احتفلت أوكرانيا بعيد استقلالها دون تجمعات كبيرة في ظل تحذيرات رسمية من هجمات صاروخية مفاجئة، ومع تحذير المسؤولين الأميركيين من أن روسيا تستعد لشن هجمات صاروخية على مدن أوكرانية ومنشآت حكومية خلال الاحتفال بالعيد.
وأشارت معلومات استخباراتية أميركية إلى أن موسكو تستعد للرد على الهجمات الأوكرانية الأخيرة في الأراضي التي تسيطر عليها روسيا بشبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس الشرقية.
وتجمعت أعداد ضئيلة من السكان في الساحة المركزية في كييف على وقع صفارات إنذار دوت في العاصمة، حيث عرضت دبابات روسية مدمرة، وكان كثير من الآباء يحملون أبنائهم فوق الدبابات المدمرة.
وانتشرت في كل مكان من الأعلام الزرقاء والصفراء، إضافة إلى القمصان المزخرفة بعبارة “أنا أوكراني”، وهي رموز قومية يواجه بها الأوكرانيون إنكار بوتين لهويتهم المنفصلة ثقافياً عن روسيا.
وحيا زيلينسكي وزوجته الجنود الأوكرانيين الذين قتلوا في المعارك بالوقوف دقيقة صمت، ووضع أكاليل الزهور الملونة بلوني العلم الأوكراني على نصب تذكاري في وسط كييف.
زيلينسكي يحذّر
وكان الرئيس الأوكراني قد حذر من أن روسيا قد تتخذ خطوة استفزازية تتمثل في محاكمة الجنود الأوكرانيين “ضمن أقفاص” في الوقت الذي تحتفل فيه كييف بعيد استقلالها.
وحذر زيلينسكي من أنه “إذا تمت هذه المحكمة الدنيئة، وإذا تم جلب شعبنا إلى هذه البيئات في انتهاك لجميع الاتفاقيات، وجميع القواعد الدولية، سيكون هذا هو الخط الذي لا يمكن إجراء مفاوضات بعده”.
كما حذر من تصعيد روسي محتمل أثناء إحياء عيد الاستقلال، وقال في خطابه اليومي بالفيديو “يجب أن ندرك حقيقة أن روسيا قد تحاول هذا الأسبوع القيام بشيء سيء بشكل خاص.. لكن روسيا فعلت الشيء ذاته باستمرار كل أسبوع على مدار الأشهر الستة الماضية”.
وتعهّد بأن تواجه بلاده الغزو الروسي “حتى النهاية” وألا تقدّم “أي تنازل أو تسوية”.
وتزامن خطابه مع تصاعد التوترات بسبب هجمات يعتقد أنها أوكرانية على مواقع عسكرية روسية في شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها روسيا وعلى الأراضي الروسية القريبة من الحدود مع أوكرانيا.
قلق الأمم المتحدة
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من احتمال أن تحاكم روسيا أسرى حرب أوكرانيين بوضع مذل وذكر مكتب حقوق الإنسان التابع لها وجود تقارير تفيد بأن روسيا تخطط لمحاكمتهم داخل أقفاص في مدينة ماريوبول المحتلة.
وأشارت المتحدثة باسم المنظمة الدولية إلى جود أدلة على بناء أقفاص معدنية في قاعة حفلات بالمدينة سوف تستخدم “لتقييد أسرى الحرب أثناء الإجراءات الخاصة بالمحاكمات”.
وبدورها زعمت المخابرات الأوكرانية أن روسيا تخطط لإجراء محاكمات استعراضية لأسرى حرب أوكرانيين تم أسرهم أثناء الدفاع عن المدينة قبل أن تسقط في أيدي القوات الروسية في أيار الماضي.
وأظهرت صور نشرتها السلطات الأوكرانية على وسائل التواصل الاجتماعي أقفاصاً معدنية يتم بناؤها على مسرح قاعة حفلات لوضع الأسرى فيها أثناء المحاكمات.
مساعدات غربية جديدة
بالتزامن مع احتفال أوكرانيا بعيد استقلالها أعلن الرئيس الأميركي عن مساعدات عسكرية بنحو ثلاثة مليارات دولار لدعم كييف في حربها مع روسيا.
وأوضح البيت الأبيض أن المساعدات العسكرية الجديدة ستتيح لأوكرانيا الحصول على أنظمة دفاع جوي وأنظمة مدفعية وذخائر وأنظمة جوية مضادة للطائرات المسيرة وأنظمة رادار، لضمان قدرتها على مواصلة الدفاع عن نفسها على المدى الطويل.
وتعد هذه أكبر حزمة من المساعدات العسكرية التي تقدمها واشنطن لكييف منذ بدء الحرب الروسية، وتأتي في وقت يحذر فيه مسؤولون أميركيون من أن روسيا تخطط لشن هجمات جديدة على البنية التحتية المدنية والمنشآت الحكومية الأوكرانية.
كما أعلن رئيس الوزراء البريطاني لدى وصوله إلى العاصمة الأوكرانية في زيارة لم يعلن عنها مسبقاً، عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا قيمتها 54 مليون جنيه إسترليني.
وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأوكراني “إن بريطانيا ستستمر في الوقوف إلى جانب أصدقائها الأوكرانيين”، ودعا إلى مقاومة أي محاولة لتطبيع العلاقات مع روسيا.