه إلى عمق معين.

وقال المزارع عايد الحسن (40 عاماً)، من ريف الشدادي، إن توفر المياه خلال موسم الصيف دفع غالبية المزارعين إلى زراعة السمسم، “بالرغم من عدم توفر الدعم للقطاع الزراعي.”

وأضاف “الحسين” أن هناك مؤشرات تدلُّ على أن هذا الموسم سيكون موسماً مبشراً بالخير للمزارعين، وفق تعبيره.

وأشار المزارع إلى وجود حاجة لتوفير مزيد من الدعم للمزارعين وللقطاع الزراعي “من خلال تقديم التسهيلات للمزارعين ومدهم بالأسمدة والمحروقات.”

ويرافق موسم حصاد السمسم طقوس وعادات اجتماعية تعكس حالة من التعاون والألفة بين أفراد العائلة والأصدقاء.

وقال عبد الحميد محمد، من لجنة الزراعة بالشدادي، إن المساحات التي تم زراعتها بمحصول السمسم “بلغت نحو /3500/ دونماً على سرير نهر الخابور.”

وأضاف أن ما شجع المزارعين على زراعة أراضيهم بعد التوقف عن زراعتها لسنوات طويلة، “هو توفر كميات المياه من السد الجنوبي لحسكة.”

وأوضح أنه يتم فتح بوابات السد لتغذية نهر الخابور بين الحين والآخر وفق جدول زمني معين. وأشار” محمد” إلى أن الدعم يقتصر على “التنظيم ومدِّ المزارعين بمادة المازوت لتشغيل المحركات الزراعية.”

وقال إنهم سيعملون خلال المواسم القادمة على توفير المزيد من الدعم والعمل على تقوية القطاع الزراعي.”

وتراجعت الزراعة الصيفية والشتوية بريف مدينة الشدادي بنسبة كبيرة خلال سنوات الحرب، ما دفع الكثير من السكان إلى العزوف عن الزراعة بصورة عامة.

وكالات