لكل السوريين

السويداء تجدّد احتجاجاتها.. وتسعى لجعلها أسبوعية

في محاولة لاستمرار الاحتجاجات، وتحت شعار “اذا جاعت الشعوب تحاسب حكامها”، نفّذ العشرات من أهالي السويداء وقفة احتجاجية صامتة في ساحة السير التي اشتهرت شعبياً باسم “ساحة الكرامة”، وسط المدينة.

ورفع المحتجون لافتات حملت شعارات مطلبية وسياسية تراوحت بين المطالبة بأبسط الحقوق المعيشية للمواطنين، وبين المطالبة بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254.

ومن أبرز ما كتب على اللافتات “نعم لسورية حرّة موحدة مستقلة.. لا للتجويع.. لا للتهجير.. حرية عدالة مساواة.. لا لقمع الحريات”.

ما يشير إلى تمازج الشعارات المطلبية والوطنية، ويؤكد على أنه لا يمكن فصل الفكر السياسي عن الجانب الاقتصادي والمعيشي لسكان المحافظة.

وكان بعض قادة الفصائل والمحتجين، قد التقوا سماحة الشيخ حمود الحناوي، أحد شيوخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز، وطالبوا بتوحيد الخطاب الديني، ووقوفه مع هموم الناس  والمطالبة بحقوقها.

وارتجل سماحة الشيخ كلمة خلال اللقاء جاء فيها “فيما تبقّى لي من أيام أعاهدكم وأعدكم بأنها ستكون معكم في طلباتكم الحقّة”.

احتجاجات مستمرة

وكان أهالي بلدة “امتان” بريف المحافظة الجنوبي، قد نفذوا في الساحة الرئيسية وسط البلدة، وقفة احتجاجية على تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية، وتنديداً بالسياسات الحكومية التي أدت لتدهور حاد في مختلف القطاعات الخدمية.

وأعلنوا تضامنهم مع الاحتجاجات التي شهدتها مدينة السويداء، ودعوا جميع السوريين في كل المحافظات للاحتجاج السلمي والمطالبة بالحقوق المشروعة لكل السوريين.

وتحت شعار “نريد وطناً دافئاً يحتضننا”، نظّمت مجموعة من الأهالي في بلدة “ملح” بريف السويداء الشرقي، وقفة احتجاجية جديدة للأسبوع الثاني على التوالي، حاملين لافتات تندد بتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية، ويطالبون فيها بأبسط حقوق الشعب.

وقررت المجموعة إقامة وقفة مماثلة كل يوم أحد، لدعم الحراك الذي تشهده مدينة السويداء، وللتأكيد على المطالب المحقّة للشعب السوري، في الوصول إلى حياة كريمة.

اتهامات مضللة

قوبلت احتجاجات السويداء بحملات إعلامية مضللة تهدف إلى تشويه هذا الحراك، والتحريض على قمع المحتجين والتعامل معهم بعنف، وعمد الإعلام الرسمي إلى وصف المتظاهرين بالخارجين عن القانون، وركّز على إبراز أعمال التخريب التي قام بها بعضهم، وتجاهل ما طرحوه من المطالب المشروعة التي جاءت نتيجة طبيعية لتراكم الأزمات الاقتصادية وتفاقمها، حيث يعاني سكان المحافظة من أزمات خانقة منذ عدة أشهر، ومن قطع الدعم الحكومي عن مئات الآلاف منهم، بحيث بات أكثر من تسعين بالمئة منهم تحت خط الفقر، ويعانون بشكل دائم من انقطاع شبه كلي للمحروقات والكهرباء، خاصة مع الأجواء الباردة في فصل الشتاء، وغياب شبه تام للخدمات العامة مما ساهم بشلل معظم نواحي الحياة فيها.

يذكر أن مساعي نشطاء المعارضة في السويداء، لتنظيم الاحتجاجات، والحفاظ على طابعها السلمي وتجنب الصدامات، خطوة في الاتجاه الصحيح، لقطع الطريق على من يفكر باستغلال حالة الغضب في الشارع، ولدحض الرواية الرسمية التي زعمت وقوف من وصفتهم بالخارجين عن القانون خلف الاحتجاجات.