لكل السوريين

الحصول على جواز سفر يخضع لموجات الغلاء في سوق اللاذقية

اللاذقية/ سلاف العلي 

 

أصبحت سمة مميزة وسمت الشباب في محافظة طرطوس وفي مختلف أنحاء سوريا وهي البحث عن أية فرصة أو أي سبب من أجل السفر والهجرة، وهذا ما يتطلب منهم الحصول على جواز سفر سوري ، ويجهزون التكلفة الرسمية التي أعلنت عنها مديرية الهجرة والجوازات, ليلاحظوا فيما بعد بعدم الالتزام بها.

 

وإن الأمر لا يعدو أن يكون حبرا على ورق جف قبل إعلانه ، ويصطدمون بواقع  الرشاوى والمحسوبيات، والابشع من كل ذلك هو مدة الانتظار للحصول عليه, والتي ستطول حكما عدة أشهر, رغم دفع المواطنين للمعلوم, والذي يمكن أن يتكرر كلما راجعهم المواطن ليسأل شو صار بجواز سفري, ويكون قد حل عليه غضب الموظفين بالهجرة, والذي سيدفع المواطن لتهدئة الأجواء, وإلا سيدوم الغضب وبالتالي , سيعلم الله متى سيحصل على جواز سفره.

 

نشير الى أن الهجرة والجوازات أعلنت رسميا بأن التكلفة المادية لجواز السفر السوري العادي تصل إلى 50 ألف ليرة سورية، لمن هم داخل سوريا إضافة إلى رسوم المصرف التجاري، بينما تبلغ تكلفة الجواز المستعجل 75 ألف ليرة، إضافة إلى الرسوم المضافة في المصرف.

 

وأما من هم خارج البلاد، فإن التكلفة المادية لجواز السفر العادي للمقيمين خارج البلاد تصل إلى 300 دولار أمريكي، وتكلفة جواز السفر المستعجل 800 دولار، وقد خصصت وزارة الداخلية منصة إلكترونية، تسمح للسوريين بالتقدم لطلب الحصول على جوازات سفر عبر الإنترنت، ولكنها تعمل بشكل سيء جدا، وهناك ضغط شديد عليها، في ظل سوء الانترنت في الداخل السوري، الأمر الذي دفع العديد من المقبلين على استخراج الجواز إلى دفع رشاوي لحجز مواعيد.

 

شاب خريج هندسة ميكانيكية هذا العام، أشار إلى انكم بإمكانكم سماع رأي وكلام الكثير من المواطنين، والذين سيعبرون عن انزعاجهم وتألمهم من سوء معاملة الموظفين والعناصر الشرطية على باب الهجرة والجوازات، وبإمكان أي مواطن ان يرى ذلك بالعين المجردة، ويكفي الزور والتزييف وبأن الأمور على أحسن ما يرام.

 

شاب خريج كلية التمريض من العام الماضي , وهو وحيد, وليس لديه خدمة عسكرية, ولم يستطيع تأمين عمل يليق به, ويمكن أن يساعده بتأمين مستقبله , ويستطع تأمين منزل ويتمكن من الزواج, وراسل من أجل تأمين فرصة عمل بالإمارات, ونال الموافقة على ذلك, ويحتاج الجواز بأسرع ما يمكن كي لا يفرط بفرصة عمل , وأعتذر عن ذكر أجرته الشهرية.

 

إلا أنه أكد لنا , بهذه الفرصة يستطيع أن يتمكن خلال سنوات قليلة من تأمين منزل, ويمكنه الزواج وتأسيس أسرة تستطيع العيش بشكل لائق, وأشار إلينا بانه يتم دفع مبالغ طائلة جدا لاستخراج جواز السفر، فالـ 50 ألف ليرة للجواز العادي و الـمستعجل 75 ألف ليرة, هذا كلام ضحك على اللحى و لا أحد يطبقه, وما يقوم بدفعه الشباب لاستخراج الجواز، يتجاوز المليون ليرة في معظم الأوقات.

 

بالرغم من أن مديرية الهجرة والجوازات أعلنت بأنهم خلال اليوم الواحد تقبل أعداد محددة تصل إلى ما يتراوح بين ال 700 إلى 800 شخص للدور العادي، في حين يصل عدد الجوازات التي تصدر شهريا إلى ما يقارب 10ألف جواز.

 

وأكدوا على وصول كمية من المواد الخام المطلوبة لطباعة جوازات السفر خلال فترة قريبة، الأمر الذي سيسهم في مضاعفة أعداد الجوازات الممنوحة للمواطنين، وبأنه نتيجة لازدياد الطلب للحصول على جوازات السفر وعدد المراجعين لمديرية الهجرة والجوازات، تم وضع آليات عمل جديدة بعد إنجاز التراكم الحاصل نتيجة لقلة المواد الخام الموردة.

 

يشار إلى أنّه مع استمرار سوء الأوضاع الحياتية والأحوال المعيشية في سورية يزداد معها بحث الشباب عن الهجرة. وهناك تزايد كبير في البحث عن الهجرة واستخراج الجوازات لأجل ذلك.