لكل السوريين

عادة أم إدمان.. التدخين؛ أضراره وطرق الإقلاع عنه

حاوره/ مجد محمد

تحتفل منظمة الصحة العالمية وشركاؤها باليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ في ٣١ أيار/ مايو من كل عام، وتسلط الضوء في هذه المناسبة على المخاطر الصحية المرتبطة بتعاطي التبغ ودعم السياسات الفعالة لخفض استهلاكه، والهدف من هذا اليوم هو متابعة رفع الوعي حول منتجات التدخين والأضرار التي تسببها للبيئة، إلى جانب ذلك القيام بالأنشطة لتشجيع الإقلاع عن التدخين في صفوف السكان وإحداث تغيير في الأمور المتعارف عليها، المواقف والسلوكيات في صفوف أبناء الشبيبة وصغار السن الذين ينتمون لفئات معرضة للخطر بشأن التدخين ومنتجاته، وأن أضرار التدخين شديدة وتحصد كل سنة أرواح حوالي ٨ ملايين رجل وامرأة، و٤٠٠ الف من بينهم نتيجة التدخين السلبي، وشعار اليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ في هذا العام يأتي تحت وسم TobaccoExposed# بمعنى التبغ المكشوف، وبهذا سيتيح اليوم العالمي للامتناع عن التدخين ٢٠٢٤ منبراً للشباب حول العالم يحثون منه الحكومات على حمايتهم من أساليب التسويق المخادعة الشرسة التي تمارسها صناعة التبغ، فهذه الصناعة تستهدف الشباب لتحقيق أرباح مدى الحياة من خلال إنشاء موجة جديدة من الإدمان.

وللحديث عن هذا الموضوع، عقدت صحيفتنا حواراً مطولاً مع الطبيب مناف مطر، ودار الحوار التالي:

*دكتور مناف مرحباً بك بداية، ما هو تعريف التدخين بشكل عام؟

أهلاً وسهلاً بك، يعرف التدخين بأنه عملية استنشاق الأبخرة الناتجة عن حرق بعض أنواع المواد النباتية، مثل التبغ، أو المعسل، أو الحشيش، إلا أن التبغ هو المتعارف عليه عادة، ويتم ذلك باستخدام بعض الأدوات مثل السيجارة أو الغليون أو الأركيلة، ويشار إلى أن التبغ يحتوي على مادة النيكوتين التي تسبب الإدمان ويمكن أن يكون لها تأثيرات نفسية محفزة ومهدئة، وهذا ما يجعل العديد من الناس يدمنون على التدخين رغم أضراره العديدة على صحتهم، ورغم أنه مرفوض في العديد من المجتمعات والديانات.

*ما هو تأثير التدخين على صحة الإنسان؟

تأثيرات كثيرة جداً، التدخين يسبب الإدمان، ويعتبر واحداً من أكثر أسباب الوفاة والمرض تدميراً في العالم، فقد قدرت منظمة الصحة العالمية (WHO) أنه كان هناك ما يقرب من ٤ ملايين حالة وفاة بسبب التبغ سنوياً في جميع أنحاء العالم في أواخر التسعينيات، ووصل التقدير إلى ٦ ملايين في عام ٢٠١١، يضر التدخين بكل أعضاء الجسم تقريباً ويؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض، إذا يعيش أكثر من ٤٠٠ مليون شخص في العالم مع مرض يسببه التدخين، ويسبب التدخين السرطان وأمراض القلب والسكتة الدماغية، ويسبب التدخين كذلك مرض السكري، وأمراض الرئة ومنها مرض الانسداد الرئوي المزمن، والذي يشمل انتفاخ الرئة، والتهاب الشعب الهوائية المزمن، ويزيد التدخين من خطر الإصابة بمرض السل وبعض أمراض العيون ومشاكل الجهاز المناعي، بما في ذلك مرض التهاب المفاصل الروماتويدي، والتأثير على الجلد وإمكانية إصابته بالسرطان الذي يسمى الخلايا الحرشفية، وإصابة الأظافر بالفطريات، وكذلك زيادة تساقط الشعر، واحتمالية الصلع، والتعرض للشيب المبكر وزيادة خطر إصابة الفم والحنجرة، والتعرض لسرطان المريء، وأيضاً احتمالية الإصابة بمقاومة الأنسولين، وهذا يعرض المدخن لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، والتقليل من الأداء الجنسي للرجال، وخفض مستويات الهرمونات الجنسية لدى الرجال والنساء.

