لكل السوريين

“تحالف ابراهام” مشروع إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بين التطبيع والتحديات الفلسطينية

الحسكة/ مجد محمد

في خطوة تاريخية تعكس تحولات كبيرة في سياسة الشرق الأوسط والعلاقات الدولية، أُطلق في عام ٢٠٢٠ مشروع تحالف ابراهام، وهو تحالف سياسي واقتصادي يجمع عدة دول في المنطقة بهدف تعزيز السلام والاستقرار، وتحقيق تعاون اقتصادي وثقافي بين أعضائه، ويشمل الإمارات العربية المتحدة، البحرين، السودان، المغرب، بالإضافة إلى التطبيع الأخير مع دولة إسرائيل.

وتحدث رشيد العسال، المجاز في العلوم السياسية، عن مشروع تحالف إبراهيم، موضحاً أن الاتفاقيات بدأت في ٢٠٢٠ بوساطة أمريكية جمعت إسرائيل مع الإمارات والبحرين، ثم انضمّت السودان والمغرب لاحقاً، وسُمّيت الاتفاقيات نسبةً إلى الإرث المشترك للديانات الإبراهيمية، ساعيةً إلى توسيع مجالات التعاون في التجارة والتكنولوجيا والأمن والسياحة.

وأضاف العسال أن الانضمام إلى تحالف ابراهام يُعرف عربياً وعالمياً بالتطبيع مع إسرائيل، حيث تضم الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، بينما تشترط السعودية حل القضية الفلسطينية وفق المبادرة العربية للسلام كشرط للانضمام.

وأشار إلى تقارير حديثة في ٢٠٢٥ تفيد بأن سوريا قد ترحب بتطبيع مشروط والانضمام للتحالف، يتضمن انسحاب إسرائيل من الجولان، رغم توقعات بالتخلي عن هذا الشرط، ووقف الضربات الجوية على الأراضي السورية، ودعم اقتصادي كبير لإعادة الإعمار، مؤكداً تصريحًا صدر عن البيت الأبيض يشير إلى إمكانية سعي سوريا للتطبيع مع إسرائيل.

وبيّن العسال أن أهداف المشروع التكتيكية على المدى القصير تشمل تطبيع العلاقات الدبلوماسية والرسمية من خلال فتح السفارات وتبادل الوفود، إلى جانب توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري، والتنسيق الأمني والاستخباراتي لمواجهة تهديدات مشتركة مثل النفوذ الإيراني والجماعات المتطرفة، إضافة إلى تهديدات البحر الأحمر وسيناء.

وأكد أن تحالف ابراهام ليس مجرد اتفاق تطبيع، بل مشروع لإعادة هندسة العلاقات الإقليمية يعتمد على تقاطع المصالح السياسية والاقتصادية والأمنية، ويسعى القائمون عليه لتحويله إلى منصة تعاون طويلة الأمد تشكل “الشرق الأوسط الجديد”.

وفي الوقت ذاته، أشار إلى أن التحالف يواجه عقبات حقيقية تتطلب معالجة سياسية عميقة، خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والرأي العام العربي، محذراً من أن غياب تجاوب شعبي قد يبقي التحالف محصوراً في أطر رسمية دون قبول شعبي أو توسع إقليمي.

وشدد العسال على أن غالبية الشعوب العربية ما تزال ترفض التطبيع مع إسرائيل بسبب استمرار الاحتلال، وتوسيع الاستيطان، وسياسات حكومة نتنياهو، وما ينتج عنها من قتل المدنيين الفلسطينيين، معتبراً أن إسرائيل دولة احتلال، ومخاوف من أن التحالف قد يسعى لترويج سرديات إسرائيلية على حساب الرواية الفلسطينية.

وختم بالقول إن القضية الفلسطينية تبقى جوهر النزاع وأولوية لا يمكن التنازل عنها، وأن السلام الحقيقي لن يتحقق إلا عبر احترام حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة على كامل أراضيه دون تنازلات، محذراً من أن تستخدم أي تحالفات أو اتفاقات كغطاء لتهميش القضية أو تقويض نضال الفلسطينيين من أجل الحرية والكرامة، مؤكداً أن دعم الحق الفلسطيني هو الضمان الأساسي لأي استقرار عادل ودائم في المنطقة.

- Advertisement -

- Advertisement -