حماة/ جمانة الخالد
تراجع إنتاج القمح في سوريا يعزى بشكل كبير إلى الجفاف الذي تشهده البلاد. أدى الجفاف إلى تضرر كبير في المساحات المزروعة بالقمح، مما أثر على المحصول بشكل ملحوظ.
يعاني القمح في سوريا من تراجع كبير في الإنتاج بسبب نقص المياه، مما أدى إلى خسائر فادحة في المحاصيل. تشير بعض التقديرات إلى أن نسبة التراجع قد تصل إلى 75% من الإنتاج المحلي للقمح، مما يهدد الأمن الغذائي في البلاد.
الجفاف يؤثر بشكل خاص على المناطق التي تعتمد على مياه الأمطار في الزراعة، حيث تضررت المساحات البعلية بشكل كبير.
تراجع إنتاج القمح يفاقم من أزمة الغذاء في سوريا، حيث يعتبر القمح من المحاصيل الاستراتيجية والأساسية لسد احتياجات السكان. اضطرت الحكومة السورية إلى فتح باب الاستيراد لتغطية النقص في القمح بسبب الجفاف، مما يعكس خطورة الوضع.
وسجّل مزارعو منطقة الغاب في ريف حماة الغربي أسوأ موسم لزراعة القمح منذ خمسة عقود، نتيجة لانحباس الأمطار في فترة حرجة من مراحل نمو المحاصيل الشتوية، ما أدى إلى تراجع غير مسبوق في الإنتاج وأوقع العديد من الفلاحين في دوامة الديون والعجز المالي.
ووفقاً لما أفاد به عدد من الفلاحين، فقد انخفضت كميات الإنتاج هذا العام إلى مستويات غير مألوفة في الأراضي البعلية، إذ لم يتجاوز محصول بعض الحقول 30 كيلوغراماً في الدونم الواحد، رغم أن الغاب تُعدّ من مناطق الاستقرار الأولى من حيث المعدلات المطرية.
وقال مزارعون، إن هذا الموسم لم يشهد له مثيلاً من حيث ضعف الإنتاج، مؤكدين أن المردودية تراجعت إلى أقل من 100 كيلوغرام في كثير من الحقول، وهو رقم لا يكفي لتغطية نفقات البذار أو الأسمدة.
وأضافوا: “الكارثة ليست فقط في الخسارة المباشرة، بل في تراكم الديون لصالح الجمعيات الفلاحية والمصرف الزراعي، وعدم القدرة على تأمين نفقات المعيشة اليومية”.
أما آخرون فقد أوضحوا أن إنتاج 11 دونماً من حبة البركة لم يتجاوز 223 كيلوغراماً، ليبقى منها بعد التنظيف نحو 105 كيلوغرامات فقط، وهو رقم لا يغطي حتى أجور العمال الذين حصدوا المحصول يدوياً، لافتين إلى أن خسائره في محاصيل حبة البركة والكزبرة تخطت حاجز 20 مليون ليرة، نتيجة لشح المياه خلال مراحل الإزهار.
وتراوح الإنتاج في الحقول غير المروية بين 30 و200 كيلوغرام في الدونم، وهي نسبة متدنية مقارنةً بالمواسم السابقة، لكن الحقول المروية حافظت نسبياً على مردودية جيدة تراوحت بين 300 و500 كيلوغرام للدونم، بفضل توفر مصادر مياه الري.
ولم يقتصر الضرر على القمح فقط، بل شمل معظم المحاصيل الشتوية كالحمص واليانسون وحبة البركة، التي عانت أيضاً من ضعف الإنتاج بسبب الجفاف ونقص التغذية المائية في مراحل النمو الأساسية.
وبحسب الأرقام الرسمية، بلغت المساحة المزروعة بالقمح في منطقة الغاب هذا الموسم نحو 52,541 هكتاراً، في حين خرجت حوالي 7,782 هكتاراً منها بالكامل من دائرة الإنتاج نتيجة لانعدام الأمطار، وهو ما يسلط الضوء على التحديات البيئية والمناخية المتصاعدة التي تهدد الأمن الغذائي للفلاحين والمجتمع المحلي في المنطقة.
ودفعت موجة الجفاف وتراجع الإنتاج الزراعي في محافظة حماة الجهات المعنية إلى فتح صمامات سد الرستن للمرة الثانية هذا العام، بهدف دعم الفلاحين المتضررين وتوفير مياه الري للمساحات المهددة بالخروج من دائرة الإنتاج، وذلك على الرغم من العجز المائي الحاد الذي تعانيه بحيرة السد.