لكل السوريين

طوفان الأقصى.. تطور نوعي المقاومة الفلسطينية وفشل إسرائيلي غير مسبوق

أطلقت كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية حماس، عملية عسكرية غير مسبوقة أدت إلى مقتل مئات الإسرائيليين وجرح أكثر من 1590 وأسر العشرات من المدنيين والعسكريين الإسرائيليين.

وأطلقت المقاومة الفلسطينية رشقات صاروخية مكثفة باتجاه إسرائيل، قبل قيامها بالتسلل البري والبحري والجوي، لمهاجمة مواقع عسكرية وأمنية إسرائيلية.

ودوّت صفارات الإنذار في المدن والقرى الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة، إضافة إلى تل أبيب والقدس وأسدود وعسقلان.

وقال قائد كتائب القسام إن الضربة الأولى من العملية تجاوزت خمسة آلاف صاروخ وقذيفة استهدفت إسرائيل.

وأقرت وسائل إعلام إسرائيلية بأن حماس أسرت مئة إسرائيلي خلال الهجوم، في حين قالت حماس إن عدد الأسرى الإسرائيليين أضعاف ما يعتقد العدو.

وبالمقابل، أطلقت إسرائيل عملية “السيوف الحديدية” ضد قطاع غزة، وشنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات على مواقع عدة شمالي القطاع.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن العمليات العسكرية الإسرائيلية أسفرت عن استشهاد 256 فلسطينياً بينهم 20 طفلاً، وإصابة 788 بجروح مختلفة بينهم 121 طفلاً.

فشل إسرائيلي

اعترف المحلل السياسي الإسرائيلي إيلي نيسان بفشل بلاده في صد هجوم حماس، ووصفه بأنه “عملية مباغتة فاجأت الجيش الإسرائيلي وكل الأجهزة الأمنية في جنوب إسرائيل”.

وأشار إلى أن مسلحي حماس تمكنوا من اقتلاع أجزاء من الجدار الفاصل وتسللوا من خلاله بالمئات إلى داخل إسرائيل.

واعتبر نيسان أن ما جرى يمثل “إنجازاً لحركة حماس وفشلاً للمخابرات الإسرائيلية ولقائد المنطقة الجنوبية الذين لم يكونوا على دراية باستعدادات حماس للقيام بالعملية”.

وكتب محلل سياسي إسرائيلي آخر “لقد فوجئ جيش الدفاع الإسرائيلي، أقوى جيش في الشرق الأوسط وواحد من أكثر الجيوش احتراماً في العالم، بهجوم حماس على إسرائيل”.

وتمثل الفشل الإسرائيلي في أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بما فيها المخابرات الداخلية “شين بيت” والمخابرات الخارجية “الموساد”، وبالتعاون مع الجيش، كلها لم تتوقع هذا الهجوم.

ولدى توجيه الصحف للمسؤولين الإسرائيليين السؤال: كيف أخفقت المخابرات الإسرائيلية بكل ما تملكه من إمكانيات في رصد الاستعدادات لهذا الهجوم، كان ردهم “لا نعرف كيف حصل هذا الأمر.”

إسرائيل تتوعد

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن إعلان حالة الحرب يعني أن كل الخيارات أمام جيشه متاحة، وذكر أن الأولوية الآن هي تنفيذ عملية “السيوف الحديدية” التي أطلقتها إسرائيل للرد على حماس، ولكن الحرب على قطاع غزة ستستمر.

واستدعى وزير الدفاع الاسرائيلي جنود الاحتياط بشكل واسع “لأداء مهام مطلوبة في مجموعة متنوعة من الوحدات، وفقاً لاحتياجات الجيش الإسرائيلي” بحسب ما أعلنه مكتب الوزير.

وفي إطار استعداداته للحرب على غزة، يسعى نتنياهو إلى تشكيل حكومة وحدة ائتلافية، ويبحث مع زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق بيني وغانتس، مسألة تشكيل هذه الحكومة.

وقال لابيد إنه سيدعم تشكيل حكومة طوارئ مع رئيس الوزراء الحالي، وأشار إلى أن إسرائيل في حالة حرب، وحذّر من خطر تحوّلها إلى حرب متعددة الجبهات.

وأضاف أن حكومة الطوارئ “ستوضح لأعدائنا أن الأغلبية الساحقة من المواطنين الإسرائيليين يقفون خلف الجيش الإسرائيلي وهيئات الدفاع”.

وحسب الإعلام الإسرائيلي، أعرب لابيد وغانتس عن استعدادهما للانضمام إلى حكومة نتنياهو، لكن لابيد اشترط إقالة وزراء اليمين المتطرف بتسلئيل سموتريتش، وإيتامار بن غفير، في حين لم يشترط غانتس ذلك.

والمقاومة تستعد

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه في مواجهة إرهاب المستوطنين وقوات الاحتلال.

ودعت مجموعة “عرين الأسود” الذئاب المنفردة، والمسلحين الفلسطينيين إلى التحرك الفوري،

ودعت الفلسطينيين إلى الخروج في مسيرات عارمة في كل الميادين، تضامناً مع عملية طوفان الأقصى” ضد إسرائيل، وتحسباً لردود فعلها.

ودعا الحراك الشبابي في مدينة رام الله إلى التجمع والخروج في مسيرات لمساندة المقاومة الفلسطينية في مواجهتها مع العدو الإسرائيلي.

وكان القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، قد أعلن بدء جولة عسكرية ضد إسرائيل تحت اسم معركة طوفان الأقصى “رداً الجرائم الصهيونية بحق المقدسات والمعتقلين وعلى عمليات الاقتحام المتواصلة لمدن الضفة وبسبب استمرار الحصار على غزة”، وأكد على أن الحركة “ستواصل الدفاع عن الشعب الفلسطيني في ظل أي عدوان صهيوني رداً على عملية اليوم”.

وفي مؤشر واضح على استعداد المقاومة للرد على أي عدوان إسرائيلي متوقع على غزة بعد عملية طوفان الأقصى، قال الضيف “لن نتردد في مفاجأة إسرائيل بطريقة الرد كما فاجأناها في الضربة الأولى”.

ومع أنه من المبكر معرفة حجم الكارثة الإسرائيلية نتيجة عملية طوفان الأقصى وتداعياتها المستقبلية، ولكنها تمثل أكبر فشل عسكري واستخباراتي للكيان الإسرائيلي منذ قيامه على الأرض الفلسطينية عام 1948، وأحلك أيام الكيان منذ حرب تشرين عام 1973، التي وقعت يوم عيد الغفران اليهودي أيضاً.

ومن المبكر أيضاً معرفة السيناريوهات التي ستحدث بعد هذه العملية، إلّا أنه من المؤكد أن الأوضاع لن تبقى كما كانت قبلها، وربما تحدث تغيرات كبيرة في فلسطين وفي المنطقة عموماً.