*ما هو التدخين السلبي؟

التدخين السلبي هو عملية استنشاق الدخان الناتج عن تدخين شخص آخر، فمثلاً عند جلوس طفل بجانب والده المدخن فإنه يستنشق الدخان الناتج عن سيجارة والده وبهذا فهو يتأثر بآثار التدخين السلبي، والتي تشمل زيادة خطر الإصابة بمتلازمة موت الرضع المفاجئ، والتهابات الجهاز التنفسي الحادة، وأمراض الأذن الوسطى، والربو، وأمراض الجهاز التنفسي، وتباطؤ نمو الرئة، هذا بالنسبة للأطفال، أما البالغين فإن التدخين السلبي يؤدي إلى احتمالية حدوث السكتة الدماغية لديهم، وسرطان الرئة، وأمراض القلب التاجية، وغيرها.

*يقال إنه هناك للتدخين فوائد، هل هذا الكلام صحيح؟

كلا، هناك بعض الدراسات المتناثرة هنا وهناك إلى أنه يوجد بعض الفوائد للتدخين، وبالرغم من ذلك فإن هذه الفوائد غير مثبتة بشكل علمي مؤكد، والآثار السلبية المعروفة للتدخين تطغى على تلك الفوائد حتى وإن كانت صحيحة، حيث إنه يمكن أن يعرض الشخص للكثير من الأخطار الصحية المؤكدة والجدية التي قد تشجع على تركه، مع العلم أنها لسيت خطراً على المدخن فقط ولكن على الآخرين ممن حوله أيضاً.

*ما هي الأسباب التي تحمل العالم على التدخين وجعلهم مدخنين؟

أسباب كثيرة جداً وسأذكر لك بعض منها، وأبرزها تأثير الأصدقاء، حيث يتعرض المراهقون عادة لضغوطات من قبل زملائهم تدفعهم للتدخين، حيث يدفعون بعضهم البعض نحو عدة ممارسات خاطئة لمجرد الاعتقاد بأنها تظهرهم بشكل أكثر جاذبية واجتماعية أمام أقرانهم، وتأثير الأبوين، حيث يؤثر الأبوان بشكل مباشر على الأبناء، فنمو طفل في بيت يدخن فيه أحد الأبوين أو كلاهما يتسبب في ارتفاع قابلية الطفل للتدخين مستقبلاً للضعف مقارنة بالأطفال الذين يعيشون مع أبوين غير مدخنين، وبالإضافة إلى ذلك فإن الآباء الذين يعتبرون التدخين سلوكاً مقبولاً حتّى لو لم يكونوا من المدخنين يمكن أن يدفعوا بذلك أبناءهم للتدخين، وكذلك التوتر والقلق، حيث يلجأ العديد من الناس للتدخين بهدف تخفيف القلق والتوتر، والبحث عن الاسترخاء ولو بشكل مؤقت، وبالرغم من أن التدخين يمكن أن يخفف من التوتر إلا أن النيكوتين داخل السجائر يسبب الإدمان، وأيضاً تأثير الإعلام، حيث يعتبر الإعلام من أكبر المؤثرات المتسببة بانتشار التدخين، فالإعلام صور المدخن بشكل مقبول على مدى السنين وفي مختلف بقاع العالم، حيث إن العديد من الإعلانات تظهر عدداً كبيراً من الممثلين في الأفلام وهم يدخنون، وغيرها العديد من الأسباب.

*دعنا نتحدث الآن عن أسباب صعوبة الإقلاع عن التدخين؟

يواجه الأشخاص الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين عدة صعوبات على شكل أعراض تتفاوت في درجة حدتها من شخص إلى آخر، ويجدر التشديد على أن هذه الصعوبات لا يمكن مقارنتها بالأخطار والأضرار التي يتسبب بها الاستمرار بالتدخين، ومن هذه الأعراض والصعوبات: الدوار، والاكتئاب اضطراب القلق، والشعور بالإحباط، والغضب، والانفعال والمزاج الحاد، والصداع، ومشكلات في النوم، وصعوبات في التركيز، وزيادة الوزن، وجفاف الحلق وسيلان الأنف.

*ختاماً، ما هي فوائد الإقلاع عن التدخين؟

فوائد عظيمة وكثيرة جداً، وأبرزها التخلص من آثار إدمان النيكوتين خلال شهر، وانخفاض احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية خلال ٢٤ ساعة، وانخفاض مستويات الكولسترول، وكذلك اتزان معدلات الهرمونات الجنسية ضمن حدودها الطبيعية، وتحسن الدورة الدموية ومستوى اللياقة البدنية خلال فترة تتراوح بين أسبوعين و١٢ أسبوع، وأيضاً تحسن حاستي التذوق والشم خلال ٢٨ ساعة، وارتفاع مستوى الأكسجين في الدم، وغيرها من الفوائد.