لكل السوريين

محافظة السويداء.. تحول حوادث الخطف من الكم إلى النوع

السويداء/ لطفي توفيق

تراجعت حوادث الخطف بشكل ملحوظ في محافظة السويداء منذ مطلع العام الحالي واقتصرت في الشهر الأول والثاني منه على اختطاف أربعة مدنيين لا يزال واحد منهم مجهول المصير.

وشهدت المحافظة خطف ثلاثة أشخاص خلال شهر كانون الثاني الماضي، حيث خطفت عصابة مسلحة شخصين بعد استدراجهما من محافظة حلب، عبر إعلانات مزورة على فيس بوك، ثم أطلقت سراحهما مقابل فدية مالية.

كما اختطف مسلحون أحد أبناء قرية القصر شمال شرقي السويداء، واطلقوا سراحه بعد يوم واحد دون فدية.

وخلال شهر شباط، تعرض شخص من عشائر الجولان يقيم في دمشق للاختطاف بظروف غامضة بعدما توجه إلى مدينة شهبا شمال السويداء، دون أن يبلغ عائلته عن سبب ذهابه، ورجّح أقاربه أنه اختطف طمعاً بالفدية.

في حين تعرض خمسة شبان من أبناء المحافظة للاختطاف في ريف حمص، أثناء محاولتهم السفر إلى لبنان بطريقة غير شرعية، وتم الإفراج عنهم بعد دفع فدية مالية.

تحرير مختطف

بعد أكثر من شهر على اختطافه، تم إطلاق سراح مسؤول المحروقات في مؤسسة مياه السويداء، ورغم نفي المقربين منه دفع فدية، وعدم إفصاحهم عن تفاصيل إطلاق سراحه، أكدت مصادر خاصة أن الجهة الخاطفة تسلمت فدية مالية قدرها خمسين مليون ليرة بعد مفاوضات وعمليات ابتزاز طويلة تعرضت لها عائلته.

وكانت عائلته ترفض دفع الفدية للعصابة، وتعقد الأمل على أن تقدم الاجهزة الأمنية المساعدة لتحريره، ولكن دور الأجهزة اقتصر على تحديد أماكن الاتصال والتغطية، وتقديم الوعود بالعمل على إطلاق سراحه، دون القيام بأي دور فعلي لتحريره.

مما اضطر عائلته لدفع الفدية المطلوبة للعصابة الخاطفة، وإعادة المختطف إلى منزله بوضع صحي سيء نتيجة ظروف احتجازه القاسية.

وينتمي مسؤول المحروقات الذي اختطف من أمام منزله شهر آذار الماضي، إلى أسرة ميسورة مادياً وهو ما شكل الدافع الأبرز لخطفه.

والجرائم مستمرة

رغم تراجع حوادث الخطف بشكل ملحوظ، والحديث عن توقيف عشرات المطلوبين منذ بداية العام الحالي، ومغادرة أكثر من عشرين من أخطر متزعمي العصابات إلى خارج الأراضي السورية أواخر العام الفائت، لم تتحسن الحالة الامنية بالسويداء ومازال الكثير من المتورطين في تلك الجرائم لم يغادروا البلاد، ويتحركون بحرية.

وماتزال أسباب انتشار الجريمة موجودة بسبب تراخي الجهات المعنية بمكافحتها، وضعف دور  السلطة القضائية، والانتشار العشوائي للسلاح والمخدرات، فضلاً عن الأوضاع المعيشية المتدهورة.

وتشير حادثة اختطاف وإطلاق سراح مسؤول المحروقات إلى أن العصابات أصبحت تقوم بعمليات نوعية وتحدد أهدافها بدقة للحصول على المزيد من الأموال، خصوصاً أن الحملة الأمنية الأخيرة التي ترافقت مع قدوم تعزيزات كبيرة من دمشق، لم توقف متزعمي العصابات البارزة في السويداء.