لكل السوريين

في درعا والسويداء.. الناس تلهث خلف الرغيف

السوري/ درعا ـ السويداء ـ شهدت محافظة درعا مؤخراً غياب رغيف الخبز في الكثير من مدنها وبلداتها، حيث توقفت معظم المخابز فيها عن العمل بسبب عدم توافر مادّة الطحين، فيما أنتجت بعض الأفران في بعض القرى والبلدات الأخرى ما يقارب نصف الكمية التي تصنعها عادة، وتم بيعها لعدد قليل من المواطنين، وبقي القسم الآخر دون خبز.

ووجه العديد من أهالي المحافظة اللوم لأصحاب المخابز، معتبرين أن النقص يحدث بسبب بيع كميات من الطحين المخصصة لهذه المخابز.

وكان مدير المؤسسة السورية للمخابز، قد أكد قبل أيام توافر مستلزمات صناعة الرغيف كافة من طحين وخميرة ومحروقات، وأرجع سبب الازدحام على الأفران إلى “زيادة الطلب من قبل المواطنين”، وأعطال الأفران بعد تشغيلها بالطاقة القصوى.

زيادة الطلب

ومن الطبيعي أن يزداد الطلب على رغيف الخبز في درعا، وفي سوريا، فهو القوت الأساسي للناس في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار المواد التموينية الأخرى، ومع ذلك، يعاني المواطنون من نقص شديد بكمياته، وفي حال وجوده يتطلب الحصول عليه جهوداً مضنية، وهو ما دفع الكثيرين إلى التساؤل: أين قمح حوران الذي تم تسليمه لمؤسسات الدولة!.

وما سبب انقطاع الخبز اليوم، وقلة كمياته في الأيام الماضية!.

ولماذا يتواجد الخبز، وتتحسن نوعيته عند زيارة أحد المسؤولين للفرن، ويعود إلى حالته المتردية في اليوم التالي للزيارة!.

لماذا يوجد الخبز هنا!

وفي السويداء صار نقص الخبز عادة مألوفة حيث يعاني معظم المواطنين في المحافظة من الوقوف المتكرر، ولساعات طويلة، في طابور طويل أمام الأفران، للحصول على ربطة خبز، ويفوز بعضهم بها، بينما يتوجه البعض الآخر إلى المحال التجارية أو الأكشاك لشرائها بسعر 200 ل.س، فيتساءل هؤلاء بسحرية ومرارة، لماذا يوجد الخبز هنا، ولا يوجد في الفرن!!.

وفي ريف السويداء الشمالي، يشتكي المواطنون من قلة الخبز الذي يصل إلى قراهم، وسوء نوعيته، ويؤكد بعضهم أنه غير قابل للاستهلاك البشري.

ويحمل الموزعون الأفران مسؤولية نقص كميات الخبز ورداءة صناعته. وتحمل الأفران الموزعين المسؤولية عن طريقة نقل الخبز، وطريقة توزيعه. وأحياناً تضع الأفران اللوم على كمية الطحين المخصصة لها، ونوعيته. ويبقى المواطن في دوامة غياب الرغيف، وتوزيع المسؤوليات.

الأفران تتلاعب بالمعتمدين

وفي معظم قرى الريف الغربي في المحافظة يعاني المواطنون من تأخير وصول وتوزيع مخصصاتهم من الخبز، والنقض في كمياتها حال وصولها، حيث يأتيهم الخبز من أفران البلدات المجاورة، ولا يوجد موعد محدد لاستلام المعتمد المسؤول عن توزيع الخبز المخصص لهذه القرى، من هذه الأفران، حيث يصل الخبز إلى هذه قرى الساعة 9 صباحاً، وأحياناً في الساعة 12 ظهراً، وأحياناً لا يصل أبداً، حسب أحد الأهالي الذي يحمل مسؤولية المشكلة للأفران التي تتلاعب بدور المعتمدين للحصول على مخصصاتهم.

تقرير/ لطفي توفيق